ماذا قال قهوجي لعون؟

ليس خافياً، ان اسم قائد الجيش العماد جان قهوجي يُطرح تلقائيا في التداول الرئاسي، وبقوة دفع ذاتية، بحكم الموقع الذي يشغله على رأس المؤسسة العسكرية في لحظة لبنانية وإقليمية مفصلية، عنوانها مكافحة الإرهاب.
وإذا كان العماد عون قد غمز من قناة قهوجي في معرض انتقاده التمديد لبعض كبار الضباط، فإن قائد الجيش يشدد على ان التمديد الاضطراري السابق لخدمته “شرعي وقانوني استنادا الى المادة 55 من قانون الدفاع”.

وينقل زوار قهوجي عنه قوله ان “البعض مشكلته ليست معي، واختار العنوان الخطأ لمعركته. وبصراحة أكبر، أقول للعماد عون، لست أنا من يعرقل أو يمنع وصوله الى الرئاسة، بل سأكون في طليعة مهنئيه إذا انتُخب، وربما سأصل قبله الى قصر بعبدا لتقديم التهنئة له”. ويتابع: “ما يحول حتى الآن دون ذلك، ان هناك مكونات لبنانية تمتنع عن تأييد عون وهذه ليست مسؤوليتي”.

ويضيف: “نعم.. قائد الجيش، بحكم المركز الذي يشغله، يصبح تلقائيا مرشحا رئاسيا بديهيا بمعزل عن رأيه، لكنني شخصيا لا أخوض بأي شكل من الأشكال معركة الرئاسة ولا أحاول توظيف مركزي لرفع أسهمي، وعندما ألتقي شخصيات سياسية أو ديبلوماسية أتجنب الدخول في الملف الرئاسي، وإذا فُتح الموضوع معي، أقاربه كاستحقاق وطني عام، بلا اعتبارات شخصية، وأتحدى أيا كان القول إنني فاتحته بشيء يخصني في هذا الشأن، أما إن حصل تفاهم على اسمي، فلن أتهرب من تحمل مسؤوليتي الوطنية، كما انني لن أكون معترضا على اختيار أي اسم آخر قد يتم التوافق عليه”.

ويؤكد قهوجي، وفق زواره، ان الوضع الأمني ممسوك الى حد كبير، بفعل التدابير والعمليات الاستباقية التي ينفذها الجيش، في إطار مواجهة الارهاب، من دون ان يلغي ذلك احتمال حصول اختراقات.
ويضيف: “بعد معركة عرسال، انتقلنا من الدفاع الى الهجوم. قبلها كنا نتمهل قليلا في بعض الاجراءات والملاحقات، المستندة الى الشبهة، أما حاليا فأقول بصراحة ان كل من نشتبه فيه، نعتقله ونحقق معه، لان الوضع الاستثنائي لا يحتمل التردد”.

وتبعا للزوار، يشير قهوجي الى ان ما حققه الجيش في معركته ضد الارهاب هو إنجاز ضخم، والذي يلقي نظرة على العمليات المعلنة وغير المعلنة يكتشف ان ما حققناه في مواجهة الخلايا الارهابية يكاد يتجاوز ما أنجزته دول تسبقنا بأشواط على مستوى قدراتها.
ويضيف قهوجي: ما يساعد الجيش في تقليص المخاطر الامنية نسبيا، انه يعرف تركيبة معظم المجموعات الارهابية، ويملك معلومات تفصيلية عنها، الامر الذي ضيّق هامش حركتها، من دون استبعاد احتمال تمكن هذا الارهابي أو ذاك من تجاوز الاجراءات لتنفيذ اعتداء ما.

وينقل زوار قهوجي تأكيده ان الوضع على الحدود مع سوريا تحت السيطرة، لافتا الانتباه الى ان ثمة تدابير اتخذت وأخرى ستتخذ لتحصين خطوط الجيش على هذه الحدود وشبكها بعضها ببعض ميدانيا.
ويوضح ان مواقع الجيش الممتدة من جرود راس بعلبك الى جرود عرسال باتت مترابطة ومتصلة بعضها ببعض الى حد كبير، بحيث ان الموقع العسكري المتقدم لم يعد يكتفي بالدفاع عن نقطته بل بات معنيا بالدفاع عن الموقع المحاذي له.

ويشدد قهوجي، وفق زواره، على أن الممرات بين بلدة عرسال وجرودها قُطعت، ومن يرغب بالتوجه إلى الجرود أو العودة منها، فإنما يفعل ذلك بمعرفة الجيش الذي يمنح الإذن بالمرور أو لا يمنحه.
وحول خطة البقاع الأمنية، ينقل زوار قهوجي تأكيده انه شخصيا كان يفضل تنفيذ الخطة بلا ضجيج، حرصا على مصداقيتها وإنتاجيتها، لان الناس لم تعد تثق بالخطط الامنية بعد التجارب السابقة، “وفي كل الحالات، ركزنا هذه المرة على تفعيل العمل المخابراتي في ملاحقة المرتكبين والمطلوبين”.

وفي ما خص دفعة السلاح الفرنسية الاولى المندرجة في إطار هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية، يوضح قهوجي أن ثمة تفاصيل لم تكتمل حتى الآن بين السعوديين والفرنسيين، موضحا انه سيتابع الامر خلال زيارته التي بدأها الى الرياض للمشاركة في اجتماع قادة الجيوش المعنية بالحرب على الارهاب.

ام تي في

السابق
الثلوج تلامس الـ300 م غدا
التالي
بعد «حزب الشيطان»، ناشطون سوريون يسمّون السيّد حسن بـ«حسن زميرة»