جلسة الأربعاء: لا نصاب ولا انتخاب!

jamhouria

شكل تطويب البابوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين مناسبة لاستعراض المواقف من الاستحقاق الرئاسي ولا سيما بين الرئيس سليمان والبطريرك الماروني حيث شكلت المواقف الجامعة للمرجعيتين السياسية والروحية المسيحية دفعا وضغطا على الوسط النيابي المسيحي في اتجاه تأمين النصاب لجلسة الأربعاء ومنع الدفع في اتجاه الفراغ بفعل انقضاء المهلة الدستورية من دون إنجاز الاستحقاق.

وبحسب “النهار”، ليس في المعلومات الواردة عن حركة الاتصالات الكثيفة الجارية قبل موعد الجلسة ما يشي بإمكان إنعقادها، وتعزو مصادر نيابية مطلعة هذا الانطباع الى عدم تغير أي من المعطيات المحيطة بالاستحقاق. فالظروف التي حكمت الجلسة الأولى للمجلس لا تزال هي عينها، وان كانت تلك الجلسة قد رسمت بنتائجها خريطة المرحلة المقبلة.

وفي رأي هذه المصادر ان المعطى الوحيد الذي من شأنه أن يخرق المشهد ويعيد خلط الأوراق يتمثل بترشح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون للرئاسة، بإعتبار ان دخول عون على مسرح الرئاسة ينزع حصرية الترشح عن رئيس القوات اللبنانية ويلون أوراق الانتخاب البيضاء التي حصدت 52 صوتا بإسم مرشح قوى “8 آذار”.

لكن مصادر سياسية رأت انه من المبكر ترقب ان تثمر المشاورات المشار إليها أي تغيير في موقف التيار المستقبلي حيال تبني ترشح عون الذي سيعني عمليا التخلي عن الحليف جعجع.

وأشارت الى ان عون يعول على دعم “المستقبل”، ليطرح نفسه مرشحا توافقيا، من دون ان يأخذ في الاعتبار الأحراج الذي سيشكله استمرار جعجع في ترشحه. ما يعني عمليا ان ترشح عون سيضعه في وجه جعجع في جلسة الأربعاء.

وإذ استبعدت المصادر مثل هذا السيناريو، رأت ان الاتصالات في شأن الجلسة لم تنضج بعد وتتطلب المزيد من الوقت. ودعت الى التمعن في موقف البطريرك الراعي عقب زيارته عين التينة الأسبوع الماضي والمغزى الكبير في الزيارة في حد ذاتها. إذ خلص البطريرك في قراءته لنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الى ضرورة التوجه نحو المرشح التوافقي.

ولفت المراقبين امس الزيارة التي قام بها الوزير السابق جان عبيد الى المملكة العربية السعودية واللقاءات التي عقدها هناك فضلا عن لقائه الرئيس سعد الحريري.

وعليه، استبعدت المصادر ان يكتمل نصاب جلسة الأربعاء، بما يتيح المزيد من الوقت أمام بلورة صورة المرشح التوافقي الذي بدأ العمل عليه خارجيا وتحديدا فرنسيا وأميركا وهي حركة ينتظر ان تتبلور اعتبارا من الأسبوع المقبل بزيارات ديبلوماسية مرتقبة في اتجاه لبنان عبر زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط. أو زيارة السفير الأميركي ديفيد هيل الى السعودية، وذلك من اجل الدفع في اتجاه احترام المواعيد الدستورية لإنجاز عملية الانتخاب وتلافي الفراغ في سدة الرئاسة الأولى.

السابق
هل الـ«صفقة الرئاسية» بين الحريري وعون قابلة للتحقيق؟
التالي
مصادر لـ”عكاظ”: 8 آذار تنتظر تسوية خارجية