ما بعد الاتفاق النووي: 10 سنوات من الشغب الإيراني المحمي

الاتفاق النووي
قراءة في مستقبل الدول العربية والمنطقة بعد الإتفاق النووي بين الشيطان الأكبر ونظام الآلهة. التعويل على هذا الإتفاق ليس بمكانه، ففي السنوات العشرة الآتية ستبقى المنطقة العربية عرضة للإهتزازات، ومشغولة بحروبها الداخلية، والمستفيد الأول هو إسرائيل.

بان ما كان مخفياً حيناً ومعلناً أحياناً، اﻹتفاق الذي كان تكهناً بين الشيطان اﻷكبر ونظام اﻵلهة بات واضح المعالم، فلا بدّ من قراءة أوليّة لما حصل.

1- ستتصرف طهران وكأنّها انتصرت “إنتصاراً إلهيا”، وستزداد حدّة المحاور والتنافس بين العرب والفرس والترك، ﻻ على قاعدة الخطر الصهيوني فهذا بات من الماضي، بل على أولوية قوّة المحاور الجديدة المتناتشة والمتنافسة على دور في الشرق اﻷوسط الجديد الذي بدأ يتشكّل في أميركا، و”إسرائيل” جزء منه، وطهران أول العارفين والموقعين على هذا الواقع الجديد.

2- سيتكرر سيناريو “الإتفاق النووي” مع دول عربية أبرزها السعودية ومصر، ﻻعتبارهما حجري الرحى لمحور عربي، بحيث يبدو “اﻹتفاق النووي” الثنائي بين واشنطن وطهران إتفاقا عاديا.

ولكي يكون ضعيفاً ستركز واشنطن على دول الخليج، وقد دعاهم أوباما إلى كامب ديفيد عينها لصياغة إستراتيجية أمنية، وهذه اﻹستراتيجية السنية ستكون محصّنة وقوية في وجه إيران  الشيعية الملتهية لفترة غير قليلة بمشاكلها الداخلية.
3- تستمر الحرب رتيبة متثاقلة في كل من سوريا واليمن، ﻻنهيار الدولة والنظام، وانهيار الحوثيين، وترتيب قيام دولة وطنية في اليمن في ظل تهديد القاعدة. وهو ما سيحصل في العراق المهددة من داعش على أبواب إيران. وهذا يعني المزيد من اﻹستنزاف للدول “الممانعة” وانهيارها نهائيا.والحساب كبير ﻻنهيارات في إيران عينها، من خلال تحريك الوضع الداخلي غير المحتمل بعد استمرار الحصار على إيران، وينص اﻹتفاق “النووي” على استمرارالعقوبات أو رفعها تباعا، على مدى عقد كامل.

4- اسرائيل ستكون اﻷكثر أماناَ في ظل استمرار التقاتل المذهبي المتأسلم، والمقاومات المسيحية في كردستان، والسنية الداعشية في العراق، والشيعية في لبنان واليمن والعراق، والعلوية للدفاع عن فلول النظام في سوريا. هذا الواقع سيجعل من إسرائيل الخصم والحكم، وحدها تل أبيب ستمتلك بين دول المحيط (الطوق) الجيش اﻷقوى في الشرق اﻷوسط.

5- تركيا ستعمل على تحصين وضعها هي اﻷخرى، وقد تجرب حظها في التحكم بسوريا، وهذا يعني المزيد من القوة للمحور السنّي، بواقعه الجديد. وستكون عداوات بين لبنان وسوريا الجديدة طبقا للدور المزعج الذي لعبته بعض الميليشيا المسلحة المحسوبة على فئة محددة على الشيعة تحديدا.

6- حدود الدول الوطنية ستكون عرضة للإهتزازات واﻹنتهاكات الدائمة، وكأنّها مقدمة ﻻحتكام هذه الدول المهزوزة لدى دول المحاور، وستشهد المنطقة إصطفافات ومحاور تحدد هي وليس القوة الذاتية لهذه الدول أهميتها وقوتها وحضورها. وتكون الكلمة – الحكم للإصطفافات والسياسات اﻹقليمية وليس للقوى واﻷحزاب. أمّا السبب فهو أنّ واشنطن لها حساباتها ومصالحها التي تستدعي دعم المحاور لسببين:
اﻷول: حماية الكيانات المتخلفة، وخصوصاً الخليجية ﻻستنفاذ النفط والغاز وغيرها.
الثاني: عدم ترك الربيع العربي يتنفس ﻷن في ذلك خطراً وتهديداً كبيراً لمصالح الشيطان اﻷكبر.
عشر سنوات آتية أو أكثر قليلاً ستكون المنطقة العربية عرضة ﻹهتزازات وعدم التوازن، أو أقلّه مشغولة بحروبها الداخلية وبنتائج تلك الحروب، وبحشد الترسانة العسكرية على حساب التنمية البشرية واﻹقتصادية. وتلك أكبر مطبات ومعوقات اﻹستقرار، مع حال القرف من تجارب المتأسلمين الدموية والمتمذهبة القاتلة، والتي تعيق بقوة قيام وبناء الدول الوطنية أو الفيدرالية العربية، على أسس من التنظيم والخطط والفكر البحثي والحداثوي.

السابق
البطريرك الراعي يُواصل إستقبال المهنّئين بالأعياد في الصرح البطريركي
التالي
رؤساء مجالس إدارة المحطات التلفزيونية ال8 سلموا ريفي دراسة قانونية تنص على حقوق محطاتها