النظام يصعّد الضغط على آخر معاقل المعارضة في القلمون

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٣
صعدت قوات النظام السوري خلال الساعات الماضية وتيرة القصف على محيط بلدة يبرود، آخر المعاقل المهمة للمعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، بعدما سيطرت على مدينة النبك المجاورة. وجاء ذلك في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» سيطرة مقاتلين من «الجبهة الإسلامية» التي تتشكل من بعض أبرز المجموعات الإسلامية المقاتلة، على مقرات كتائب وألوية شهداء سورية وكتائب الفاروق في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بعدما كانت «الجبهة» سيطرت قبل أيام على مقرات ومستودعات السلاح التابعة لهيئة الأركان في «الجيش الحر» في المنطقة ذاتها. وبعض الكتائب التي خسرت مقراتها أمس تتبع أيضاً قيادة أركان «الجيش الحر» التي يرأسها اللواء سليم إدريس.
وأكد «المرصد» أيضاً استيلاء «جبهة النصرة»، وهي ليست جزءاً من «الجبهة الإسلامية» بل تتبع تنظيم «القاعدة»، على أسلحة بينها صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضادة للدبابات كانت في مستودعات تابعة للمعارضة في محافظة إدلب.
وبالتزامن مع التطورات العسكرية، أعلنت الأمم المتحدة الاتفاق مع الحكومة السورية والحكومة العراقية على تسيير رحلات إغاثية جوية من أربيل في كردستان العراق إلى الحكسة في شمال شرقي سورية. وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى نقل المساعدات جواً من العراق إلى هذه المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد السوريون.
وبالنسبة إلى المعارك في ريف دمشق الشمالي، قال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس، إن «العملية المقبلة في القلمون سيكون مسرحها على الأرجح بلدة يبرود، وهي آخر معقل مهم لمقاتلي المعارضة، بعد أن استكملت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني وقوات الدفاع الوطني سيطرتها على مدينة النبك بعد أكثر من عشرة أيام من القصف العنيف والغارات الجوية والاشتباكات التي استشهد خلالها العشرات من أبناء النبك والنازحين اليها».
وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون في بعض القرى الصغيرة في القلمون، لكنها لا تشكل نقاط ثقل، بينما تعتبر يبرود معقلاً مهماً يتحصنون فيه وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وان كانت على مسافة أبعد نسبياً من الطريق العام الدولي بين حمص ودمشق.
وبسيطرتها على النبك، استعادت قوات النظام الطريق الدولي المغلق منذ بدء معركة القلمون قبل حوالى ثلاثة أسابيع، إلا انها لم تعد فتحه بعد، في انتظار أن يصبح سلوكه آمناً تماماً للمواطنين.
وذكر «المرصد» في بريد إلكتروني أن القوات النظامية قصفت صباح أمس «أطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما والمزارع المحيطة بمدينة النبك».
وفي حلب (شمال)، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مقتل 12 شخصاً في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون معارضون على أحياء في المدينة. من جهته، قال «المرصد» إن الهجوم أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 15 آخرين على الأقل.
وفي المدينة نفسها، قتل أربعة أشخاص هم أم وطفلها وابنتاها في قصف بالطيران المروحي على حي قاضي عسكر، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن الطيران الحربي قصف كذلك حيي كرم الطراب ومساكن هنانو.
وفي حلب أيضاً، أشار «المرصد» إلى مقتل 12 مقاتلاً اسلامياً (خمسة من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وسبعة من لواء إسلامي مقاتل آخر) خلال اشتباكات بينهما في بلدة مسكنة على خلفية اعتقال «الدولة» وخطفها ثلاثة أشخاص بينهم مقاتلان في اللواء. بينما ذكرت رواية أخرى أوردها «المرصد» أيضاً، أن الاشتباكات اندلعت بعدما «حاول مقاتلون من اللواء المقاتل مبايعة الدولة الإسلامية».

السابق
حزب الله لسليمان بعد دفاعه عن السعودية: خانكَ التعبير … ولدينا مضبطة اتهام طويلة لها
التالي
كيري يطلب من نواب أميركيين عدم فرض عقوبات جديدة على إيران