علاوي: عندما اسقط نظام صدام اسقطت الدولة العراقية ايضا

عودة المسار السياسي العراقي الى الطريق الصحيح؟
من المبكر الحديث عن هذا الامر بصراحة،اضف الى ذلك فان العمل الديمقراطي في البلد امر ضروري من اجل تعميق وتجذير الديمقراطية في العراق وتغيير رئاسة الوزراء والجمهورية ومجلس النواب لكن هذا لا يعني ان تغيير الوجوه سيكون كافيا لكي يحقق العراق الدور الذي يجب ان يكون له في المنطقة وان يكون بلدا لكل العراقيين ـ،وبتقديري الشخصي لا نزال لا نمتلك خارطة طريق واضحة عن كيفية تقدم العراق الى الامام وهذا الامام يجب ان يكون موضوع اهتمام الساسة العراقيين الان ،خاصة من جراء ما يمر به العراق والمنطقة من اخطار جذرية ومخيفة جدا.
وحول تسمية حيدر العبادي رئيسا للحكومة في العراق والذي هو من حزب واحد ينتمي اليه مع رئيس الوزراء السابق نور المالكي والشخصان قريبا من ايران كيف تنظر الى الامر؟
بالتاكيد ايران اصبحت لاعب مهم في المنطقة وبصماتها اصبحت واضحة ليس فقط في العراق بل في بلدان كثيرة في المنطقة ونحن لسنا بدعاة حرب ضد ايران ولكن ايضا نريد ترشيد العلاقات العربية الايرانية بشكل يقوم على احترام السيادة والخصوصية من جانب والمصالح المتبادلة من جانب اخر
الاخ العبادي التقيت به اليوم وهو اول لقاء يحصل بيننا وانا اعتبر ان ما حصل من تغيير يشكل بارقة امل ان لم نحسن استثمار هذه البارقة وتحويلها الى واقع ومن ثم برنامج والى منهج ينأى بالعراق من الطائفية السياسية ويؤسس الى لمصالحة وطنية حقيقية قادرة على تجاوز الازمات وبناء مؤسسات دولة بعيدة عن المحاصصات الطائفية لا يمكن ان ينهض العراق بشكل واضح ومن اجل لذك نحن الان في صدد ان توضع مثل هكذا خارطة وان يبدا العراق بالتقدم نحو الامام ومؤهل لان يلعب دوره الي يفترض ان يلعبه في المنطقة بالكامل.
وردا على سؤال هل حسمت باجتماعك مع رئيس الحكومة الجديد مسألة دخولك الى الحكومة الجديدة؟
لم يحصل الحديث لحد الان حول المواقع السيادية في البلد والمراكز الخ، لكن نحن ما زلنا في طور البحث عن ما يجب ان يتحقق في العراق في ما يتعلق بمسائل عديدة منها وفي مقدمتها وحدة المجتمع العراقي لان هناك انقسام في المجتمع العراقي للاسف قائم وحاصل في هذه الايام بين مختلف الطوائف والاديان وهو امر غير مقبول ان يستمر في العراق.

وعن امكانية ان تشهد الحياة السياسية في العراق تراجعا في مذهبة الحياة السياسية وفي الحدة المذهبية؟
بالتاكيد التراجع الحاصل اليوم في هذا الشأن في العراق هو تراجع مخيف وهناك سيطرة لقوى من القاعدة وامتدادها وسيطرتها على مدن مهمة مما اقتض ى التدخل الاميركي في القصف الجوي وهناك انتفاضة جماهيرية وهناك حراك جماهيري واسع في محافظات بدا يمتد الى حزام بغداد والى جنوب العراق وهناك فوضى في الادارة الحكومية.
ولهذا باعتقادي الشخصي ان الوضع السياسي في تراجع وعلينا اخذ المتغيرات التي حصلت من الشهر الماضي بعين الاعتبر وان نسعى الى بناء عراق يتسع الى كل العراقيين .
وردا على سؤال عن الاسباب التي دفعت ايران للتخلي عن نور المالكي واستبداله بشخص اخر في موقع السلطة.
المحزن الان ان المواقع الرئاسية في العراق لم تعد تقرر في العراق او جزء بسيط يقرر في العراق والجزء الاكبر والاوسع يقرر في الخارج والعراقيين هم غير معتادين على مثل هذه الامور وانما عكس ذلك. ايران اصبح لديها اصابع واضحة وبصمات واضحة في الملف العراقي ونحن حذرين من هذا الامر ولا نعتقد ان هذا الامر سيخدم ايران بالنتيجة وعلى ايران ان تلجأ الى التعامل الجديد مع القضية العراقية بشكل مبني على الاحترام وعلى التدخل بسيادة العراق.
اما عن تخليهم عن المالكي مقابل شخص اخر في موقع رئاسة الحكومة فهم لديهم معطياتهم الخاصة حول هذا الموضوع والتي حقيقة لا اعرف هذه المعطيات التي يملكونها.
وما يهمنا كعراقيين ان يكون القرار في النهاية هو قرار عراقي داخلي يصب في مصلحة العراق واهلها وان لا يكون لايران ولا غير ايران اي تدخل في سيادة هذا البلد.
بالتاكيد ان متفاءل الى مستقبل العراق بعد الذي حصل مؤخرا من تغيرات في موقع السلطات في البلاد ونتمنى ان نخرج من تدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية السياسية العراقية .
وعن دور الجيش العراقي في بسط سيطرته على الارض في العراق وضرورة توحيده وتسليحه.
الجيش العراقي معروف تاريخه وادائه وحتى في الحروب التي خاضها مع اسرائيل وحتى في الحرب التي خاضها مع الجيش الاميركي في فترات سابقة وهو بني على ليس على انتماءات طائفية بل بني على اساس مؤسسة قتالية تدافع عن العراق بغض العراق عن لغة الطوائف فيه لكن بعد ان تركت بني الجيش على اسس طائفية سياسية واضعف الجيش وجرد من محتواه واصبحت قدراته على العمل والدفاع عن العراق تراجعت ليس بسبب عدم وجود ضباط اكفاء وانما بسبب فقدان هوية الجيش العراقي بكل بساطة وهذا هو السبب في عدم التزامهم بالقتال الذي حصل مع داعش. انا لا اعتقد ان هناك تفاهم اقليمي كبير لكن هناك اهتمام خاصة من قبل المملكة العربية السعودية ان لا تنتهي المنطقة الى الفوضى ولذلك راينا كيف انها دخلت بثقل في مناطق عديدة كمصر و لبنان وفي العراق بعد ان باردت الى تحية التغيير الذي حصل وتهنيء الرؤساء الذين تم انتخابهم وهي باعتقادي ستكون لاعب مهم في المنطقة كما هي الآن.
لا اعتقد ان ايران سائرة في مسألة التفاهم لكن اعتقد ان ايران تعاني من بعض المشاكل وبدأت تغير اتجاهاتها وعلينا ان ننتظر ونرى انه هل فعلا ستتغير ايران بشكل جذري وان تعود الى اقامة علاقات متميزة مع دول المنطقة لا تقوم على التدخل وتعيد ما للعرب للعرب ام ستستمر في هذا النهج ؟ هناك تأزم في داخل الساحة الايرانية مما يلقي بظلال على القرارات الايرانية . ليس هناك تفاهم بين السعودية وايران بقدر ما هناك نوع من التوازن الذي بدأ يتحقق خاصة بعد غياب العرب وما سمي زورا بالربيع العربي الذي عصف بالاوضاع العربية بشكل مخيف.
عندما اسقط نظام صدام اسقطت الدولة العراقية ايضا مع اسقاط النظام ولم يبق للدولة من اثر . وما حصل بعد ذلك من اقصاء وتهميش وطائفية سياسية خلق البيئة الملائمة لنمو الارهاب وكان وقتها الارهاب ممثلا بالقاعدة حيث كانت حركة ارهابية واضحة تحقق عمليات نوعية لكن لم يكن بامكانها حينها ان تشكل دول. استطعنا ان نضرب القاعدة في العراق في الفلوجة تحديدا عندما كنت رئيسا للوزراء وقمنا بعملية نوعية وعبأنا المجتمع العراقي في الفلوجة لكي يكون مع الحكومة من مقاومة وعشائر ورجال دين. لكن سوقط الدولة العراقية واسقاطها بالشكل الذي تم خلق ثغرة كبيرة ليس في اوضاع العراق فحسب وانما في اوضاع المنطقة وداعش ليست وليدة الصدفة وانما هي من مخرجات القاعدة وانتقلت القاعدة من القاعدة نفسها الى دولة العراق الاسلامية الى دولة العراق والشام الاسلامية وهذا الأمر هو نفسه بدا يحصل في اليمن وفي ليبيا ومالي وبعض اجزاء شمال افريقيا وفي سوريا نتيجة الاوضاع والبيئة السياسية التي فرضها النظام السوري على الشعب السوري ورفض الشعب السوري لهذا الأمر .

القوى العشائرية والبعثيين هم ليسوا جزء من تركيبة داعش وانما هم ضد داعش بالكامل ونحن نمتلك معلومات على ان داعش اعتقلت الكثير من قادة البعث في الموضل وفي محافظة صلاح الدين ولا تمثل داعش القاعدة الرئيسية التي يمكن لها ان تسيطر على باقي انحاء العراق ولكنها استفردت في بعض المحافظات نتيجة الضعف السياسي والاداء السياسي للحكومة.

في هكذا اجواء اول ما نحتاجه هو الى وحدة الصف ووحدة المجتمع وتعبئة المجتمع ضد داعش وامتداداتها ولكن هذا لم يحصل في العراق وانما كان هناك اقصاء وتهميش وطائفية سياسية وكان هناك اضرار بمصالح الشعب العراقي في محافظات كثيرة واهمال للحراك الشعبي السلمي الذي قام في محافظات كبيرة منذ 2011 قي شهر شباط . سوء الادارة وسوء الادارة في الملف الامني والبيئة التي تكونت واستمرار القصف بالاسلحة الثقيلة على المواطنين المدنيين بدا يخلق ردود فعل وبعض هذه الردود بدأت تتجه لفائدة داعش. وانا في ضوء المعلومات ارى ان المعركة مع داعش ستكون طويلة وليست قصيرة لكنني اكيد انه متى اعيد بناء الجيش العراقي بهوية وطنية وان تحصل مصالحة وطنية حقيقية في المجتمع العراقي سيقضى على داعش وغير داعش بالتأكيد وسيكون العراق ظهير لنضال الشعب السوري الكريم في ما يحصل في سوريا.

 

السابق
لقاء أميركي أيراني في مسقط
التالي
دوفريج: الاعتدال هو المستهدف ولبنان بحاجة الى رئيس مرجعية