السفير: باسيل: مناقصة التنقيب ستُجرى.. ولن نخاطر بالنفط

كتبت “السفير ” تقول:  يُثبت لبنان بوقائعه اليومية، أنه بلد المفارقات والتناقضات. بلد تختلط فيه القضايا، فيكبر الصغير منها ويصغر كبيرها، وعندما تتكرر عناوين كبيرة مثل الأمن والحدود وسوريا وإسرائيل والنفط، يصبح السؤال كيف يمكن لمثل هذا البلد أن يستمر واقفا على قدميه، بينما يكاد يختنق بالبطالة النيابية والوزارية، وجلّ هم طبقته السياسية الاستثمار، في الكبير والصغير، من دون الالتفات الى المخاطر المحدقة بالبلد سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
من حدود الجامعة اليسوعية في الأشرفية الى مديرية الجمارك في وسط بيروت، ومن منطقة القلمون السورية وأخواتها اللبنانيات شرقا الى السفارة الايرانية غربا، مرورا بكل خطوط التوتر الداخلية ومطابخ الفتنة المتنقلة، ثمة مسؤوليات وطنية ولكن بلا هامات وطنية، والأمثلة أكثر من أن تُعد وتُحصى.
في هذا السياق، أطلق العماد ميشال عون، أمس، دعوة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى ترك السرايا الكبيرة والعودة الى منزله، “خصوصاً أنّه لا يتحمّل مسؤوليّته تجاه الأحداث الّتي تحصل، بينما هناك قرارات تصدر باسمه وباسم رئيس الجمهورية من قبل الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي سهيل بوجي”.
وفي ترجمة مباشرة لـ”التوجيهات” التي قال عون إنه عمّمها على وزراء “تكتل التغيير”، وفيها يطلب توسيع مفهوم تصريف الأعمال بما يصون مصالح لبنان واللبنانيين، من خارج سياق الجمود السياسي المسيطر، أعلن وزير الطاقة جبران باسيل أن الأولوية هي لانعقاد مجلس الوزراء لإقرار المرسومين المتعلقين بعقد تقاسم الأرباح مع الشركات وتحديد البلوكات البحرية، إلا أنه حسم أمره بالتأكيد لـ”السفير” أن قافلة التنقيب “لن تتوقف”.
وعليه، قال إنه سيعمد إلى السير بالمناقصة بمجرد تقدم الشركات للمشاركة فيها، على أساس مشروع المرسوم الذي هو جزء من قرار اتخذه مجلس الوزراء عندما أقر مرسوم تأهيل الشركات للمناقصة.
ولم يستبعد باسيل تأجيل المناقصة المقررة في العاشر من كانون الثاني المقبل لمرة ثالثة وأخيرة، إلا أنه يجزم بأنه في النهاية سيسير فيها، حتى من دون قرار مجلس الوزراء.
يعرف باسيل أن خطوة كهذه لن تكون مغطاة قانونياً، إلا أنه يصر على أن “تبعاتها السياسية تبقى أقل بكثير من المخاطرة بنفط لبنان”، سائلاً “لماذا علينا أن نفوّت الفرصة على أنفسنا وعلى مستقبل أجيالنا؟”.
وعن تلزيم البلوكات، أشار باسيل الى اهتمام الشركات بالبلوكات 1، 2، 4، 5، 6 و9، موضحا أن هذه البلوكات هي الممسوحة وهي التي تملك الدولة اللبنانية معلومات عنها، فكان القرار بفتحها أمام الشركات.
وإذ يدعو إلى عدم القلق من قرب “بئر كاريش” الإسرائيلي النفطي من الحدود الجنوبية اللبنانية، يشير إلى أن أي سطو على النفط اللبناني من أي مكان لا يمكن أن يبقى سرياً لوقت طويل. ويضيف: “هنا أهمية المقاومة، التي تستطيع أن تمنع إسرائيل من الاعتداء على نفطنا” .

التحقيقات في تفجير السفارة تتقدم
أمنيا، باتت لدى فريق التحقيق في العملية الارهابية التي استهدفت السفارة الايرانية في بيروت أدلة مادية تقنية موثقة تثبت تورط الشيخ سراج الدين زريقات الذي أعلن على حسابه عبر “تويتر” مسؤولية “كتائب عبدالله عزام” التابعة لتنظيم “القاعدة” عن التفجير. وتردد أن الأمن العام اللبناني رصد قبيل تنفيذ العملية تواصلا عبر الانترنت بين زريقات والانتحاريين اللبناني معين ابو ظهر والفلسطيني عدنان المحمد.
وقال مرجع أمني لـ”السفير” ان التحقيق تيقن من أن السيارة الرباعية الدفع كانت قبل توجهها الى السفارة الايرانية قد رصدت في محيط طريق المطار. وأشار الى ان التركيز منصبٌ على تحليل كاميرات المراقبة في هذه المنطقة وغيرها، لتحديد كيفية وصول السيارة الى هذا المكان المفتوح على كل الاتجاهات، وكذلك على تحديد هوية سائق سيارة الاجرة التي استقلها الانتحاريان بعد خروجهما من الفندق، ومحاولة تحديد المكان الذي تسلم فيه الانتحاريان السيارة المفخخة، “وهنا تكمن الحلقة المفقودة التي لم يتم تفكيكها حتى الآن”.
وقال المرجع ان الانتحاريين هما مجرد أداة تنفيذية وليس ما يضير تلك الجهة ان تكشفت هويتيهما بل على العكس ثمة تقصّد واضح في كشف الهويتين، لكن الجهة المخططة أولت اعتناء كبيرا بأن تبقى مجهولة الهوية، وربما درست خطواتها بحرفية، وتبعا لذلك فإن الفرضية الأقرب أنها راعت في تسليم السيارة للانتحاريين ان يتم ذلك في مكان خال من الكاميرات.
وأكد المرجع الامني ان السيارة الرباعية الدفع مرت بالقرب من مقهى “الفانتازي وورلد”، وقد بينت صور إحدى كاميرات المراقبة ان السيارة مرت في الشارع العلوي المشرف على اوتوستراد المطار ومن أمام “كافيه فقيه” الواقعة بين “الفانتازي” وقصر رياض الصلح عند التاسعة و33 دقيقة، أي بعد ساعة من مغادرة الانتحاريين الفندق في فردان، وقبل نحو 10 دقائق من تنفيذ العملية.

زيارة ميقاتي.. ومبادرة السنيورة
في هذا الوقت، حضر الملف اللبناني، بالإضافة الى التطورات الاخيرة في المنطقة، في اللقاء الذي عقده الرئيس نجيب ميقاتي، أمس، في باريس، مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وأثار ميقاتي، الذي سيتوجه اليوم الى الدوحة في زيارة رسمية، قضية المناضل اللبناني المعتقل جورج عبدالله، وأكد وزير الخارجية الفرنسية أن بلاده “لن تتخلى عن لبنان وستعمل على مساعدته كي يحافظ على استقراره وسيادته واستقلاله وتجنيبه تداعيات الأزمة السورية”.
سياسيا، أطلق رئيس “كتلة المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة مبادرة سياسية لم تحمل جديدا نوعيا، سوى الترحيب المبدئي، على الطريقة السعودية، بالاتفاق النووي بين ايران والدول الست، وانطلق من ذلك للتنديد بالجريمة الارهابية التي استهدفت السفارة الايرانية.
وأضاف السنيورة أنّ نبذ العنف بأشكاله كافة واعتماد الخطاب السياسي الهادئ والمنفتح والمعتدل هو السبيلُ الوحيدُ لمواجهة المشكلات، وهذا الأمر يتطلب موقفاً وعملاً متقدماً وشجاعاً ومبادراً وصريحاً وصادقاً، يتمثل اليومَ في التقدم وبشكل متزامن على ثلاثة مسارات، أولها، أن يصار إلى تأليف حكومةٍ من غير الحزبيين تُعنى بتسيير أمور الدولة وبعيش المواطنين وأمنهم خلال المرحلة الانتقالية حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وثانيها، إطلاق حوار وطني بقيادة رئيس الجمهورية لمناقشة ما تبقى من قضايا كبرى تتهدد مصائر الوطن والمواطنين. وثالثها، خروج “حزب الله” وقواته من سوريا، على أن يلي ذلك نشر الجيش اللبناني على الحدود لمنع دخول المقاتلين وتهريب السلاح إلى سوريا ومنها إلى لبنان.

فرنجية: حكومة أمر واقع
من جهة ثانية، كشف رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ان ثمة تحضيرا لتشكيل حكومة أمر واقع في الفترة بين آخر شباط وحتى 25 آذار 2014 تاريخ بدء المدة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقال فرنجية لبرنامج “كلام الناس” عبر “المؤسسة اللبنانية للارسال” ان هذه الحكومة لن تنال ثقة مجلس النواب، ويراد لها أن تكون حكومة تصريف أعمال بدلا من الحكومة الحالية، “ولا أستطيع أن أقدر ما اذا كانت الأمور ستكون سهلة أمام هذا الخيار”.
وعندما سئل عن رد الفعل على هذه الحكومة قال: كل شيء في حينه.
وأكد ان المطلوب الآن هو تشكيل حكومة وفاق وطني جامعة، “ولكن اذا لم يتم الوصول الى هذه الحكومة فلا أعتقد ان تكون هناك حكومة لـ14 آذار”.

السابق
النهار: مشاورات لإقامة مخيّمات للاجئين السوريين
التالي
الديار: توترات سنية درزية في شبعا حاصبيا على خلفية معارك جبل الشيخ