الزبداني باب معركة القلمون.. الثوّار أبعدوا حزب الله عنها

الزبداني
تحوّلت الأنظار مؤخراً نحو مدينة الزبداني السورية حيث احتدمت معارك طاحنة بين النظام السوري وحزب الله من جهة وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى. فما هي أهمية الزبداني الاستراتيجية وما أهمية السيطرة عليها؟

كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن مدينة “الزبداني” في ظل التطورات الميدانية الحاصلة فيها والقتال المحتدم بين قوات النظام السوري وحزب الله من جهة وبين الفصائل السورية المعارضة من جهة أخرىب .دأت المعركة إثر هجوم عنيف شنّه حزب الله وعناصر الفرقة الرابعة في الجيش السوري على أطراف المدينة، مترافقاً مع قصف عنيف شنته قوات الأسد على المدينة بصواريخ أرض – أرض وصواريخ فراغية والبراميل المتفجرة، في قصف عشوائي على المدنيين وعلى معاقل المسلحين، داخل المدينة، ضمن خطة التمهيد الناري للسيطرة عليها.

تمكن الثوار من ردّ هجوم حزب الله رغم قصف المدينة بصواريخ أرض – أرض من قبل الجيش السوري.

ومنذ انطلاقة المعركة يتنازع الفريقان الانتصارات والسيطرة على المنطقة. فمن جهة يؤكّد حزب الله والنظام أن التقدم في الزبداني متواصل وأنّهم تمكنوا من السيطرة على كل المرتفعات والتلال المحيطة بالمدينة، ما يجعل المدينة ساقطة عسكرياً على حدّ زعمهم، تنفي فصائل المعارضة ذلك وتقول إنه لا صحة لما يـروّج عن وصول قوات الأسد والحزب إلى وسط المدينة. وتؤكّد صمود مقاومة كبيرة بوجه هذه الهجمات وأن النقطة الوحيدة التي دخلها الجيش وحزب الله حتى الساعة هي منطقة “الجمعيات” والتي تقع على الأطراف الغربية للمدينة.

غير أنّ “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قال إنّ الاشتباكات العنيفة استمرّت خلال اليومين الفائتين بين حزب الله والفرقة الرابعة وبين الفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى في محيط الزبداني. وأحصى تدمير دبابة لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها.

كما قالت شبكة “الدرر الشامية” المعارضة إنّ الثوار سيطروا على أبنية تتحصن فيها قوات الأسد وحزب الله غرب الزبداني وتمكنوا من دحر عناصر الحزب من بعض الأبنية التي يتحصنون فيها بمنطقة “الجمعيات” غرب المدينة، واستطاعوا السيطرة على ثلاثة أبنية بعد معركة طاحنة، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفهم.

الزبداني

ما هي الزبداني؟

مدينة الزبداني من حيث موقعها الجغرافي هي مدينة ومصيف سوري من أقدم وأشهر المصايف العربية. تتبع محافظة ريف دمشق على مسافة 45 كم شمال غرب العاصمة. وتمتد المدينة على سفوح جبال لبنان وتشرف على سهل الزبداني. كما أنّها منطقة سورية إدارية آهلة بسكنها حيث بلغ تعدادهم 63,780 نسمة بحسب التعداد السكاني الرسمي للعام 2004 .أي أنّها مدينة كبيرة إذ يزيد عدد سكانها عن 63 ألف نسمة، وكان يزورها أحياناً أضعاف أضعافهم في المواسم السياحية القويّة.

جاء قرار حزب الله وقوات النظام السوري إطلاق معركة الزبداني حيث باتت اليوم هذه المعركة امتداداً لمعركة القلمون

من حيث أهمية الزبداني الاستراتيجية وأهمية السيطرة عليها فلا بدّ من الالتفات إلى القلمون. ففي وقت لا تزال معارك جردود القلمون يعجز حزب الله عن حسمها، على طول الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، يبدو أنّ الحزب قرّر إطلاق معركة الزبداني كامتداد لمعركة القلمون الغربي “في الداخل السوري، غرب الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحمص” والقلمون الشرقي “شرق الطريق الدولي وصولاً إلى سلسلة الجرود التي تفصل البلدين.

الزبداني

ويعزز موقعها الاستراتيجي أهميتها بالنسبة إلى حزب الله. حيث أن السيطرة عليها من شأنها إبعاد المعارضة السورية عن الحدود اللبنانية، كونها تبعد 8 كلم فقط عن الحدود اللبنانية – السورية. كذلك هناك فائدة أخرى وهي ضمان أمن النظام في المنطقة باعتبارها تبعد 45 كلم فقط عن دمشق. كما أنّها تطل بشكلٍ مباشر على خط بيروت ـ دمشق، وتقع كنقطة وسط بين دمشق وحمص ومنطقة الساحل في الشمال.

لذا فمن خصوصياتها أنّها تمنحُ المتمركزَ فيها إمكانيةَ السيطرة على خط بيروت دمشق وحماية الشام، أو التمهيد لغزوها. هذا عدا عن أهمية هذه المنطقة في تشكيلها ممراً لتمرير الدعم اللوجيستي بالمال والسلاح إلى فصائل المعارضة في القلمون. لذا تأتي أهمية السيطرة عليها لقطع هذا المدّ، والتعجيل في السيطرة على قرى القلمون وجرودها. وبذلك تحاول قوات حزب الله – النظام الحدّ من خسائرها في حرب الاستنزاف القلمونية.

السابق
بالفيديو: أنقذوا حياته ثم أحرقوا الدب المعتدي
التالي
الجيش:اصابة 7 عسكريين عقب اجتياز المتظاهرين السياج في محيط السراي