اغتيال رجل التكنولوجيا في حزب الله: خرق أم تصفية؟

كتبت “المستقبل ” تقول: إنشغال اللبنانيين بكارثة السيول أمس كان موازياً لانشغالهم بتتبّع ردود الفعل على كارثة الافتراءات التي أطلقها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ضد المملكة العربية فتعدّدت الردود عليها من قبل قوى الرابع عشر من آذار، لكن الأبرز كان موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي رفض بوضوح تام “توجيه التهم جزافاً” الى المملكة و”إفساد علاقاتنا التاريخية معها”.
لكن وفي وقت شهد الوضع في طرابلس المزيد من الاستقرار في ضوء الاجراءات التي يتخذها الجيش وسائر القوى الأمنية بإمرته، اغتال مسلّحون محترفون القيادي في “حزب الله” حسان هولو اللقيس أمام منزله في منطقة الحدث السان تيريز، واتهم الحزب إسرائيل حُكماً وحصراً بارتكاب الجريمة وهي التي حاولت سابقاً استهدافه مرّات عدة. وأكد في بيان له “إن على العدو أن يتحمل كامل المسؤولية وجميع التبعات”.
الجريمة التي قوبلت باستنكار رسمي وحزبي واسع نُفّذت منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء لحظة وصول اللقيس الى موقف السيارات التابع للمبنى الذي يقطنه في محلة الحدث حيث أمطره الجناة بالرصاص من أسلحة مزوّدة بكواتم للصوت ثم فرّوا من المكان باتجاه غير محدّد.
ونقلت “فرانس برس” عن مصدر قريب من “حزب الله” أن اللقيس الذي شيّع في مسقط رأسه في بعلبك، “كان مقرباً جداً من السيد نصرالله. وكان يعمل في قسم الاتصالات والتكنولوجيا ولعب دوراً كبيراً في إصلاح شبكة اتصالات الحزب وإعادة تأهيلها بعد حرب العام 2006.
وفيما نقلت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي “تبنّي” عدد من “التنظيمات” غير المعروفة والتي لم يُسمع بها من قبل، الجريمة، اتّهم مساعد وزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان “تيارات صهيونية في المنطقة” باغتيال اللقيس “عبر استخدام التكفيريين” معلناً، “ان جبهة المقاومة ستبقى في المنطقة أقوى من أي وقت مضى لتحقيق مصالحها وأن تؤدي دورها البنّاء في التطورات الاقليمية”.
وكان لافتاً في المقابل، نفي إسرائيل أي علاقة لها بالجريمة. وقال الناطق باسم الخارجية يغال بالمور “ان حزب الله أطلق اتهامات تلقائية مبنية على رد فعل فطري، فالحزب لا يحتاج الى أدلّة ولا الى وقائع بل يكتفي بتحميل إسرائيل مسؤولية أي شيء”.
وتوقف مراقبون كثر أمام السهولة التي نُفّذت من خلالها عملية الاغتيال لرجل على هذا القدر من الأهمية الحزبية. ورأوا في ذلك دلالة الى واحد من احتمالين: إما اختراق إسرائيلي خطير وجديد لأمن “حزب الله” وجغرافية وجوده في منطقة الضاحية، حتى وإن كان على تخومها المباشرة، وإمّا “عملية تصفية” داخلية ولأسباب لم تتّضح بعد خصوصاً وان الجُناة كانوا يعرفون ضحيتهم تماماً وطريقه ومنزله، وتصرفوا بدرجة احترافية عالية بحيث انهم لم يتركوا خلفهم إلا ما أرادوا هم تركه للتضليل وتحديداً الطلقات الفارغة للرصاصات التي أطلقوها.

سليمان
الى ذلك، وبعد الرد الأوّلي الذي أصدره الرئيس سعد الحريري على السيد نصرالله واتهامه السعودية بالوقوف وراء تفجيري السفارة الايرانية في بيروت، أكد رئيس الجمهورية في كلمة له في افتتاح “مؤتمر الحوار الحقيقة والديمقراطية” في جبيل، “انه لا يجوز أن نفسد في علاقاتنا التاريخية مع دولة عزيزة وشعبها، وأعني هنا المملكة العربية السعودية من طريق توجيه التهم إليها جزافاً من دون أي سند قضائي أو حقيقي أو ملموس، أو عبر التدخل في أزمات أخرى وأعني سوريا لمناصرة فريق ضد آخر”.
كما استنكر رئيس “كتلة المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة “الاتهامات الباطلة والعشوائية التي صدرت عن السيد نصرالله بحق المملكة العربية السعودية التي طالما وقفت مع لبنان وساندته وعملت على إخراجه من المحن والأزمات التي أوقعه الغير فيها”. واستنكر السنيورة ورفض “جريمة الاغتيال” التي استهدفت اللقيس.
ولاحظ منسق الأمانة لقوى 14 آذار فارس سعيد انه بعد عودة الرئيس نبيه برّي من طهران “صدر كلام أن المرحلة تتطلب تفاهماً ايرانياً سعودياً، وكلام نصرالله هو سعي لنسف ذلك، وبالتالي عودة إدخال لبنان من مرحلة الانكشاف الأمني والسياسي، اضافة الى أن 14 آذار كانت ولا تزال تتعرض لمحاولات الاغتيال، وكنا عن حق نتهم من كان مسؤولاً عن هذه الاغتيالات، كان يخرج السيد نصرالله فوراً ويقول لنا مهلاً عليكم ألا تتهموا سياسياً، بل عليكم أن تستندوا الى وقائع ودلالات من أجل الاتهامات، وبالتالي فكيف هو لا يستند الى شيء ويتهم يميناً ويساراً من قام بقتل أبرياء في سفارة إيران”.
واستنكر الاغتيال الذي طال اللقيس “وأي اغتيال سياسي في لبنان” معتبراً ان “أي اغتيال سياسي هو اغتيال لجميع اللبنانيين”.

طرابلس
وتابعت وحدات الجيش والقوى الأمنية في عاصمة الشمال تنفيذ الاجراءات التي تقررت بعد اجتماع بعبدا وعملت على بسط سيطرتها على معظم مفاصل المدينة انطلاقاً من محاور الاشتباكات التقليدية. وأمضى أبناء المدينة أوّل ليل هادئ منذ أكثر من أسبوع برغم تسجيل بعض الخروق التي تعامل معها الجيش بسرعة وأوقف أربعة مسلحين.

.. و”عين الحلوة”
وشهد مخيم عين الحلوة الفلسطيني اقفالاً لكل المؤسسات والمدارس وشلّت الحركة جزئياً في شوارعه وسط أجواء من الحذر والترقّب لازمت الناس طوال ساعات النهار.
وباستثناء إلقاء القبض على مطلق النار على الفلسطيني ابراهيم عبد الغني الذي اصيب في أعقاب اغتيال عنصر “فتح” محمد السعدي، لم يسجل أي شيء ميداني باتجاه كشف من يقف وراء عملية الاغتيال ولا وراء التفجير الذي استهدف مشيّعي جنازة السعدي وأوقع جريحين أحدهما لا يزال في حالة الخطر. فيما كشفت مصادر فلسطينية ان العبوة التي استهدفت موكب التشييع هي في الواقع عبارة عن قذيفة من عيار 122 ملم زوّدت بصاعق ولم تنفجر بكاملها، ولو حصل ذلك لكان عدد الضحايا أكبر.

السابق
الديار: اغتيال القيادي حسّان اللقيس واتهام اسرائيل بالجريمة من قبل حزب الله
التالي
اللواء: سليمان: نرفض إفسادالعلاقة مع السعودية والتدخل في سوريا