حلحلة قريبة لملف العسكريين ما لم تطرأ عرقلة غير متوقعة

سيطر استمرار احتجاز “جبهة النصرة” و”تنظيم داعش” العسكريين من جيش وقوى أمن منذ اكثر من شهر على اي اهتمام آخر للحكومة، إذ حجبت موقتا قضية اللاجئين السوريين التي تنمو على الرغم من الضوابط التي وضعها مجلس الوزراء لتخفيف العدد، والحد من تأثيراتها السلبية في شتى الحقول، وتهافت عدد من السوريين للإفادة من تقديمات المفوضية العليا للاجئين.

فوجىء رئيس الحكومة والوزراء في جلسة امس لمجلس الوزراء بالهجوم الذي تعرضوا له من أهالي العسكريين امام السرايا، وفي أماكن اخرى، ومن الطرق التي قطعت احتجاجا، والتهديدات التي أطلقوها ضدهم، وكأنهم لا يحركون ساكنا. وقال احد الوزراء خلال الجلسة: “نحن نشعر مع كل فرد من الذين كانوا يعتصمون ويقطعون الطرق، لكن في الوقت عينه، ان الحكومة تبذل أقصى الجهود للحفاظ على حياة العسكريين، وعلى الأهالي ان يعلموا ان الاتصالات التي تجريها الاجهزة التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية لم تتوقف لحظة لإنقاذهم وبعيدة من الاعلام، لانه يجب ان تبقى سرية حفاظا على انجاحها”.
وقال وزير آخر: “يجب الاتصال بمنظمي التظاهرات وأفهامهم ان اي تصرف يظنونه يفيد الإفراج عن اي جندي، يكون مخلاً بالأمن مثل احتجاز مواطنين من انتماءات طائفية اخرى او تصفيتهم، سيعقدّ الأمور ويحرفها عن المسار الذي يجب ان تسلكه”.
وتكتم غير وزير على الخيارات التي اتخذها المجلس في شأن المحتجزين بعد مداخلات تقدم بها الوزراء، منها ما هو هادىء ومنها ما هو متحمس ويدعو الى إنقاذهم بـ”عملية كوماندوس” مهما كانت كلفتها، وهذا الخيار لم يلق إجماعا لانه غير مضمون النتائج ويعرّض حياة العسكريين للخطر، الا ان رأيا اخر يجري التداول به وتكليف قيادة الجيش القيام به عبر اتخاذ اجراءات تمنع الاتصال بالمسلحين من أهالي عرسال، وهذا ما سيؤدي الى قطع إيصال المواد الغذائية والطبية لهم. كما ان المطلوب ايضا ملاحقة عدد كبير من أبناء البلدة لهم علاقة بـ”جبهة النصرة”، وهم حاليا لا يحملون السلاح، لكنهم كانوا ناشطين اثناء الاشتباكات مع الجيش. وتجدر الإشارة الى ان 2000 جندي من أهالي عرسال هم في الجيش.
واكد مسؤول بارز لـ”النهار”، ان اتصالات استثنائية لم تنقطع حتى الصباح، من اجل الإفراج عن الجنود المحتجزين، وعودتهم الى ذويهم معافين. ودعا الى “ضبط النفس لإنجاح المساعي”، وان اي “خطوة ناقصة قد تعرض حياة اي جندي للذبح، ولا نريد تكرار تجربة الرقيب علي السيد”.
وشدّد على أهمية “تنبيه بعض القادة الى عدم ترك أنصارهم يتصرفون بشكل يمكن ان يؤذي أبنائهم المحتجزين، او يمس السلم الأهلي بممارسات ترتدي طابع الفتنة المذهبية، لان التهديدات التي أطلقت من بعض المتظاهرين تؤشر الى ان البلاد مقبلة على رياح مذهبية ساخنة سينجح المخططون لتفكيكها بمهمتهم”.
وتوقع انفراجاً قريباً قد يكون في خلال 48 ساعة، او خلال الأيام المقبلة، “الا اذا طرأ ما يعيق ما رسم له”.

السابق
الصفقة الفرنسية تترنح: خلافات وعمولات.. وضغوط إسرائيلية
التالي
بالفيديو: الفرق بين الموعد الثالث و الموعد الثلاثون