خيارات واحتمالات التشكيل مفتوحة والضوء الاخضر الاقليمي يخفت

كل الخيارات الحكومية مفتوحة على كل الاحتمالات التشكيلية، عبارة اختصر بها احد العاملين على خط التأليف واقع الاتصالات والوساطات القائمة من اجل حل العقدة البرتقالية الحائلة دون اخراج الحكومة الى النور. والافق الزمني بدوره مفتوح، ولئن بنسبة معينة تحتمها الاستحقاقات الدستورية وفي مقدمها انتخابات رئاسة الجمهورية، الا ان لغة المهل اليومية او الاسبوعية التي سادت في الفترة الاخيرة كمواعيد للتشكيل سقطت كلها في ضوء عاملين ضاغطين لم يعد لاي جهة القدرة على تجاوزهما:

ضرورة وحتمية تشكيل حكومة سياسية جامعة تفرضها مقتضيات المرحلة وموجبات الواقع الاقليمي الساخن، بما يكفل مواجهة حالات التطرف والارهاب المتنامية في لبنان في شكل غير مسبوق وهو امر تعتبره القيادات السياسية كافة جوهريا، حتى ان مصادر بارزة في قوى 14 اذار نقلت عن الرئيس سعد الحريري قوله ان كل يوم تأخير في المصالحة الداخلية سيولد اكثر من متطرف وارهابي، مهمتنا اليوم وأد الفتنة في مهدها وجلوسنا مع حزب الله في الحكومة لا يلغ العدالة التي شقت طريقها، وباتت المصالحة ضرورة، فأنا أم الصبي واطرح اليوم المصالحة تزامنا مع العدالة ولو كان الرئيس رفيق الحريري حيا لاتخذ الموقف نفسه.

تقلص اشارة الضوء الاخضر الدولي التي لمعت بقوة منذ نحو اسبوعين مبشرة بتذليل العقد وتعبيد طريق التشكيل، اذ تبين ان التوافق الاقليمي الذي واكب الوفاق الدولي حول وجوب تشكيل الحكومة لفك ارتباط ازمة لبنان الداخلية بالازمة السورية تراجع، او تباطأ، بعدما تبين ان قوى اقليمية معينة مصرة على الامساك بورقة الساحة اللبنانية لاستخدامها في اطار الضغط خلال المفاوضات الجارية في جنيف.

السابق
الجربا: ملتزمون بالعودة الى جنيف مرة ثانية رغم عدم التزام وفد النظام
التالي
توظيف الحصانة الدينية للاطرش في الارهاب في دائرة الضوء