هل سيدخل جمهور حزب الله «الحراك المدني» بعد مقابلة السيد حسن نصرالله؟

بعد مقابلة السيد حسن نصرالله اول امس المرحب بالحراك المدني بدأ جمهور حزب الله يأخذ موقفا ايجابيا من هذا الحراك، بالتزامن مع انكشاف أمر احد المندسين المحسوبين على حزب الله والذي رفع صورا في المظاهرة الاخيرة يحصر الفساد في بري وجنبلاط والحريري، فهل بدأ حزب الله بمحاولة استيعاب الحراك والصاق تهم الفساد بالاخرين؟

بعد تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الحراك الشعبي حيث قال “إن أية شريحة شعبية في لبنان تطرح مطالب محقة وتتحرك لخدمة المطالب، فهذا جيد ولا نقف بوجهها. ولا نمانع الحراك المطلبي ولا نرفضه ونتمنى له التوفيق، كما نتمنى ان يركز على الأمور القابلة للتحقق”… بعد هذا التصريح لابد ان تظهر أشكالا ومشاهد جديدة على الساحة، ولابد ان تختفي ايضا مشاهد وأشكال.

لماذا؟ للاسباب التالية:

أولا”، لابد ان نشهد مشاركة واسعة من جمهور حزب الله بالحراك المدني في الايام القادمة بعد الموقف الواضح للسيّد نصرالله المؤيّد لمطالبه، خصوصا وان جماهيره المبعدة (عمليا) اي التي تتأثّر باعلام الحزب لتأخذ موقفا مطابقا، وهو ظلّ ضائعا بالنسبة لقضيّة “الحراك المدني”بسبب غياب موقف واضح من القيادة، كونه تعوّد على مواقف معلبّة وجاهزة تُحلّل له وتفكّر عنه.

وغالبا ما يعتمد هذا الجمهور على رسائل الواتسآب التي تعمل ليل نهار على تسريب مواقف وآراء الحزب لكن دون أي إسناد رسمي، وهذا الأمر عبارة عن تهرّب من الإلتزام بموقف ما في حال تبيّن عدم صوابيته.

والجمهور الحزبيّ الذي استنكف عن النزول الى (الداون تاون) مؤخرا بسبب عدم تشجيع رسائل الواتس آب وعدم توفر كلمة السرّ، هو نفسه قد ينزل من الآن وصاعدا وبأعداد كبيرة كما فعل في العام 2006 ضد حكومة السنيورة ولأكثر من عام.

ثانيا”: ستتحرك الحساسيات بين جمهور أمل وجمهور حزب الله على خلفيّة الشعارات التي ستُرفع بوجه المسؤولين، وسينتج عن ذلك مناكفات ومشاكل، وسيكون للشيعة كطائفة موّحدة ضمن حلف 8 آذار وجها جديدا هو الإنقسام في الملفات الحياتية وستظهر على ألسنتهم ما يقولونه في سرّهم من تقسيم شفهي وتقاسم الجبنة داخل الطائفة، والذي يعرفه الجميع من أن حركة أمل تتولى الملفات اللبنانية الداخليّة، وحزب الله يدير ملفات لبنان الخارجية.

ثالثا”: سيقضي هذا الانقسام والمشاكل نتيجة الشعارات السياسية والحزبية على سلميّة الإعتصامات، وستدخل الى جهنم السياسة وزواريبها.

رابعا”: لن يلتزم جمهور حزب الله بتعليمات المشرفين على الحراك كون غالبيتهم آتين من خلفية مدنيّة، مما يستدعي الدعوة الى قيادات جديدة من رحم الجماهير “الحزبللاهية”.

خامسا”: سيكون الخلاف في الوسط التجاري مدخلا للمشاكل في القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية..

واخيرا فان مصادر مستقلة اكدت ان صلاح مهدي نورالدين “مندس” من حزب الله، وهو الذي حمل صورة تجمع السيد موسى الصدر والسيد حسن نصرالله ردا على إدخال(ال. بي. سي) صورة السيد نصرالله على لائحة السياسيين الفاسدين قبل يومين من تلك الحادثة، ثم ألحقها بصورة تجمع نبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط ليظهر موقفا موحدا للشيعة من اعتصامات الوسط التجاري، يمهّد لمحاولة حزب الله استيعاب “الحراك المدني” والتخلّص من تهمة الفساد والصاقها بخصومه وبحليفه اللدود “نبيه بري”.

السابق
الجبير: أفضَل لإيران عدم استغلال مأساة الحج سياسيا
التالي
إقالة وزير الحج السعودي وخمسة مسؤولين بسبب «حادث منى»