الشرق الاوسط: إطلاق رصاص يومي يطال المدنيين ويخيف الأهالي في طرابلس

كتبت “الشرق الأوسط ” تقول:  توترت الأجواء في طرابلس، يوم أمس، إثر ملاحقة شبان على دراجات نارية، لعمال من بلدية طرابلس، وإطلاق النار عليهم، ليوقعوا بينهم أربع إصابات، ويتبين بعد ذلك أن الأشخاص المستهدفين على أوتوستراد الزاهرية، هم من الطائفة العلوية ومن سكان منطقة جبل محسن. وقد أصيب كل من محمد صالح، ووسام فارس، وسعيد عيسى، وأحمد شحود.
وباتت هذه الحوادث ذات الطابع المذهبي شبه يومية في العاصمة اللبنانية الثانية، طرابلس، حيث أطلق النار أول من أمس أيضا على رجل ستيني في منطقة الزاهرية، وآخر في منطقة باب التبانة، وأحرقت سيارة لثالث في التبانة وتحديدا في شارع سوريا.
وأصبحت هذه الحوادث المتكررة التي يقوم بها شبان يركبون دراجات نارية، ويطلقون النار على أبناء الطائفة العلوية، القاطنين في جبل محسن، أثناء وجودهم في طرابلس للعمل، من اليوميات التي تترك طرابلس، تحت وطأة ثقيلة تخيف السكان. وباتت المدينة تثير خشية الوافدين إليها وحذرهم، انطلاقا من أن حادثا أمنيا مسلحا قد يقع في أي لحظة وفي أي مكان.
ووقع إطلاق النار أمس، في وقت انصراف التلامذة من المدارس، ما أحدث فوضى كبيرة. وساعد الجيش اللبناني على تسهيل السير نظرا للزحمة الخانقة أثناء توافد الأهالي للبحث عن أبنائهم.
وترافقت هذه الحادثة مع توتر آخر بين منطقتي جبل محسن، ذات الغالبية العلوية، وباب التبانة، ذات الغالبية السنية، حيث اتهم كل طرف الطرف الآخر، برفع إعلام استفزازا للطرف الآخر. إذ رفع أهالي جبل محسن أعلام سوريا، فيما رفع أهالي التبانة أعلام الثورة السورية، ليصار بعدها إلى تبادل إطلاق النار بين منطقتي البقار وجبل محسن، وألقيت قنبلتان في محيط بعل الدراويش ورصدت حالات قنص، أصيبت خلالها المواطنة زبيدا خالد ميناوي ونقلت إلى المستشفى.
وتدخل الجيش اللبناني مدعوما بمغاوير البحر، لفض الاشتباك ولإزالة الأعلام التي تسببت بالخلاف وتعرض لإطلاق نار من المسلحين، حيث أصيب جندي واحد على الأقل. وسير الجيش دوريات مؤللة وراجلة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة وعلى الطريق الرئيس الذي يربط طرابلس بعكار، لحفظ الأمن والحيلولة دون تدهور الأوضاع.
لكن ما كادت الاشتباكات تهدأ في ضاحية المدينة الشمالية (جبل محسن وباب التبانة)، حتى سجل إشكال فردي في الأسواق القديمة، وما يعرف بمنطقة التربيعة، وسمعت رشقات نارية عدة، وتدخل الجيش لتطويق الإشكال، الذي تبين أنه وقع بين عائلتين على خلفية مخالفة بناء.
وكانت كليات الجامعة اللبنانية، على اختلاف اختصاصاتها، والواقعة في منطقة القبة، ليس بعيدا عن جبل محسن، قد عمدت إلى صرف طلابها ظهر أمس، خشية حدوث اشتباكات حول الجامعة، وفي محيطها، إذ تجمهر أهالي المساجين في سجن القبة، اعتراضا على منعهم من مقابلة أقربائهم، وسجل ظهور مسلح في المنطقة، ما أخاف إدارة الجامعة على أمن طلابها.
وباتت هذه الأجواء المشحونة باستمرار تهدد حياة الناس، وفي أحسن الأحوال تشل الحركة الاقتصادية بالكامل. فقد أغلق أمس، الكثير من الأسواق القريبة من مناطق الأحداث، خشية تطور إطلاق النار في كل مرة إلى ما هو أكبر منه وأدهى. ويحصل كل ذلك في ظل خطة أمنية نفذت على مرحلتين، الأولى قام بها الجيش والثانية قوى الأمن الداخلي. لكن هذه الجهود العسكرية لا تفضي إلى نتائج كبيرة. وإذ يسجل للخطة الأمنية أنها تكبح التوترات في بدايتها، وتمنع لغاية الآن، تطور الاشتباكات إلى معارك تبقى لأيام، كما كان يحدث في جولات العنف السابقة بين جبل محسن وباب التبانة، إلا أن الفلتان اليومي والاعتداءات على مواطنين آمنين لا تزال قائمة لا بل وإلى تصاعد.
وحاولت قوى الأمن، منع الدراجات النارية غير المرخصة، ومصادرتها، نظرا لاستخدامها لإطلاق النار على المارة، أو في حالات الاغتيالات، لكن هذه الخطوة سجلت تراجعا إلى الوراء، ما يتيح لأصحاب الدراجات من الراغبين في السرقة أو القتل باصطياد فرائسهم يوميا من دون رادع أو وازع.

السابق
الحياة: الحمد الله يشارك مع ميقاتي في احياء يوم التضامن مع الفلسطينيين
التالي
السفارة الايرانية تنفي لمحطة (lbc) سقوط أي صاروخ بقربها