المشنوق: ظواهر العنف ناجمة عن التدخل الايراني والسوري بالداخل اللبناني

نهاد المشنوق

اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق، في كلمة له خلال مؤتمر وزراء الداخلية العرب، ان الاغتيال السياسي هو النوع الاول من الارهاب الذي تعرضنا له وما استطعنا ان نجد دواء لهذا المرض الخطير الذي يكاد يدمر الحياة السياسية اللبنانية، لافتا الى ان هناك نوعا آخر من الارهاب ابرزها الجماعات المسلحة باسم الدين في بعض مخيمات اللاجئين السوريين وبعض الجماعات المرسلة من المخابرات السورية لاقامة امارة في شمال لبنان.
ولفت المشنوق الى انه “منذ عام ونيف اعلن حزب لبناني على لسان امينه العام انه ذاهب الى سوريا لقتال من وصفهم بالتكفيريين وكأنه ما يكفينا القتل السوري على الحدود والنزوح السوري، وصار علينا ان نتحمل مع نظام الاسد الدم السوري وصار علينا القبول ان هؤلاء الثائرين دمهم حلال”.
ورأى ان “هناك من يعمل عن سابق تصور وتصميم لاعادة انتاج الحروب الاهلية داخل الاسلام وفق برنامج محدد، ويريدون اليوم تحويل الاسلام الى مجرد حضارة الصراعات”، مشيرا الى “أننا بتنا نواجه خيارات مصيرية ووجودية، وهنا نصل الى النوع الاحدث مع الارهاب الذي يواجهه لبنان وهو الارهاب الانتحاري، حيث تُسرق سيارات من لبنان وتذهب الى سوريا عبر معابر الموت المعروفة ثم تعود الى لبنان مفخخة عبر معابر معروفة وموصوفة وصارت لدينا شبكات بالداخل لتجنيد الانتحاريين وارسالهم لتفجير انفسهم في الاحياء وقتل الابرياء بحجة الانتقام من الذين يشاركون بالقتال الى جانب النظام السوري”.
ولفت المشنوق الى ان “الانتحاريين جدد علينا، وجديد علينا ايضا هذا التوتر المذهبي الذي يكاد بلغ عنان السماء معرضا الوحدة اللبنانية للخطر واضعاف ثقة المواطن بالدولة والقانون”، مشددا على ان “هذه الاحداث نصرّ في لبنان على مقاومتها بكل ما نملك من وسائل من خلال مؤسسات الدولة”.
واعرب المشنوق عن خشيته من “ان يكون لموضوع الانتحاريين تداعيات سلبية كبيرة على الداخل اللبناني والعلاقات بين طوائفه وهذا تحد جديد يرهق الجيش والقوى الامنية”، لافتا الى ان “اولى الخطوات لمواجهة هذا النوع المستجد من الارهاب بتحديد أسبابه بدقة”، مشيرا الى انه “لدينا في لبنان تنظيم مسلح يضم آلاف المقاتلين كانت وجهته اسرائيل لكن سلاحه بات موضع انقسام في الداخل اولا ثم بسبب دوره في سوريا”.
ورأى ان “هذا الازدهار للارهاب ليس امرا عاديا يمكن معالجته بالقوى الامنية والعسكرية، فنحن عجزنا في لبنان عن ذلك رغم الفعالية البازرة للجيش والقوى الامنية بالسنوات الاخيرة، ونعرف ان ظواهر العنف اسبابها السياسية والاستراتيجية ناجمة عن التدخل الايراني والتدخل السوري في الداخل اللبناني وليس منذ الان بل منذ 3 عقود واكثر، ولان النظام السوري يواجه ثورة وايران تواجه تحديات كبرى فقد ارتفعت الحركة الدموية في لبنان وسوريا وهذا امر مدان”.
واعلن المشنوق ان “قسما رئيسيا من العنف الذي تعاني منه دول عدة عربية ومنها لبنان يعود الى الاضطراب في العلاقة مع ايران وهذا ما يتطلب ان يجتهد السياسيون ووزراء الخارجية وقادة الاحزاب الكبرى لايجاد المخارج لمواجهة هذا التهديد، وهذا صار ممكنا الان مع عودة مصر للامساك التدريجي بدورها الاقليمي الى جانب السعودية ومجلس التعاون الخليجي”.

السابق
سلام: أسف لما آلت إليه الأوضاع والضرر سيطال جميع اللبنانيين
التالي
الامارات استدعت سفير العراق احتجاجا على تصريحات المالكي ضد السعودية