الحريري في واشنطن: الجيش ليس «حزب الله»

سعد الحريري

حاملاً قضية لبنان الدولة السيّدة والقادرة بجيشها وشعبها ومؤسساتها، يواصل الرئيس سعد الحريري لقاءاته مع كبار المسؤولين الأميركيين وأبرزهم أمس نائب الرئيس جو بايدن الذي استقبله في مكتبه في البيت الأبيض واستعرض معه الأوضاع اللبنانية والمستجدات الإقليمية خصوصاً في سوريا والعراق واليمن، بينما عرض الحريري مع رئيسة لجنة الاعتمادات الخارجية في مجلس النواب الأميركي النائب كاي غرانغر في مبنى الكابيتول لسبل دعم الجيش والقوى الأمنية وتأمين حاجات اللاجئين في لبنان بالإضافة إلى تناوله التطورات مع كل من زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي وعضو الكونغرس آدام كينزينغر.

وإذ يتمحور التركيز في الشق الإقليمي من محادثاته مع المسؤولين الأميركيين على كون “مفتاح استقرار المنطقة هو في إنهاء الأزمة السورية والانتقال إلى مرحلة جديدة لمعالجة الملف السوري لأنه بخلاف ذلك ستبقى المنطقة مفتوحة على مزيد من التأزم” وفق ما أفادت أوساط مواكبة للقاءات الحريري في واشنطن موضحةً لـ”المستقبل” أنّ الحيّز اللبناني من النقاش خلال هذه اللقاءات “يركّز فيه الرئيس الحريري على موضوع دعم المؤسسات العسكرية والأمنية”، مع تأكيده أنّ “الجيش اللبناني ليس حزب الله” رداً على الاستفسارات والأسئلة التي سمعها من أكثر من مسؤول أميركي حول طبيعة العلاقة القائمة بين الجيش اللبناني و”حزب الله” لناحية استيضاح مدى تأثير الحزب على الجيش، مشدداً على أنّه “إذا كان هناك ثمة ولاءات محدودة (من هذا القبيل) فهذا لا ينفي واقع أنّ الجيش يتشكّل من مكونات الشعب اللبناني كله ويقوم بدور وطني حقيقي في حماية الاستقرار ومواجهة الإرهاب”.
ونقلت الأوساط نفسها أنّ الحريري يطالب خلال محادثاته في واشنطن بضرورة “توفير مقومات الدعم للجيش اللبناني باعتبار أنّ هذا الدعم له وظيفة أساسية مرتبطة بالاستقرار في المنطقة”، منوهاً بكون “الجيش نجح في المهام الموكلة إليه على هذا الصعيد خلال السنوات والأشهر الأخيرة وأنه إذا ما قورن بالجيوش الأخرى في المنطقة فيُسجَّل للجيش اللبناني أنّه أنجز مهماته دائماً بنجاح وتركيز عالي المستوى بشكل يؤكد أنه لا يخضع للتأثيرات السياسية التي يمكن أن يتخوّف منها البعض في الولايات المتحدة الأميركية”.
ومساءً، علمت “المستقبل” أن الرئيس الحريري عقد لقاءً مع ممثلي الصحافة العربية في واشنطن كشف خلاله أنه سيقوم بزيارة موسكو الشهر المقبل.
“لا مهادنة مع أي تطرف”
وكان الرئيس الحريري قد أكد أمام منسقي “تيار المستقبل” في واشنطن وبوسطن ونيويورك وميشيغن وتورونتو ومونتريال ولندن وويندسور خلال لقائه بهم في مقر إقامته في واشنطن (ص 2) أنّ “لا مهادنة مع التطرف من أي نوع كان”، مشدداً على أنّ “التيار” يخوض مواجهة مع “قوى التطرف على اختلافها سواءً كان اسمها “حزب الله” أو “القاعدة”، ومشروعنا يقوم على فكرة بناء الدولة ودعم الاعتدال الذي يتعارض مع سياسات الفوضى التي يمارسها الحزب، سواءً من خلال إعاقة الحياة السياسية في لبنان أو من خلال مشاريع التوسّع التي يقوم بها في المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق واليمن”.
وعن الحوار الجاري في عين التينة بين “المستقبل” و”حزب الله”، أوضح الحريري أنّ هذا الحوار “يشكل في مكان ما صمام أمان لكل اللبنانيين الذين يخشون من تجدد الحرب الأهلية”، وأردف قائلاً: “من المستحيل أن نوافق “حزب الله” على السياسات التي يتبعها أكان داخل لبنان أو خارجه ونحن ضد ما يقوم به في سوريا والعراق واليمن، ولكن هذا لا يمنع أن نعمل ما في وسعنا لحماية لبنان”، مع إشارته إلى أنّ “الاستقرار الحقيقي يكون من خلال انتظام الحياة الديموقراطية وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تحضّر لانتخابات نيابية جديدة”.
وبينما لفت رداً على سؤال إلى أنّ الحوار مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب ميشال عون أوصل إلى “حل عدة مشكلات” وأكد وجوب “الاستمرار في تدوير الزوايا”، أكد الحريري في ما يتعلق بموضوع التعيينات الأمنية أنّ “مركز قيادة الجيش هو بأهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر ليس هناك مجال للتسوية، ومصلحة الجيش والوطن هي الأساس”.
كما تطرّق لحادثة سجن رومية الأخيرة مؤكداً “الدعم الكامل للقرار الذي اتخذه وزير الداخلية نهاد المشنوق والعمل الشجاع الذي قامت به القوى الأمنية وشعبة المعلومات حيث تمّ إنهاء الحالة الشاذة وإعادة الأمور إلى طبيعتها”.

(المستقبل)

السابق
الاتصالات بملف العسكريين تراجعت
التالي
الحريري يطالب بايدن بجهود مع إيران لتسهيل انتخابات الرئاسة