«حسن زميرة» ليس نصرالله

حسن_زميرة
لقب حسن زميرة الذي أطلقه المقاتل السوري على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لا يطال نصرالله الرجل، بل صورته التاريخية كقائد يكاد يكون أقرب إلى القداسة وممنوع المساس بصورته.

عقب المعارك الشرسة التي شهدتها منطقة الملاح الحلبية الأسبوع الماضي، وأدت إلى تحريرها من قبضة جيش الأسد وحلفائه الاقليميين، تحدث أحد عناصر المعارضة السورية في شريط نشر على “يوتيوب” عن “النصر” الذي حققته المعارضة، قائلا: “تم بعون الله تحرير الملاح وقتل أكثر من 150 من جماعة ايران وأفغانستان وحسن زميرة”!.
وما أن انتشر الفيديو، حتى اجتاح هاشتاغ #حسن_زميرة مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك/تويتر)، وانطلقت النكات على الصفحات السورية، الساخرة من الإخفاق الميداني الذي مني به جيش الاسد وحلفاؤه. حسن زميرة هو ليس حسن نصرالله. المقاتل لم يقصد نصرالله بما قاله بل قصد الصورة النمطية للأمين العام لحزب الله.
“ما أطلقه المقاتل المعارض، هو اختزال عفوي للصورة النمطية الجديدة لنصرالله في أذهان السوريين، وإلا لما كان الجمهور تلقف التسمية”، يقول أحد اساتذة الإعلام.
قوّة الاختزال تنبع من عفوية التعبير وسرعة انتشاره. إزاء ذلك، لا مجال للشك في مشروعيته وصدق تعبيره عن الجمهور الذي ينطق به، وبأنه لم يكن وليد صناعة إعلامية منظمة.
المقاتل المعارض والسوريون الذين شاركوا في نشر الهاشتاغ، توافقوا عفويا على صورة نمطية بديلة لنصرالله مكان تلك التي جهد في بنائها على مر عقود. هي صورة الرجل الذي قاوم العدو الاسرائيلي، والتي رفعها الآلاف في الأزهر الشريف في مصر ومعظم الدول العربية خلال عدوان تموز 2006. هذه الصورة النمطية “انكسرت” عقب غرق حزب الله في مستنقع الحرب السورية.
حزب الله يعلم جيدا خطورة المس بصورة قائده النمطية، ﻷن بناء الصور النمطية وتكسيرها، هي “لعبة” حزب الله التي يجيدها ببراعة. هذا ما فعله إعلام حزب الله قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تعميم صورة الحرامي/العميل/بائع تنكات الزيت!
ليس مهماً إن كان حسن نصرالله هو بالفعل “حسن زميرة” أم لا.
في عصر “إعلام الجماهير” الموازي لـ«الإعلام الجماهيري»، يستطيع المغردون أن يفرضوا صورة نمطية جديدة تسكن الإدراك في الواقع مهما تجاهلتها قناة المنار وطردها الجمهور من ذهنه: إنه سماحة السيد حسن نصرالله، المعروف لدى الآخرين بـ #حسن_زميرة.
هي صورة ولدتها شلالات الدم السورية والرقص على الجثث والبقلاوة… لا يستطيع الإعلام نفي وجودها.

السابق
حزب الله ينعي حسن حمود
التالي
الحريري: مجرد حصول اللقاء مع عون امر ايجابي