تضامن من الشمال الى الجنوب مع عرسال «المحاصرة»

عرسال

عم الغضب مناطق واسعة من البقاعين الاوسط والغربي وراشيا احتجاجا على حصار حزب الله والنظام السوري لمدينة عرسال , حيث قطع مئات الشبان في مدينتي سعدنايل وثعلبايا – قضاء زحلة -الطرقات الرئيسية , واستعانوا على ذلك بوضع عوائق اسمنتية واتربة واطارات مطاطية , ورفعوا لافتات وهتافات منددة بحصار عرسال وآلاف النازحين السوريين اليها , وطالبوا الدولة والقوى الامنية وفي مقدمها الجيش اللبناني التحرك الجدي والفاعل من اجل فك الحصار.
المشهد نفسه تكررفي قب الياس – عميق , حيث قطعت الطرقات لاسيما طريق شتورة – قب الياس – كفريا – صغبين , وهدد المشاركين بتصعيد التحرك اذا ما تواصل الحصار .
وفي منطقة المصنع على الحدود اللبنانية – السورية , احتشد المئات في تظاهرة حاشدة , قطعوا خلالها دريق المصنع – برالياس – شتورة . وطريق المصنع – الصويري – راشيا , منددين بحملات حزب الله الامنية , وسعيه الى فتنة مذهبية ارضاء لاسياده في دمشق وطهران , وطالبوا الاسراع بفك الحصار عن عرسال , مهددين بان تحركهم سيأخذ طابعا مختلفا اذا لم يتراجع حزب الله عن حملته الظالمة على الامنين في عرسال وعلى النازحين والجرحى الى مخيمات النزوح في عرسال.
وكان علماء البقاع عقدوا اجتماعا صباحا في ازهر البقاع ناقشوا فيه اتخاذ خطوات تصعدية اذا لم تبادر القوى الامنية الى اتخاذ اجراءات لفك الحصار عن عرسال .وامهلوالاتصالات الجارية على غير مستوى لساعات . ويبدوا ان حزب الله استمر في خطواته التصعيدية الامر الذي دفع بمئات البقاعيين الى النزول الى الشارع , وقطع الطرقات تحذيرا.
أهالي عرسال
“هذا الحصار الكلي المفروض قسرا على عرسال” دفع بأهاليها وبلديتها وفعالياتها الى عقد لقاء في دارة البلدية بحضور رئيس البلدية علي محمد الحجيري واعضاء المجلس البلدي، مخاتير وفعاليات صدر عنه بيان جاء فيه: ما زال مسلسل التفجيرات يتوالى ويحصد الابرياء بين قايل وجريح ناشرا الرعب والاسى بين اللبنانيين ويدخل لبنان في مصير مجهول ونفق مظلم. وليس آخر تلك التفجيرات الذي استهدف بلدة النبي عثمان وبلدة اللبوة ما ادة الى استشهاد اثنين وجرح العشرات”.
وتابع البيان، ان اهالي عرسال يستنكرون بأشد عبارات الاستنكار التفجير الارهابي واطلاق الصواريخ على البلدات المجاورة من اينما اتت. ويتقدمون من اهل الشهداء واهالي بلدات الفاكهة والعين والنبي عثمان بأحر التعازي ويتمنون الشفاء العاجل للجرحى.
واكد البيان على مطالبة الاجهزة الامنية والجيش اللبناني فرض الامن في البلدة وبالتالي تشر الجيش على الحدود. وان اهالي البلدة اذ يقفون صفا واحدا الى جانب الجيش اللبناني لبسط سلطته كما يرفضون دخول اي ارهابي الى عرسال.
وشدد البيان على ان الارهابيين لا دين لهم ولا طائفة ويتبرؤون منهم ومن الذين يقفون ورائهم ويساندهم وندعو الاجهزة الامنية بسط الامن على الطريق الدولية لكي لا تتخذ ذريعة كل وقت.
واكد البيان على وحدة العيش المشترك وندعو اهالي المنطقة الى تحكين لغة العقل وضبط النفس لأن العدو واحد والهم واحد والمصير واحد.
وختم البيان، حمى الله منطقتنا من الاذى وحمى الله لبنان.
القيطع
وفي هذا الإطار، نظمت منسقية “تيار المستقبل” في منطقة القيطع – عكار وقفة تضامنية مع بلدة عرسال واهاليها، في حضور منسق عام التيار في القيطع – عكار سامر حدارة ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات اجتماعية وتربوية وكوادر التيار.

المير
بداية كلمة لرئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير قال فيها: “كما أدنا الارهاب سابقا والانتحاريين الذين يستهدفون الامنين والابرياء، فإننا نطالب المعنيين في الدولة بأن يعملوا جاهدين لمنع أي احتكاك مذهبي او طائفي في البلد، وعرسال ليست وحيدة في الوطن وهي جزء من تركيبة لبنان الطائفية ولا نظن ان احدا في هذه الدولة يستطيع ان يتحمل عبئها وان ما نخشاه ان يكون هناك نوع من التغيير الديموغرافي في لبنان على النحو الحاصل في سوريا”.
أضاف: “إننا نحذر، ونحن تحت سقف الدولة والقانون، ونقول ان هذا الوطن لا يقوم الا بكل ابنائه بالتساوي، وعندما يقع الظلم فلا أحد يستطيع تقدير نتائجه. ان عرسال حاضنة للاجئين السوريين الذين فروا من ويلات الحرب، فهل سيتم تدفيعها ثمن ذلك؟ بتنا نعيش شريعة الغاب فتقطع الطرقات مزاجيا وتستعمل اساليب غير مقبولة. لذلك إننا ومن مركز تيار المستقبل، عنوان الاعتدال في البلد، ندعو الى المحافظة على ما تبقى من الاعتدال لان الاوطان لا تبنى الا على الاعتدال ومن اراد غير ذلك فهو يخطط لحاجة في نفسه ونحن له بالمرصاد”.
حدارة
بدوره، قال حدارة: “ان الدولة كانت محكومة ولا تزال لقرار حزب الله والدولة الفارسية ولم تقبل حتى الاعتراف بالميثاق الانساني للنازحين السوريين، ولكننا نستبشر خيرا بالحكومة الجديدة. فهل ان استضافة النازحين السوريين من قبل اهالي عرسال اصبحت تهمة وجريمة يتم معاقبتهم اليوم عليها؟ ان عرسال محاصرة من حزب الله والدولة السورية ومن الدولة اللبنانية، وهناك معلومات تؤكد بأن حزب الله قد طلب من العرساليين تقديم طريق وملاذ آمن وتغيير وجهتهم والا فسيحصدون الويلات، وما فتح ملف اللبوة الا تأكيد على هذا الكلام. ولذلك فإن محاولات لصق تهم الارهاب بأهالي عرسال امر غير مقبول، ونعتبر ذلك تمهيدا لمخطط فارسي – سوري – حزب الله للانقضاض على البلدة المعروف هواها ومذهبها وانتماء سكانها”.
أضاف: “ان أهالي عرسال يعيشون واقعا صعبا، فهم محاصرون وغير قادرين على التنقل وممارسة حياتهم الطبيعية والحواجز التي يقيمها حزب الله على الطرقات تمنعهم وهم مهددون دائما بقصف النظام السوري، وهذا امر سيولد فتنة بين عرسال والقرى المحيطة بها. واننا كما ندين الارهاب، فإننا لا نقبل بأن يستهدف الارهاب او يطال اي قرية شيعية كانت او سنية او مسيحية او اي طائفة او قرية لبنانية. ان ما يعنينا هو الدولة اللبنانية والمواطن اللبناني، وأبناء عرسال هم مواطنون لبنانيون فأين دور الدولة اللبنانية في حمايتهم اليوم”.
وختم: “اذا كانت المؤامرة اليوم تستهدف عرسال واهاليها لكي ينصاعوا، فإننا نبشر الجميع بأن كل مواطن في لبنان هو مواطن عرسالي وكل قرية في لبنان هي عرسال، ونحن اليوم لن نسمح بأن يؤكل حق بلدة عرسال او ان يتم الدخول اليها”.
بيان
ثم تلا حدارة بيانا باسم المشاركين أكدوا فيه “ضرورة فك الحصار فورا عن بلدة عرسال وبخاصة من قبل حزب الله”، ودانوا “أي عمل ارهابي”، مطالبين “الدولة اللبنانية بأن تكون الحكم والفصل في تحديد هوية الارهابيين والقضاء اللبناني هو السلطة الوحيدة المخولة ملاحقة الارهابيين والاعلان عن المعلومات بشأنهم”.
ودعوا الجيش اللبناني الى “الانتشار على كامل الحدود اللبنانية الشمالية والشرقية والتنسيق مع القوات الدولية وفق القرار 1701 وعدم السماح لأي مسلح كان لأي جهة انتمى بالدخول او الخروج الى لبنان”، مطالبين الدولة ب”الرد على مصادر النيران من اي جهة اتت وأي منطقة استهدفت، وعدم الاستهتار بسيادة الدولة اللبنانية”.
وحذروا من أنه “في حال لم يتم الاخذ بالاعتبار بهذه المطالب واستيعاب الاحتقان في الشارع، فهناك تخوف من ان تنتقل ردات الفعل الى المناطق الاخرى وحصول نتائج مردودها سيىء على لبنان بأسره وعلى المجتمع اللبناني”.

السابق
النظام السوري يصادر أملاك 58 شخصية فنيّة وسياسية
التالي
الكتائب تقرر البقاء في الحكومة: مستمرون في المواجهة السياسية