لبنان: معادلة الاستقرار تفرض التمديد للقيادات الامنية

قائد الجيش العماد جان قهوجي

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم التاسع والثلاثين بعد الثلاثمئة على التوالي.

ولبنان لم يكن ولن يكون، برئيسه المقبل وتوازنات سلطته السياسية وتعييناته الأمنية، معزولا عن مصائر المنطقة ومساراتها.

ولبنان يواجه فعليا حالة بطالة سياسية صارت مضرب مثل لا بل «غيرة عند باقي الشعوب والدول. بلد يستمر بلا رئيس وبلا تشريع وبحكومة تصريف أعمال، حتى لو كانت مكتملة سياسيا. بلد يستمر برغم تناقضاته وأزماته الداخلية وبرغم الحرائق التي تلفحه من خارج حدوده وتترك تداعياتها على أرضه، خصوصا بكتلة مليونية من النازحين.

بلد يتحاور فيه المختلفون حتى العظم ويتخاصم فيه بعض الحلفاء، وتتداخل فيه هواجس الأقليات والأكثريات والولاءات، إلى حد العجز عن إيجاد وصف أو تفسير لسر صموده بالحد الأدنى، برغم هشاشة تركيبته والتفاهمات التي تجري بين حين وآخر، وآخرها خطط الأمن المتنقلة من مكان الى آخر، ومواعيدها الجديدة ـ القديمة اليوم في العاصمة وضاحيتها الجنوبية.

طال سفر اللبنانيين في رحلة انقساماتهم الآذارية، ولم يجدوا عنوانا أو بطلا يكسر اصطفافاتهم، وعندما كان اجتماعهم يوحدهم، بعنوان «سلسلة أو لقمة نظيفة، كان هناك من يصر على إعادتهم إلى مربع طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وزواريبهم الضيقة.

التبست الأمور عند اللبنانيين، حتى صار انكفاء معظمهم عن السياسة مظهرا عاديا، في انتظار من يلعب على وتر غرائزهم موسميا، فيتبدى «اللاعبون أنفسهم على مسرح أزمة سياسية لا أفق لحلها في المدى المنظور.

هي أزمة إقليمية وأكثر. كانت كذلك قبل محنة سوريا و «الربيع العربي، وتفاقمت مع «عاصفة الحزم، أو على الأصح مع رياح «التفاهم النووي

الكل يستشعر ملامح إقليم جديد. البعض انخرط في إستراتيجية جعلته يجلس على طاولة «الكبار، والبعض الآخر، تردد وخاف فانكفأ، فشعر أن لا مكان له إلا على طاولة «الصغار، فقرر تنفيذ «انقلاب على طريقته.

(السفير)

السابق
هاجس التعطيل يهدد بالتمدد والحريري يحذر
التالي
كمب ديفيد: تطمينات للخليج.. مخارج لليمن وأسئلة سورية؟