جعجع: تفسير الدستور لدى البعض اصبح متحركاً تبعاً لاحتياجات المقاومة

انتقد رئيس حزب “القوات” سمير جعجع “بعض الذين يصرون على انتهاك الدستور والعودة بنا الى عصور بائدة في الوقت الذي جاء فيه هذا الدستور بعد سبع وثمانين سنة على صياغته ليُكرس حقوق الانسان والديمقراطية وحرية الرأي والمعتقد والتعبير”.
و خلال رعايته ندوة عن حقوق الانسان تحت عنوان:”المعتقلون في السجون السورية والمبعدون قسراً الى اسرائيل”، نظمتها مصلحة المهن القانونية في القوات لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، رأى جعجع أن “تفسير الدستور لدى البعض متحرك تبعاً لاحتياجات المقاومة”، مشيرا الى أن “هذا البعض لم يكتفِ بضرب أسس الحياة الديمقراطية القائمة في لبنان، بل ذهب الى سوريا ليساهم في إجهاض ديمقراطيةٍ على طريق الولادة والتكوين، والمعيب في هذا المجال، هو انّ البعض الذي سبق ذكره نصّب نفسه اميناً على “الإعلان العالمي لانتهاك حقوق الإنسان”، فذهب الى سوريا ايضاً لمساعدة النظام على انتهاكها، هناك حيث يعتبر المواطنون مجرّد رعايا وأتباع وأدوات، فإذا طالبوا بأبسط حقوقهم البديهية صاروا تكفيريين، وإذا نادوا بالحرية والدولة المدنية صاروا ارهابيين يهددون السلم العالمي”.
وأشار جعجع الى أن “اكثر ما يُميّز هذه المناسبة اليوم، هو ما يتسارع من تطورات في منطقتنا، وما تشهده هذه المنطقة من حراكٍ يستهدف صنع تحولاتٍ ديموقراطية، يُعاد عبرها الإعتبار لحرية وكرامة الإنسان العربي وحقوقه الأساسية”، لافتا الى انه “صحيحٌ ان المخاض عسير، ولكنها حال كل الثورات التي تُنتج تغييراً جذرياً، وانقلاباً في المفاهيم السائدة، ولا يمكن بالتالي الحكم عليها خلال حدوثها وفي مراحلها الانتقالية، وإنّما عند بلوغها خواتيمها”.
ورأى جعجع أن “المرحلة الإنتقالية الراهنة، مهما طال زمانها، ومهما تعمدّت بالدماء، لا بد وان تُعبد الطريق امام مرحلةٍ لاحقة يُصبح فيها العالم العربي اكثر انسانيةً، اكثر ديموقراطيةً، اكثر عدالةً واكثر حريةً”.

وانتقد جعجع أنه “بعد سبع وثمانين سنة على صياغة الدستور اللبناني، والذي جاء ليكرّس حقوق الإنسان، والديمقراطية، وحرية الرأي والمعتقد والتعبير، لا يزال البعض في لبنان يُصرّ على انتهاك هذا الدستور والعودة بنا الى عصورٍ بائدة، لبنان رائد الحرية في الشرق، ينحدر في ممارسته الديمقراطية الى حدودها الدنيا”، معتبرا ان “الدستور تفسيره متحرّك تبعاً لاحتياجات المقاومة”.
ولفت جعجع الى ان “المعيب في هذا المجال، هو انّ البعض الذي سبق ذكره نصّب نفسه اميناً على “الإعلان العالمي لانتهاك حقوق الإنسان، فذهب الى سوريا ايضاً لمساعدة النظام على انتهاكها، هناك حيث يعتبر المواطنون مجرّد رعايا وأتباع وأدوات، فإذا طالبوا بأبسط حقوقهم البديهية صاروا تكفيريين، وإذا نادوا بالحرية والدولة المدنية صاروا ارهابيين يهددون السلم العالمي|”.
ورأى جعجع ان “الديكتاتوريات تمنع التطور الطبيعي للشعوب، وهي تشُبه السدّ الذي يُشيّد بوجه المياه فيُعيقها عن متابعة الطريق الذي سلكته منذ ملايين السنين لتصب في مكانها الطبيعي”، معتبرا انه “كلما ازدادت قوة السّد، كلما تزايد ضغط المياه، وفي لحظةٍ مُعيّنة ينهار السدّ فيقع الفيضان، وهنا تحصل الفوضى التي هي بمثابة مرحلةٍ انتقالية، قبل ان تعود المياه لتسلك مجاريها الطبيعية، ويعود الاستقرار”.
واشار جعجع الى ان “فوضى الفيضان أتت نتيجة السّد الذي اعاق جريان المياه بشكلٍ طبيعي، وليست بسبب المياه ، كذلك هي الأنظمة القمعية التي تعتقد ان بناء السدود والحواجز امام تنامي حركة الشعوب يمكن ان يُبقيها بمنأى عن التغيير الى ابد الآبدين، حتّى يأتيها الفيضان فيطيح بالأخضر واليابس، ولكن في نهاية المطاف لن يصح إلاّ الصحيح”.
واعتبر جعجع ان “قضية الإنسانية جمعاء التي يُجسدّها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما سبقه وما تلاه من اتفاقيات وإعلانات وبروتوكولات وشرعات، هي التحدّي الأهم امام المجتمع الدولي، وإن مسؤولية العالم الحر هي في حماية هذا الإنجاز التاريخي العظيم، فلا يعطي الأولوية لسياساته الواقعية على حساب أخلاقياته ومبادئه الإنسانية الأساسية، ولا يسمح ببقاء قلّة مستبدّة تتحّكم بمصير البلاد ومستقبل الشعوب من دون محاسبة، ولا يُبقي شعوباً تناضل من اجل الحرية والاستقلال من دون دعمها ونصرة قضيتها بكل ما أوتي من قدرة”.

السابق
اعتذار المنار للبحرين: جزرة للسعوديّة.. قبل العصا
التالي
الجربا: ذاهبون لجنيف لنحصل على دولة مستقلة ولا مكان للأسد