عون وفرنجية لن يترشحا في الجلسة الأولى و حزب الله يربط حضوره بقرار الجنرال

تتهيأ القوى السياسية خلال الأيام الثلاثة المقبلة من عطلة عيد الفصح لصوغ موقفها خلال جلسة البرلمان التي دعا الى انعقادها الأربعاء المقبل رئيسه نبيه بري من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهي الاختبار الأول على طريق كشف الأوراق المستورة في ما يخص الاستحقاق الرئاسي ترشحاً وانتخاباً، وصولاً الى احتمال حصول الفراغ الرئاسي في 25 أيار (مايو) المقبل في حال تعذر حصول أي من المرشحين المفترضين على الأكثرية بعد تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب. (راجع ص 7)
وفي وقت يبقى المرشح الوحيد المعلن رسمياً الى الآن أمام جلسة الأربعاء المقبل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فإن إعلان أكثر من قيادي في حزب «الكتائب» أن رئيسه، رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، مرشح هو أيضاً للرئاسة، طرح السؤال عما إذا كانت قوى «14 آذار» ستنجح في توحيد موقفها وراء ترشيح جعجع في الدورة الأولى للانتخابات يوم الأربعاء في 23 الجاري، مثلما كان بعض قادتها يخططون فيترك الجميل ترشيحه الى الدورة الثانية بعد أن تخفق في تأمين الأكثرية لجعجع، أم انه سيدخل حلبة المنافسة من الدورة الأولى فتتوزع أصوات «14 آذار».
وينتظر أن يحسم الجميل مسألة توقيت إعلان ترشحه خلال الساعات المقبلة، فيما ذكرت مصادر قيادية كتائبية لـ «الحياة»، أن «آلية» انتخابات الرئاسة اللبنانية لا تفرض أن يتقدم المرء بترشيح رسمي، وليس بالضرورة أن يُعلن هذا الترشيح قبل الدورة الأولى، لكن المؤكد أن الرئيس الجميل مرشح للرئاسة والذين يريدون تأييده من حلفائه يعرفون سلفاً أنه مرشح».
وفيما عقدت اجتماعات تشاورية بين قادة كتائبيين للبت بفكرة الترشح لجلسة الأربعاء أو تأجيلها الى الدورة الثانية التي يمكن أن تعقد في جلسة لاحقة، فإن مصادر مراقبة سألت عما إذا كان نواب «الكتائب» الخمسة سيصوتون لمصلحة جعجع إذا حضروا الجلسة الأربعاء المقبل، وإذا كانت «14 آذار» ستنجح في توحيد موقفها بدعم جعجع أو لا.
ولم يقتصر الغموض على ما سيكون عليه الموقف داخل»14 آذار»، الذي ترى قيادة تيار «المستقبل» أن يتوحد خلف ترشيح جعجع في الدورة الأولى تمهيداً لإعادة البحث بمرشح آخر في حال لم تتأمن الأكثرية لمصلحته. وتبقى حال اللاقرار حيال الاحتمالات كافة هي الغالبة لدى قوى «8 آذار» التي ينتظر أن تترك توضيح الأمور الى عشية الجلسة، أي الى الثلثاء المقبل، هذا فضلاً عن أن رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط لم يفصح عن توجهاته التي قال إنها ستظهر خلال الجلسة النيابية.
وعلمت «الحياة» أن جنبلاط اتخذ قراراً بعدم التصويت لمصلحة جعجع وأنه لن يصوت لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في حال ترشح، ويفضل مجيء «رئيس تسوية» وقد يلجأ الى التعبير عن هذا الموقف بتصويت نواب كتلته الثمانية لمصلحة أحد أعضائها الموارنة، تأكيداً لاستقلال قراره عن قوى 14 و8 آذار، لعلمه بأن لا حظوظ له في النجاح.
وقالت مصادر قيادية في «التيار الحر» لـ «الحياة» إن العماد عون ليس في وارد إعلان ترشحه لجلسة الأربعاء، هذا فضلاً عن أن أوساط رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية تؤكد أنه غير مرشح في جلسة الأربعاء لأنه ليس في وارد استخدام ترشيحه ورقة مناورة.
وذكرت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ «الحياة» أن قيادته، مع حسمها عدم ترشح عون الأربعاء، لم تقرر بعد ما سيفعله نوابه ونواب «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الأربعاء، هل يحضرون الجلسة أم يغيبون عنها، وإذا حضروا كيف يصوتون، بالامتناع أم بالورقة البيضاء؟ ويوحي درس عون وقيادة تياره الموقف من حضور الجلسة أو عدمه بأن احتمال عدم اكتمال نصابها الأربعاء وارد أيضاً.
وقالت مصادر في «التيار الحر» إن قيادة «حزب الله» تربط موقفها من حضور نوابه الجلسة أو عدم حضورهم بموقف العماد عون، فإذا قرر الحضور يشاركون فيها ويتخذون الموقف الذي يقرره، وإذا قرر التغيّب يتغيبون معه. وسيعلن عون موقفه النهائي عصر الثلثاء بعد اجتماع تكتله النيابي.
أما نواب «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها الرئيس بري فقالت مصادر فيها إنها تستبعد دخولها لعبة تعطيل النصاب في جلسة الأربعاء، التزاماً بدعوة بري لانعقادها.
وفي المقابل، من الطبيعي أن يحضر نواب «14 آذار» الجلسة، وفق ما قالت مصادرها.
وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان هنأ جعجع على ترشحه في اتصال هاتفي أجراه به، ونوّه بالبرنامج الرئاسي الذي أعلنه. وزار السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل جعجع عصر أمس.

السابق
معركة الهويات والرئاسيات في المنطقة العربية
التالي
صيني يتزوج امرأتين في حفلة زفاف واحدة