الجولاني: معركة لبنان الحقيقية لم تبدأ بعد

لبنان بندٌ رئيسي على أجندة «جبهة النصرة»، ولا يقتصر الاهتمام به على فرعها في القلمون، بل بات من أولويات قيادتها العامة والشغل الشاغل لكبار «أمرائها»، وهو ما كرّسته المقابلة الأخيرة لزعيم «النصرة» أبي محمد الجولاني مع «مؤسسة المنارة البيضاء»، والتي كانت مخصصة لمناقشة الوضع في الشام عموماً، والمعارك مع «جبهة ثوار سوريا» في ريف إدلب خصوصاً، إلا ان الجولاني لم يستطع إلا أن يعرّج على لبنان، مكرراً رسائل التهديد التي اعتاد إرسالها في تسجيلاته الصوتية الأخيرة.

وشدّد الجولاني، في المقابلة التي بثتها «المنارة البيضاء» مساء أمس الأول، على «أن المعركة الحقيقية في لبنان لم تبدأ بعد»، مشيراً إلى أن «إخواننا في القلمون يخبئون في جعبتهم الكثير من المفاجآت»، وأن «القادم سيكون أمرّ وأدهى على حزب الله»، الذي حمّله مسؤولية ما يحصل في القلمون، معتبراً أنه «بعد اعتدائه على أهل الشام كان لا بد من نقل المعركة إلى الداخل اللبناني وإلى مناطق تواجده في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية، ونستهدف المواقع الحساسة بالنسبة له، وننقل المعركة إلى حيث يتواجد حزب الله في لبنان لعله يعلم خطورة تدخله في الشأن السوري».
وأثنى الجولاني على «أميره في القلمون» أبي مالك التلي مشيراً إلى ظهور إيجابيات ما يقوم به وأهمها «الضغط على حزب الله من خلال عمليات أسر الجنود اللبنانيين». وفي المقابل واصل تهجمه على الجيش اللبناني، متهماً إياه بأنه «أداة بيد حزب الله»، وهي لازمة أصبحت تتكرر في أدبيات «جبهة النصرة». وسبق للجولاني أن دعا في تسجيله الصوتي السابق «الوفاء لأهل العطاء»، أواخر أيلول الماضي، الجنود من «أهل السنة» إلى الانشقاق عن الجيش و«التعسكر في صفوف المجاهدين» للسبب نفسه.
على صعيد آخر، وضع الجولاني خياراً أمام خصمه جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» جمال معروف: إما الاستمرار في محاربته حتى يتم إنهاء وجوده في الشمال السوري، وهو ما اعتبره الجولاني قراراً لا بد منه، وإمّا أن يعلن معروف توبته ويقطع علاقاته مع الخارج ويعود إلى أهله وناسه «فهو سيكون في هذا الوقت أخا لنا».
ومطالبة معروف بإعلان توبته تعني أن «جبهة النصرة» حكمت عليه بالكفر أو الردة. وصدور هذه المطالبة من الجولاني شخصياً تنفي ما دأبت «جبهة النصرة» على إعلانه من أنها «تقاتل معروف قتال البغاة وليس قتال الكفار أو المرتدين».
وفي خطوة قد تهدف إلى إحراج بعض الفصائل، أكد الجولاني أن هناك كتائب من «أحرار الشام» و«صقور الشام» شاركت مع «جبهة النصرة» في قتال جمال معروف، بينما كانت هذه الفصائل قد أصدرت بيانات أعلنت فيها منذ اليوم الأول لاندلاع الاقتتال أنها لا تشارك فيه، داعية إلى حله عبر محكمة شرعية.
وكان لافتاً أن يقرّ الجولاني أن التحالف الدولي يهدف إلى «القضاء على جبهة النصرة وجماعة الدولة» وذلك بعد أن كان يتهم «جماعة الدولة» بأنهم كانوا السبب في جر التحالف الدولي إلى ضرب «المجاهدين» في الشام.
وفي السياق ذاته تخوف الجولاني من وجود مشروع لتصفية «المجاهدين» في ما أسماه «المناطق المحررة» تمهيداً لعقد تسوية شاملة بين النظام و«المعارضة المعتدلة» المدعومة غربياً، لذلك وجه تحــذيراً إلى الفصائل المسلحة التي تتلقى الدعم من أميركا والغرب وتظن أنها تتلاعب بهم، مؤكداً أن هذه الفصائل «ستجد نفسها في النهاية أداة بيد الغرب وبعد انتهاء مهمتها سيرمونها كما رموا غيرها من قبل».

السابق
هذه كلفة التمديد
التالي
اوباما يفضل عدم التوصل الى اتفاق مع ايران بدلا من اتفاق سيء