«الإخوان» إلى الحوار مع «حزب الله» وإيران!

ترفض مصادر إسلامية على صلة وثيقة بتنظيم «الاخوان المسلمين» في المنطقة المقولات التي تتحدث عن «سقوط التجربة الاسلامية الأخوانية في دول المنطقة»، وتؤكد أن القوى الاسلامية ما تزال فاعلة ومؤثرة في كل المنطقة من المغرب وصولاً الى تركيا وباكستان وافغانستان مروراً بتونس وليبيا ومصر ولبنان وسوريا والعراق.

تدعو هذه المصادر «الى حوار مباشر وعميق مع حزب الله وايران يشمل كل الملفات العالقة»، وتشدّد على أن العلاقة بين قوى المقاومة ولا سيما بين حركة «حماس» و«حزب الله» يجب أن تتجاوز كل الشكليات وتبتعد عما يثار في وسائل الإعلام، وبالتالي على قيادتي الجانبين معالجة الإشكالات عبر اجتماعات دورية بناءة وليس من خلال إطلاق مواقف ومواقف مضادة.
وتعتبر المصادر ان ثمة هجمة عالمية على العالم العربي والإسلامي «هدفها زرع الفتنة المذهبية وإشغال المسلمين والعرب بعضهم ببعض وتوفير الحماية والأمان للكيان الصهيوني وضرب المشروع الإسلامي ولذا المطلوب مواجهة هذه الاهداف من خلال رؤية موحدة بين جميع القوى الاسلامية والقومية وعدم الغرق في سجالات ونقاشات عقيمة وغير سليمة».
وتوضح المصادر أن القوى الاسلامية المقاومة يجب أن تعمل في لبنان والمنطقة من أجل رفض الفتنة المذهبية وحماية الاستقرار الداخلي لكل بلد وتعزيز الوحدة الإسلامية واعادة التواصل والحوار بين القوى والحركات الاسلامية برغم التباينات في ما بينها وعدم الذهاب نحو التراشق الإعلامي وإيجاد قنوات تواصل وتشكيل لجان مشتركة تعمل للتصدي لكل الإشكالات ومعالجة الخلافات بعيداً عن الأضواء، وتكشف أن ثمة محاولات جرت وتصب في هذا الاتجاه.
وبرغم مناخ التطرف والعنف في المنطقة بفعل تقدم دور بعض التنظيمات الاسلامية المتشددة، تقول المصادر إن الخيار الوحيد للقوى والحركات الاسلامية «هو العمل من اجل اعادة بلورة مشروع اسلامي على قاعدة الشورى والحوار والاعتراف بالآخر والتصالح مع بقية القوى النضالية ورفض الانجرار الى الصراعات الطائفية والمذهبية واعتبار المقاومة الخيار الاساس في مواجهة المحتلين والقوى الغربية الساعية لاحتلال دول المنطقة أو الهيمنة عليها وعلى مقدراتها وفق تكتيكات جديدة».
ومع أن هذه المصادر تعترف بحجم التحديات التي تواجهها القوى الإسلامية في المنطقة ولا سيما تلك التي لها علاقة بـ«الأخوان المسلمين»، فإنها توضح ان القوى والحركات الاسلامية ما زالت فاعلة وان الأوضاع مفتوحة على كل الخيارات والاحتمالات ولا يمكن لأحد ان يحدد الافق الذي ستصل اليه الاوضاع، «ولذا نحن بحاجة الى حوار مستمر بين جميع الاطراف مثلما نحن بحاجة الى مراجعة كل المرحلة الماضية وان ينظر كل فريق للصورة الشاملة والكاملة وأن لا يكتفي برؤية الاوضاع من زاوية واحدة ومن خلال ذلك يمكن تحديد طرق الخروج من الازمة الحالية التي تعصف بالعلاقات بين القوى والحركات الإسلامية وبينها وبين بقية القوى والتيارات القومية واليسارية مع الاعتراف بصعوبة الأوضاع وتراجع الثقة بين كل هذه المكوّنات والأطياف بسبب تفاعلات الثورات العربية».
هل ستجد هذه المعطيات صدى ايجابياً لدى مختلف الاطراف الاسلامية، خصوصاً قيادات «الاخوان» الفاعلة أم أنها مجرد محاولة لتجميل الصورة القاسية التي يعاني منها الواقع الإسلامي اليوم؟

http://www.assafir.com/Article/2/377267

السابق
«داعش» واتفاقات الغاز
التالي
هل تُمهّد «عملية شبعا» لإنسحاب «حزب الله» من سوريا؟