فيديو جديد: «اسمحي لي، إنّني لا أصافح النساء»

«اسمحي لي، إنّني لا أصافح النساء، اعذريني ديني رمزٌ للحياة». بهذه الكلمات تفتتح مجموعة من الشباب المغربي أنشودة دينيّة، صوّرت على طريقة الفيديو كليب، وحمّلت على موقع «يوتيوب». الأنشودة منظومة على نمط «صليل الصورام»، من دون موسيقى أو إيقاع، لكنّها لا تنادي بالحرب أو بالنصر على الأعداء و«الكفّار»، بل تحاول أن توصل رسالة مسالمة مفادها أنّ «مصافحة الرجل للمرأة طريق الإغواء».

عند مشاهدة شريط الأغنية (1:44 د.)، تخال أنّ الأمر لا يعدو كونه مزحة، أو عرضاً ساخراً، والسبب التنفيذ الرديء للصورة، إذ أنّها تذكّر بالأفلام الهنديّة من حقبة السبعينيات، أو أفلام المقالب المنزليّة. نشاهد ثلاثة شبّان يتمشّون في الشارع بسلام وأمان، حين تقبل نحوهم شابّة، وتصافح أوّلهم، ثمّ تمدّ يدها لمصافحة الآخر، فيرفض مدّ يده، وتبدأ «الموعظة»: «اسمحي لي، إنّني لا أصافح النساء». المفارقة أنّ المرأة في العمل تظهر «سافرة»، في حين يرفض صانعوه استعمال الموسيقى. كما أنّه بالرغم من مضمونه التبشيري بشعارات «دولة الخلافة»، لم يخرج بتقنيات تتناسب مع مؤثّرات أشرطتها السينمائيّة عالية الجودة.
ترجو كلمات الأغنية من المرأة المخاطبة، ألّا تصافح الرجل المنشد. وتقول: «توقّفي، توقّفي، أرجوك لا تمسّني بلمسة، ونظرة، وهمسةٍ، تغوينني… تؤذينني…»، وتضيف: «لااا، ما دهاك يا عقول، سلامنا أنا وأنت بيدنا لا يجوز». أمّا الصور المرافقة فلشابين يتنزّهان في قارب بحريّ، أو يلتقيان وسط طريق ترابيّ ويتصافحان بحماسة، ثمّ يحضنان بعضهما البعض. وبحسب كلمات الأغنية، فالرجل طريدة، يحاول الهرب من المرأة المفترسة «المصافحة» بأيّ طريقة.
يتبيّن بعد البحث عن منتج الأنشودة المغربي حميد خدة، أنّه يعمل كلاعب ومدرّب تايكواندو، في إحدى مدن إقليم تاونات (شمال المغرب). سبق لخدة إنتاج عدّة أفلام ذات طابع ديني تبشيري، آخرها فيلم قصير حمل عنوان «يا ليتني تبت قبل هذا». وأرفق خدة شريط «اسمحي لي» بالتعليق التالي: «في الحديث عن معقل بن يسار أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» رواه الطبراني والبيهقي».
تلقّفت مواقع التواصل الشريط، وقامت بنشره مع تعليقات ساخرة وغاضبة، مقابل ترحيب بعض المعلّقين بما يحمله العمل من «موعظة حسنة»، و «نبذ للفسق والفجور». أحد المعلقين كتب: «أقترح أن يكون عنوان الفيديو كليب «اصفعيني»، لما سيكون للكلمة من وقع في النفوس. سيحمل العنوان رسالة مفادها أن الصفعة أهون من المصافحة لو كنتم تعقلون. والله ولي التوفيق، والهادي لأقوم طريق». في حين كتب آخر ساخراً: «رائع ممتاز. ولكن أخت من هذه الفتاة؟ هل سمحتم لها بالمصافحة من أجل رسالة العمل؟». وكتبت ناشطة مغربيّة: «إعلام ولاية المغرب الأقصى يقدم لكم الإصدار المرئي «سامحيني أختاه» باقية».
نشر خدة الأنشودة عبر قناته على «يوتيوب» قبل أسبوع، لكنّها لم تحقّق نسب مشاهدة كبيرة (3 آلاف مشاهدة تقريباً). لكنّها حققت نسب مشاهدة عالية على قنوات مغربية أخرى، كما قامت عدة صفحات عربية بتناقلها على سبيل السخرية. واقترح بعضهم أفكاراً لأناشيد جديدة مثل «إصبع قدمك سيحولني إلى حطب في جهنم»، و«صوتك عورة يا أمة الله».

المصدر: السفير

السابق
ما هي كمّية الماء الأنسب للشرب هذا الصيف؟
التالي
حرب عرسال الآن فتح لجرح الحرب الأهلية