عجقة في باريس تسبق انتخابات

شهدت باريس ولا تزال زيارات للمرشحين للانتخابات الرئاسية اللبنانية، والعديد من المتابعين لها على النطاق المحلي والدولي. فالعاصمة الفرنسية التي تدير هذه الانتخابات مع واشنطن حتى الآن من بعيد تشكل احدى المحطات أمام الطامحين للوصول الى سدة الرئاسة اللبنانية.

كذلك فإن الزيارات المكوكية بين بيروت وواشنطن التي يقوم بها المستشار الديبلوماسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا للرئيس فرنسوا هولاند ايمانويل بون، هي تعبير عن اهتمام الرئيس الفرنسي والتزامه الشخصي اجراء هذه الانتخابات في موعدها الدستوري اي قبل ٢٥ ايار المقبل.
وتتخوف باريس من عدم حصول الانتخابات ضمن المهلة الدستورية المحددة. والمخاوف الفرنسية ليست تعبيراً عن مخاوفها من الفراغ في سدة الرئاسة فحسب، بل مما يمكن أن يؤدي اليه هذا الفراغ في حال عدم وصول النواب الى التوافق على مرشح ضمن هذه المهلة.
ويبدو أن باريس تعي أن التأخير في اجراء هذه الانتخابات سيؤدي الى تأخيرها إلى آخر السنة أو بداية السنة المقبلة، وهذا يعني أن هذا الواقع يتطلب تجديداً جديداً لمجلس النواب ضمن المهل الدستورية، لأن التجديد الذي جرى تنتهي مدته في أيلول المقبل.
والتوافق الداخلي ما زال سيد الموقف حتى انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس إذ أن تخطي هذه المهلة معناه عدم حصول التوافق على مرشح معين، وأن الرئيس الجديد يحتاج الى توافق إقليمي ودولي على شخصه، إضافة الى التوافق الداخلي. وهذا بالطبع سيؤدي إلى ابتزاز على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية لاختيار الشخص “غير المرفوض” من القوى المحلية والاقليمية، على رغم أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية ليست على سلم الأولويات الدولية ويمكن أن تحصل في أي وقت عند حصول نافذة ديبلوماسية تكون لمصلحة التوافق الداخلي اللبناني وقد حصل ذلك عندما تم التوافق على تأليف حكومة الرئيس تمام سلام. وفي هذا السياق يمكن أن يتم انتخاب رئيس لبناني بمعزل عن اتفاق إميركي – إيراني – سعودي جامع.
وسيكون هذا الاسبوع موضع انظار المتابعين لتطور الانتخابات الرئاسية اللبنانية في باريس إذ يصل اليوم إلى فرنسا كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس سعد الحريري وسيؤدي وجودهما في العاصمة الفرنسية الى العديد من المشاورات اللبنانية – اللبنانية، واللبنانية – الدولية التي ستدور حول الاستحقاق الرئاسي. مع العلم أن السفير الاميركي في لبنان دافيد هيل كان عقد اجتماعات مع السلطات الفرنسية نهاية الاسبوع الماضي خلال زيارة خاطفة لباريس.
وسيكون للحريري العديد من اللقاءات في باريس مع العديد من الاطراف للخروج من الجمود وامكان التوصل الى خيارات يمكنها أن تساعد اللبنانيين على تخطي هذه الظروف بأقل الأضرار. كما أن الراعي الفرنسي لهذه الانتخابات سيدخل في صلب المناقشات مع اقتراب انتهاء المهلة الدستورية على رغم ان باريس على يقين بأن هذه الانتخابات لن تتم ربما ضمن المهلة الدستورية.

السابق
اقفال المدارس الرسمية والادارات العامة في عاليه والمتن الاعلى
التالي
إسرائيل تتحرش بـ’الوزاني’ و’بئر بليدا’