النهار: الإرهاب يُصيب الجيش… الأسير ينتقم

كتبت “النهار ” تقول: خطفت الاوضاع الجنوبية الأضواء ليلاً بعدما كانت الانظار اتجهت شمالا خلال النهار، لتنذر بعواقب وخيمة على مجمل المشهد الامني والسياسي في لبنان، اذ بلغت العمليات الانتحارية الجيش اللبناني، في حادث اول بعد التفجير الانتحاري الذي استهدف السفارة الايرانية.

فقد سجل اعتدءان على الجيش اللبناني عند حاجز الاولي اولا، ثم في مجدليون حيث فجر انتحاري نفسه بحاجز عسكري مما ادى الى استشهاد الرقيب الاول سامر رزق وسقوط عدد من الجرحى في صفوف الجنود، ومقتل ثلاثة من المعتدين برصاص الجيش، ليبلغ عدد الارهابيين القتلى اربعة. وتبين لاحقاً ان السيارة التي نقلت الانتحاريين مسجلة باسم احد مناصري الشيخ المتواري احمد الاسير.

وفي المعلومات ان ثلاثة مسلحين انتحاريين هاجموا حاجزا للجيش عند مفترق مجدليون – بقسطا، وتمكن احدهم من تفجير نفسه بعناصر الحاجز الذين نجحوا في قتل الإثنين الآخرين قبل ان يفجرا نفسهما بالأحزمة الناسفة التي يحملانها.

وتزامن الهجوم مع إقدام مسلح كان يركب سيارة رباعية الدفع على القاء قنبلة يدوية على حاجز الجيش عند جسر الأولي، المدخل الشمالي لمدينة صيدا، مما أدى الى اصابة جندي بجروح طفيفة، ورد أفراد الحاجز باطلاق النار على المسلح فأردوه، وأقفل الجيش الطريق في اتجاه بيروت بعض الوقت، الى ان حضرت قوة عسكرية مكلفة التحقيق في الحادث وانجزت مهمتها قبل ان يعاد فتح الطريق.

وبعيد الحادث عزز الجيش وجود قواته في المنطقة، فانتشرت ملالات عسكرية على دوار العربي في صيدا، وانتشر أفراد من الجيش على كل المستديرات في المدينة، وعملت دوريات على ملاحقة عدد من المسلحين.

وفي الناقورة، اطلقت سبع رصاصات على دورية اسرائيلية اجتازت الخط الفاصل، مما ادى الى مقتل جندي اسرائيلي، وتردد خبر لم يتأكد عن فقدان جندي لبناني. وسعت قوة “اليونيفيل” الى تطويق ذيول الحادث بالاتصال بالجانبين والدعوة الى ضبط النفس، واعلنت ان الحادث حصل داخل الاراضي الاسرائيلية. وصرح ناطق باسم الجيش الاسرائيلي بانه “اطلاق نار خطير”. ولم يؤكد أي مصدر أمني لبناني إطلاق الجيش النار.

الرئاسة الاولى
في السياسة، لا جديد في تأليف الحكومة، والملف عالق في تعقيدات الوضع الاقليمي، اما الاخطر منه فهو ان يبلغ الاستحقاق الرئاسي عنق الزجاجة ايضا، ويضرب الفراغ من جديد موقع الرئاسة الاولى. واذ نفى الرئيس نبيه بري امس ما تردد عن طلب الرئيس ميشال سليمان التمديد من قوى 8 آذار، حذر من “حال تشبه العام 2007، مع وجود فوارق بسيطة. ولكن يبدو ان التاريخ يعيد نفسه”. وكرر موقفه بعدم الكلام في الملف الرئاسي قبل 25 اذار 2014.
في المقابل، حسم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي عدم تأييده فكرة التمديد او التجديد، فدعا في عظة الاحد الى “البحث معا عن شخصية رئيس الجمهورية الملائم للحقبة الزمنية التي نعيشها”، وتوجه الى المسؤولين قائلاً: “لا تخافوا من اتخاذ خطوات جريئة وبطولية لاخراج لبنان من ازمته السياسية.

طرابلس
واتجهت الانظار امس مجددا الى طرابلس، حيث عقدت قوى 14 اذار لقاء اذاعت فيه “اعلان طرابلس” الذي يؤكد مجموعة من الثوابت يقوم عليها السلم الاهلي في المدينة. لكن التصعيد في خطاب الرئيس فؤاد السنيورة سرق الاضواء من الاعلان، ورسم معالم المواجهة للمرحلة المقبلة، اذ اعتبر في وصف هو الاول من نوعه، ان “حزب الله” صار قوة احتلال في سوريا. وقال: “ان حزب الله الذي كان له شرف المشاركة الفاعلة في قتال اسرائيل والمساهمة في تحرير الارض المحتلة حتى العام 2000 تحول قوة احتلال وقهر عبر مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري وقبلها قتال اللبنانيين عبر غزو بيروت وبعض المناطق”.

وأضاف: “ان حزب الله يحمل كل يوم الى اللبنانيين والى الطائفة الشيعية تحديداً جثمان شاب كان يجب ان يعيش في بلاده او قريته وبين اهله وعائلته، لا أن يموت في معركة دفاعاً عن نظام غاشم ومصالح سياسية إيرانية لا يعرف اللبنانيون ولا من سقطوا صرعى عن غاياتها شيئاً (…) حزب الله قد ارتكب معصية وطنية حين أصرّ على عدم الوقوف عند مصالح اللبنانيين ورغباتهم، وعليه التراجع عن هذا العناد من اجل فتح الباب امام عودة الوئام الوطني، للبحث في المسائل العالقة بين اللبنانيين وأولاها مسألةُ التفاهم على السلاح الخارج عن الشرعية لوضعه في كنف الدولة “.

برنامج سياسي
وقالت اوساط “تيار المستقبل” لـ”النهار” ان مؤتمر “إعلان طرابلس” قطع الشك باليقين بأن طرابلس مدينة الاعتدال والدولة والعيش المشترك بشهادة 40 ناشطا من المجتمع المدني الذين أكدوا في مداخلاتهم هذه القيم”. واعتبرت ان كلمة الرئيس السنيورة هي “البرنامج السياسي المرحلي لـ14 آذار وستكون هناك اجتماعات قريبة لقادة 14 آذار من اجل البناء على مؤتمر طرابلس والذي حدد موقف المدينة المتمسك بالدولة والعيش المشترك والمصالحة والانماء وان طرابلس لا تزال عصية على التطرف والاجرام فضلا عن ان كلمة الرئيس السنيورة حددت خريطة طريق للتعامل مع التطورات في سوريا والعالم العربي والعلاقات العربية – الايرانية”.

ميقاتي
في المقابل، لم يبد الرئيس نجيب ميقاتي امتعاضا من المؤتمر، واعتبرت مصادره ان “ما جاء في البيان ينسجم مع ما عمل له رئيس الحكومة ونواب المدينة لتطبيق القانون وفرض الامن وازالة المظاهر المسلحة والاصرار على قيام القضاء بدوره وخصوصا في كشف المتورطين في تفجيري المسجدين”. واكدت ان الرئيس ميقاتي” لن يوفر جهدا مع اي جهة تريد حل مشاكل المدينة شرط ان تكون بعيدة من المزايدة والاستغلال السياسي”.

العريضي – الصفدي
ومن المقرر ان يحضر اليوم وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي الى دائرة النائب العام المالي القاضي علي ابرهيم للاستماع الى اقواله في شأن ما تناوله في مؤتمره الصحافي في حق زميله وزير المال محمد الصفدي. وعلمت “النهار” ان العريضي تبلّغ موعد الجلسة المقررة اليوم امام القاضي ابرهيم وأبدى تجاوباً الى أبعد الحدود شأن زميله الصفدي مما خلّف ارتياحا واسعا لدى القاضي ابرهيم. ومن المفترض ان يحضر العريضي اليوم مستندات في شأن ما أورده.

المحكمة الدولية
وعلى صعيد المحكمة الدولية، لن تقف اقوال المحقق السابق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الضابط الاسوجي بو استروم، عائقاً أمام انطلاق المحاكمة في 16 كانون الثاني المقبل، ويتفق على هذا الاستنتاج كل من فريقي الادعاء والدفاع معاً. لكن هذه الاقوال ستشكل مادة دسمة يستخدمها الدفاع “لإظهار العيوب في التحقيق الدولي الذي جرى في هذه الجريمة ولدحض نظريات المدعي العام في اختزال القضية برمتها في فرضية واحدة واهمال فرضيات على قدر كبير من الأهمية”.

وأكد المحامي انطوان قرقماز وكيل المتهم مصطفى أمين بدر الدين لـ”النهار” أن الدفاع سيعرض كل هذه الامور من دون اي تحفظ عند فتح المحاكمة.
في المقابل، رأى اللواء اشرف ريفي ان المحكمة” ستحدث زلزالا في لبنان، لانها لم تظهر الادلة العلمية التي بين يديها حتى اليوم”.

السابق
مليون سعودية تبحثن عن وظائف
التالي
السفير: مقتل جندي إسرائيلي في إطلاق نار حدودي استهداف للجيش في صيدا