لبنان أم كازينو لبنان؟

كازينو لبنان
كازينو لبنان أم لبنان؟ وما الفرق بينهما؟ فلو أردنا أن نقارب بين المشهدين لوجدنا بين الإثنين الكثير من النقاط المشتركة.

جاءت مشكلة “كازينو لبنان” لتسرق انتباه كل الوسائل الإعلامية، ولتسيطر على مشاغل جميع المسؤولين، فما لم يعد يوجد لهم أي هم أو عمل سوى البحث عن الحلول هذه المشكلة.

الوسائل الإعلامية، صدرت أخبار هذه الأزمة عن باقي الأخبار والأحداث، بل وأعطتها مساحة لا يحلم بها أي موضوع آخر أو حدث غيره.

أين هي قضية الجنود المخطوفين؟ غطّت عليها قضية عمال الكازينو المخطوفين من عملهم..

أين هي قضية انخفاض أسعار النفظ وتأثيرها على المواد الغذائية والسلع الأساسية؟ إختفت أمام انخفاض عدد زبائن الكازينو الناتج عن الإضرابات!

أين هي قضية العصر، قضية الكهرباء في لبنان؟ نسفتها تلك الأضواء المبهرة التي تشع في كل ليلة من نوافذ الكازينو.

أين هي قضية الفساد والأمن الغذائي؟ ذابت في صحون الكافيار والسومون فوميه على طاولات مطاعم الكازينو.

أين هي قضية الافادات المدرسية التي حصل عليها أبناؤنا العام الماضي، ومن ثم رفض الاعتراف بها الكثير من الجامعات والكليات؟ سحبتها من التداول إستفادات المسؤولين لجيوبهم الخاصة من طاولات الكازينو.

أين هي قضية أزمة السير على الأوتوسترادات وفي المدن الرئيسية فضلاً عن بيروت؟ تاهت في زحمة الواقفين على أبواب الكازينو.

أين هي قضية الفساد الإداري والمالي والأخلاقي في المؤسسات الحكومية؟ تبخرت أمام الفساد الموجود لدى موظفي الكازينو ورواتبهم الخيالية.
فالكازينو صالة للمقامرة ومثله لبنان، إلا أن الفارق بينهما هو كون الأول صالة للمقامرة بالمال فقط، وأما الثاني للمقامرة بالأرض والشعب والمال والمؤسسات.. هذا يراهن على ماله، وذاك يراهن على مجتمع بأكمله لغاية في نفسه أرادها أو لمصلحةٍ شخصية يبغاها.

هل يا ترى، لو سلّمنا لموضوع من المواضيع الساخنة التي تحيط بنا، لا بل التي تشتعل من داخلنا وتكاد تحرق البلد بمن فيه، هل لو سلمناه ربع الاهتمام الذي وجدناه من الجميع لما سمي بمشكلة الكازينو.. كنا سنجد سلسلة العقد قد انحلت عقدة عقدة؟ هل كنا سنشهد رئيساً للجمهورية بتربع على كرسيه الفارغ منذ مدة؟ هل كنا سنرتقب عودةً سريعة لجنود طال الزمان على اختطافهم؟ هل كنا سنشتري ربطة الخبز بخمسائة ليرة؟ هل كانت الأنوار ستشع معلنةً عن انتهاء أزمة كهربائية طال أمدها؟

في جعبتنا الكثير من الأسئلة والاستفسارات، والتي نعرف أجوبة أغلبها سلفاً ولكن حلمنا بوطنٍ يحترب شعبه وجمهوره وأبناءه.. حلمنا بمسؤولين يقدمون المصلحة العامة على المنفعة الخاصة. حلمنا بطبقة سياسية شفافة تحكمنا، نرى ما خلفها من أمامها، حلمنا بأبسط قواعد العيش الكريم، وألا ندفع كل شيء مرتين، حلمنا بأن نشرب ماء عذباً زلالا.. وأن نأكل ما لذ وطاب من المأكولا والمنتوجات الغذائية من دون الخوف من تسمم ٍ أو خطر يلاحقنا بعد أن نقع في فخ الأمن الغذائي، حلمنا أن نعيش في دولة راشدة مسؤولة عن تصرفاتها، تعدل بين أبنائها ومؤسساتها، فتعطي الجميع نفس الاهتمام الذي أولته لموضوع الكازينو ولقضية عماله.

السابق
حين يستقبلني أشرف ريفي
التالي
The ShiaWatch Team: Hezbollah.. Only a messenger