مصير غير اليهود في إسرائيل

قانون الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي الذي يطلب اليمين الإسرائيلي من الكنيست الموافقة عليه هو خطوة أخرى اضافية نحو تحويل إسرائيل دولة فصل عنصري بكل معنى الكلمة. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي المخاطر التي تتعرض لها الهوية اليهودية لإسرائيل اليوم كي تحتاج الى قانون يحميها؟ وأية رسالة يمكن أن يحملها قانون القومية إلى سكان إسرائيل غير اليهود من الفلسطينيين؟
من يتابع ما يجري في إسرائيل يتكون لديه انطباع أن قانون القومية لا يتعلق بالخوف على الهوية اليهودية للدولة بقدر ما هو خوف اليمين الإسرائيلي على المكاسب التي حققها منذ وصوله الى الحكم عام 2009 وتشكيل الائتلاف اليميني بزعامة نتنياهو. وهو محاولة لتحصين هذه الانجازات من خلال تجنيد قاعدته الشعبية في مواجهة خصومه السياسيين في الداخل، عبر اقرار سلسلة من القوانين تهدف إلى الحد من الممارسات الديموقراطية، وفرض قيود على كل من يعارض التوجهات اليمينية المتطرفة، وكمّ افواه المنتقدين للسلطة، وشرعنة سياسات التمييز بين مواطني الدولة الواحدة ولا سيما منهم الفلسطينيين الذين لا يزالون يعيشون داخل إسرائيل، وذلك من خلال التركيز على الرموز اليهودية للدولة على حساب مبادىء المساواة والعدالة. ومما لاشك فيه أن هذا التوجه يعكس نظرة شوفينية متزمتة وضيقه الأفق، و هو يحاول أن يزرع قلقاً غير حقيقي على الهوية اليهودية، وتأجيج مشاعر الكراهية والعداء ضد كل من ليس يهودياً.
لكن الاخطر من هذا كله الرسالة السلبية التي يحملها هذا القانون الى المواطنين العرب في إسرائيل، الذين يعانون في الاساس سياسة التمييز والحرمان. فالقانون الجديد الذي يطالب بالغاء اللغة العربية لغة رسمية ثانية في الدولة، واعتبار كل من لا يدين بالولاء للرموز اليهودية للدولة مثل نشيدها وعلمها لا يحق له أن يحتفظ بمواطنيته الإسرائيلية، هو قانون يهدف الى اشعار الفلسطينيين بانهم دخلاء وأغراب وأجانب ومشكوك في ولائهم.
ولا تتوقف عنصرية هذا القانون عند هذا الحد، فهو يعتبر أي يهودي في العالم لم يسبق له أن وطئ أرض فلسطين مواطناً كامل الحقوق، في حين يحرم من عاشوا على هذه الأرض منذ مئات السنين حقهم في أن يكونوا سكاناً أصليين لديهم كامل الحقوق.
قانون إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي تعبير فاضح وفظ عن موجة التعصب والتطرف الديني والعداء للعرب التي يشنها اليمين الإسرائيلي منذ سنوات. وسواء أقرت الكنيست الإسرائيلية هذا القانون أم رفضته، فالأكيد ان طرحه في هذا الوقت الحرج يعكس حجم العداء والكراهية اللذين يضمرهما هذا اليمين للعرب.

http://newspaper.annahar.com/article/193381

السابق
إنسداد الأفق قد يُحرق أصابعَ اللاعبين بالنار
التالي
الاب فادي ضو: جائزة أديان للتنوع الروحي