الأنباء: لماذا تراجعت باريس عن خيار التمديد؟

علم فرنسا

يصل موفد فرنسي رفيع الى بيروت قريباً لإجراء جولة زيارات لعدد من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين لإعادة تقييم الموقف بعد تعذر انتخاب الرئيس قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان في 25 ايار الماضي، كما تهدف هذه الجولة الى لقاء الرئيس تمام سلام والبحث معه في الدور الذي وضعه لحكومته خلال مرحلة ممارستها لصلاحيات رئيس الجمهورية، علما أن التواصل الفرنسي مع الرئيس سلام لم يكن منتظما خلال وجود الرئيس سليمان في سدة المسؤولية.

وتفيد معلومات بأن باريس التي سعت الى عدم حصول الفراغ في رئاسة الجمهورية، تدرس اليوم السبل التي يمكن أن تساهم من خلالها في تسريع عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهناك قلق من أن يطول الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية على رغم الكلام الكثير الذي يصدر عن قيادات رسمية وسياسية لبنانية بأن الأمر لن يتعدى بضعة أيام أو أسابيع، لاسيما أن المعطيات التي تدفع الى هذا القلق مبررة بعدما يكاد الاستحقاق الرئاسي اللبناني أن يربط باستحقاقات إقليمية أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

وبدا واضحا من خلال المعلومات أن باريس أعادت النظر بموقفها من التمديد بعدما وصلتها أصداء غير مشجعة من واشنطن وأخرى من حصيلة جولة غير معلنة قام بها السفير الفرنسي في بيروت باتريس باولي على عدد من القيادات المسيحية والإسلامية على حد سواء شملت أيضا الرئيس نبيه بري.

وتضيف المعلومات أن أحد أسباب تراجع الحماسة الفرنسية للتمديد، تيقن الإدارة الفرنسية بأن الوضع الأمني سيبقى ممسوكا ولا خوف بالتالي من أي اهتزاز في الاستقرار.

ويقول ديبلوماسي فرنسي في بيروت: كنا في مرحلة نناقش فيها تقارير خطيرة تتحدث عما هو متوقع من أحداث أمنية، لكن عندما توافرت لنا الضمانات الكافية للحفاظ على أمن البلد وقدرة الجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية والأمنية على ضبط الوضع وعدم الإنجرار الى ما يخيفنا، تراجعنا في الأيام الأخيرة عن فكرة التمديد وسلمنا بالأمر الواقع على أمل أن تنجح الحكومة اللبنانية التي تسلمت مهام رئيس الجمهورية في إدارة المرحلة الإنتقالية.

ولا يرى الديبلوماسي الفرنسي حلولا أو مخارج في وقت قريب. فلدينا ما يكفي من المعلومات بأن الحلول لن تأتي إلى لبنان لوحده بعد دخوله مرحلة الشغور الرئاسي، وبمعزل عن محيطه. ولذلك فهو يعطي أهمية بالغة للحوار السعودي – الإيراني كمحطة أساسية نراقبها بدقة متناهية ونشجع عليها من دون أن نهمل أهمية الحوار الداخلي بين اللبنانيين، سواء ذلك الحوار الجاري في الداخل أو الخارج لكسر الحلقات المقفلة التي تحكمت بجلسات الإنتخاب من أجل التفاهم على رئيس توافقي تجمع عليه أكثرية القوى اللبنانية.

احتمال الاتفاق على مرشح ثالث توافقي ليس واردا في الوقت الحاضر ويخطئ من يظن أنه سيكون من السهل الوصول الى الخيار الثالث خلال فترة زمنية معقولة إذا ما ظلت المعطيات الراهنة على حالها ولم يحصل أي تبدل عملي. وعند الحديث عن الخيار الثالث يقول هذا المصدر إنه لا رؤية واضحة في هذا السياق لأن الأسماء المتداولة تتشابه من حيث الحضور والفعالية والتأثير.

السابق
سلام: أريد أن يكون القرار بالحكومة قويا ومستندا الى توافق
التالي
أي خطّة قيصرية لإنقاذ السنة الدراسية؟