موقف هيئة التنسيق من التصحيح تحسمه الجمعيات العمومية

حنا غريب

تحسم الجمعيات العمومية لرابطات الاساتذة ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة، المنضوية تحت لواء هيئة التنسيق النقابية اليوم، الموقف من المشاركة في وضع أسس التصحيح والتصحيح للامتحانات الرسمية صباح الثلثاء أو استمرار المقاطعة.

رغم بيانات الرابطات التي تضمنت توصية باستمرار مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح للامتحانات الرسمية، ينتظر المعلمون ما سيصدر عن الجمعيات العمومية من توصيات في ضوء الفرز الذي ظهر بين المكاتب التربوية الحزبية في الموقف من دعوة وزير التربية الياس بو صعب لجان التصحيح الى وضع اسس التصحيح بمشاركة المعلمين، أو إصدار إفادات لكل من تقدم الى الامتحانات خلال 24 ساعة.
ووفق مصادر في هيئة التنسيق النقابية، ستحدد اليوم الوجهة العامة التي ستسلكها الهيئة، وما إذا كان المعلمون سيتعرضون لضغوط من قوى سياسية حزبية، للمشاركة في التصحيح، وذلك برغم تأكيد المصادر أن هيئة التنسيق متماسكة، وتوجهها العام استمرار المقاطعة، باعتبار أن وزير التربية وضعها أمام خيارين، إما التنازل عن حقوقها في السلسلة وبالتالي المشاركة في التصحيح من دون الحصول على اي مكسب، أو إصدار إفادات للجميع، ما يعني برأيها أنها وضعت أمام تحد في الحالتين نتائجه سلبية على الهيئة. لكن اليوم يشكل منعطفاً مهماً في مسار هيئة التنسيق، وما إذا كانت عصية على الضغوط السياسية والحزبية.
وتبلغ هيئة التنسيق موقفها الى وزير التربية الخامسة بعد ظهر اليوم، مهما كانت نتائج تصويت الجمعيات، وقد يلجأ عدد كبير من الأساتذة الى مقاطعة التصحيح، باعتبار أن القانون لا يلزمهم التصحيح، وذلك انطلاقاً من أن التصحيح قد لا يكون على المستوى الذي يطمح اليه المعلمون، في حال انكسر موقف الهيئة، لأنهم سيذهبون في أجواء نفسية غير مؤاتية لتصحيح مسابقات اوقفوها نحو شهرين من اجل تحقيق انجاز السلسلة.
ولا شك في أن موقف رابطة أساتذة الثانوي يعتبر عصب هيئة التنسيق بالنسبة الى تصحيح المسابقات، وأي مقاطعة من الثانويين لتصحيح مسابقات الشهادة الثانوية بفروعها الأربعة، سيعني توقف التصحيح كله، لأن التركيز هو على هذه الشهادة. ولذلك أخذت رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي جرعة دعم، بعد اجتماعها مع مقرّري ونواب مقرري اللجان الفاحصة للامتحانات الرسمية، حيث عرض خلاله المجتمعون ما تضمنه مشروع سلسلة الرتب والرواتب برئاسة النائب جورج عدوان.
ووفق بيان، توقف المجتمعون عند أخطاره لأنه يعطي نسبة تصحيح 13% على السلسلة للأساتذة الثانويين والمعلمين بدلاَ من الـ 75% المتبقية من اصل 121%، ومقسطة على 3 سنوات اي (4% سنوياَ)، عدا عن المواد الاخرى التي تهدَد بالإطاحة بالحقوق المكتسبة لقاء الزيادة في ساعات العمل والمكرسة بقوانين منذ ما يزيد عن 48 سنة.
وناقش المجتمعون موقف رابطة اساتذة التعليم الثانوي وهيئة التنسيق بالاستمرار في مقاطعة اسس التصحيح والتصحيح في الامتحانات الرسمية من اجل ضمان وإقرار هذه الحقوق في سلسلة الرتب والرواتب، وعند الإجراء غير التربوي في اعطاء الإفادات لتلامذة الشهادات الرسمية، ما يهدد مصير الشهادة الرسميّة، لتكون المحصلة ضرب حقوق الأساتذة والتلامذة معاً بعد ثلاث سنوات من النضال النقابي المشرف الذي ينبغي تطويره وتثميره بدلا من محاولات مصادرته واحتوائه وضرب استقلاليته.
وأكد المجتمعون ان القضية الاساسية، هي قضية حقوق الاساتذة والمعلمين والموظفين، خصوصاً الاساتذة الثانويين المهددة بخطر التصفية والتي ترفض اللجان الفاحصة أن يكون الفارق 54 درجة بين الثانوي والجامعي وفارق ثلاث سلاسل مع المعلمين. وأكدوا ايضاً أن اللجان الفاحصة للامتحانات الرسمية هي مع هيئة التنسيق النقابية وموقفها النقابي الموحَد والمستقل بالاستمرار في مقاطعة اسس التصحيح والتصحيح.
وأكدت اللجان الفاحصة موقفها المتمسك بالشهادة الرسمية وحرصها التربوي عليها، واعتبار اعطاء الإفادات لتلامذة الشهادات الرسمية اجراء غير تربوي لا مبرر له على الإطلاق الا ضرب حقوق التلامذة بالشهادة الرسمية كما يجري ضرب حقوق الاساتذة والمعلمين والتربية والتعليم عموما.

النقابة
وعقد المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في لبنان جلسة استثنائية ناقش خلالها موضوع اعطاء افادات للتلامذة وقرار هيئة التنسيق بمقاطعة التصحيح. وأكد المجتمعون في بيان وحدة هيئة التنسيق النقابية واستقلاليتها، ورفض المحاولات التي يقوم بها البعض لضربها.
وأسف المجلس التنفيذي للنقابة لما آلت اليه الامور ومحاولات وزير التربية الضغط على هيئة التنسيق للتراجع عن قرارها بمقاطعة التصحيح عبر اللجوء الى قرار اعطاء افادات ضارباً بعرض الحائط مستوى الشهادة الرسمية ومتغاضياً عن تبعات هكذا قرار على كل المستويات وذلك لغايات أصبحت معروفة.
واعتبر انه في ظل عدم وجود أي مستجدات أو حلول جدية تستوجب العودة عن قرار مقاطعة التصحيح، “يدعو الجمعيات العمومية في بيروت والمحافظات للانعقاد في مراكز فروع النقابة اليوم الاثنين وذلك للاطلاع على المستجدات المتعلقة بقرار هيئة التنسيق بمقاطعة التصحيح . ولاتخاذ القرار المناسب بخصوص استمرار التحرك. وسيقوم المجلس التنفيذي للنقابة بإبلاغ قرار الجمعيات العمومية الى هيئة التنسيق الثالثة بعد ظهر اليوم.

رابطة الأساسي
وعقدت الهيئة الادارية لرابطة معلمي التعليم الاساسي الرسمي في لبنان اجتماعا شارك فيه رؤساء الفروع في المحافظات، ناقشت خلاله نتائج اجتماع “هيئة التنسيق النقابية” مع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب امس، وخلصت الى رفع توصية الى الجمعيات العمومية للمعلمين بالاستمرار في مقاطعة اسس التصحيح وتصحيح الامتحانات الرسمية، ورفض اي نوع من انواع الافادات.
وأكدت الهيئة في بيان “حق المعلمين في سلسلة الرتب والرواتب”، ودعت وزير التربية “لان يشاركها الضغط على الكتل النيابية لإقرار السلسلة التزاما بما قطعه على نفسه عشية تراجع هيئة التنسيق عن مقاطعة اجراء الامتحانات الرسمية”.
ودعت الى عقد جمعيات تنتهي اليوم، على أن تبلغ قرارها لهيئة التنسيق بعد الظهر.

موظفو الإدارة
وأكدت رابطة موظفي الادارة العامة دعمها لهيئة التنسيق في مقاطعة التصحيح ورفض الافادات. وأعلنت تنفيذ الإضراب العام والشامل في الإدارات والوزارات والبلديات يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين وتنفيذ اعتصامات للضغط لإقرار سلسلة الرتب والرواتب.
واستنكرت في بيان المواقف التي أعلنها وزير التربية لا سيما تلميحه الى إمكان التصحيح بالرغم من رفض هيئة التنسيق النقابية، ما يخفي محاولة لشرذمة صفوف الهيئة التي استطاعت أن تجمع كل فئات المجتمع اللبناني من حولها، ومقدمة مشبوهة لحملة سياسية تهدف الى القضاء تماما على أي صوت نقابي صادق، كما ترى بتلك المواقف تراجعا فاضحا عن الاتفاقات وإخلالا غير بريء بالوعود.
وأكدت الهيئة أن التسويف والمماطلة في إقرار سلسلة الرتب والرواتب أصبحت معالمه وأهدافه واضحة، وأن الرد الحاسم كان وسيكون بوحدة وتماسك هيئة التنسيق النقابية مهما كانت الظروف ومها كبرت الضغوط. وأعلنت تنفيذ إضراب عام وشامل يومي غد الثلثاء وبعد غد الاربعاء في مختلف الادارات والوزارات والمؤسسات العامة ومراكز المحافظات والاقضية والبلديات، والاعتصام أمام مدخل مبنى المديرية العامة للتعليم المهني والتقني في الدكوانة الثامنة صباح الثلثاء وتوصية هيئة التنسيق النقابية بتنفيذ اعتصام مركزي في ساحة رياض الصلح.

السابق
(بالصور) كيف يُعامل الاعلاميون في لبنان؟
التالي
وحدة المسلمين تنتصر: دريان مفتياً للجمهورية والحريري يستعيد زمام المبادرة