البناء: عشرات الخلايا التكفيرية في لبنان والأجهزة تفتقد التغطية

كتبت “البناء ” تقول:  بقي منسوب القلق الأمني يشغل اللبنانيين بالتوازي مع التحقيقات المستمرة في الانفجار الذي استهدف السفارة الإيرانية في وقت تتحدث معلومات وثيقة عن دخول المئات من عناصر التنظيمات التكفيرية إلى عدد من المناطق اللبنانية من عكار إلى طرابلس مروراً بعرسال وبعض قرى البقاع الشمالي وصولاً إلى البقاع الغربي ومنطقة قرى حاصبيا ـ العرقوب.
ورغم هذه الانشغالات كان لافتاً أمس الاعتداء الذي تعرّض له فريق إعلامي يعمل في قناة “الجديد” من قبل عناصر الجمارك وأمام المقر المركزي لها في شارع المصارف في وسط بيروت ما أثار موجة استنكار وشجب واسعة على هذا السلوك الذي لا يمتّ بصلة لعناصر رسمية كان يفترض بها أن تحمي حرية الرأي والتعبير عبر المهمّة التي كان يقوم بها فريق “الجديد” والتي تتمحور حول عمليات التهريب في مطار بيروت.
ومساء أطلق مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أعضاء فريق “تحت طائلة المسؤولية” الذي بقي موقوفاً لمدة ثماني ساعات.
وسط هذه الأجواء لاحظت مصادر سياسية أن الساحة الداخلية ستبقى تحت وطأة التعطيل المزدوج من قبل “تيار المستقبل” وحليفته السعودية رغم ما حصل من اتفاق تاريخي بين الدول الخمس الكبرى وألمانيا مع إيران حول الملف النووي الإيراني.
وتقول أنْ لا توقعات بحصول تطورات إيجابية في الشهرين المقبلين قبل انعقاد مؤتمر “جنيف ـ 2” حول سورية ومعرفة النتائج التي سينتهي إليها المؤتمر.
وتضيف: إن الإدارة الأميركية ما تزال تمسك العصا من الوسط بما يتعلق بالوضع في سورية فهي من جهة تعلن تأييدها للحل السياسي لهذه الأزمة ومن جهة ثانية تغض الطرف عن دعم العصابات المسلحة بما في ذلك المجموعات التكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة وفروعها.
وتؤكد أن واشنطن لم تقم بأي خطوة جديدة حتى الآن للضغط على السعودية في سبيل وقف تمويل وتسليح المجموعات المتطرفة ولا حتى وقف تعطيلها لعمل المؤسسات في لبنان عبر تيار “المستقبل” بل إنها ما تزال تساهم عبر أجهزة مخابراتها بعمليات التسليح والتمويل والأمر نفسه ـ ولو بحدود أقل ـ بما يتعلق بالدور التركي المستمر بفتح الحدود أمام دخول العناصر المسلحة التي تأتي من عشرات الدول رغم صدور مواقف عن رئاسة الجيش التركي حول الحدّ من تحرك الجماعات التكفيرية.
وتوضح المصادر أن حكومة رجب طيب أردوغان مستمرة في احتضان الجماعات الدينية المتطرفة التي تنتمي للإخوان المسلمين وغيرهم خصوصاً قادة بعض ألوية المسلّحين.
وإذ تشير المصادر إلى أن الفتور في العلاقة الأميركية ـ السعودية لم يتبدد رغم الزيارة التي قام بها قبل فترة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جدة تقول إن الأسابيع القليلة المقبلة وفي الحد الأقصى حتى موعد مؤتمر “جنيف ـ 2″ في 22 كانون الثاني المقبل ستكون فترة مفصلية في العلاقة بين واشنطن والرياض من حيث عودة التحالف الاستراتيجي في حال اقتنعت السعودية بالسير في السياسة الجديدة للإدارة الأميركية وإلا فإن إدارة البيت الأبيض ستكون أمام محك أساسي فإما الالتزام الفعلي بما جرى التوافق عليه مع الروس وهذا يفترض تبريد الرؤوس الحامية في العائلة المالكة في السعودية وبخاصة محور بندر بن سلطان ـ سعود الفيصل وإما إبقاء الصراع في المنطقة مفتوحاً على كل الاحتمالات.

وزير الدفاع
وفي العودة إلى الوضع الأمني فقد كشف وزير الدفاع فايز غصن بعد زيارة للسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي أن الجماعات التكفيرية موجودة في لبنان وهي تعمل بخلايا سرية.
وقال: إن الجيش ومديرية المخابرات وكل الأجهزة التابعة لنا تعمل بكل جدّ وقوة واندفاع من أجل كشف هذه المجموعات”.

تحرّك واسع لمجموعات “القاعدة”
في هذا الإطار أوضحت مصادر موثوقة أن لدى الجهات الأمنية معطيات واسعة عن تحرك المجموعات المتطرّفة في مناطق لبنانية عدة. وقالت المصادر إن الأسابيع الأخيرة شهدت عشرات عمليات التسلّل لمجموعات مسلحة من سورية إلى أكثر من منطقة لبنانية. وقالت إن معظم هذه المجموعات تنتمي إلى جهات تكفيرية تتبع تنظيم القاعدة.
وأوضحت أن هذه الجهات تعمد إلى بناء خلايا سرية مسلحة وأن بعضها تتم تغطيته من جهات لبنانية تحت غطاء ديني أو تحت غطاء من تيار “المستقبل”.
أضافت: إن هناك قلقاً كبيراً مما قد تقدم عليه هذه المجموعات التكفيرية خصوصاً أن هناك قراراً إقليمياً ترعاه السعودية بإشاعة أجواء الإرهاب والقتل في لبنان وإذا أمكن زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين.
وأكدت المصادر أن الدولة لا يمكنها الاستمرار في سياسة النأي بالنفس في مواجهة تحويل لبنان إلى ما يسمى ساحة “جهادية” من قبل تنظيم القاعدة لأن الاستمرار في هذه السياسة سيزيد من مخاطر العمليات الإرهابية على غرار ما حصل في الأيام الماضية.
وفي هذا السياق نقل عن جهات أمنية رفيعة المستوى توجيهها نصائح إلى بعض القيادات السياسية والروحية بضروة توخي الحيطة والحذر في الشهرين المقبلين.

استمرار الفلتان الأمني في طرابس
وسط هذه الأجواء يستمر الفلتان الأمني وفوضى السلاح والمسلّحين في طرابلس رغم ما حكي عن تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمنية وأمس توتر الوضع الأمني بين باب التبانة وجبل محسن بعد إقدام مسلحين على إطلاق النار على أحد أبناء جبل محسن في منطقة التل وجرى نقله إلى المستشفى للعلاج. كذلك حصل انتشار مسلح وإطلاق نار في ساحة دوار أبو علي اعتراضاً على توقيف أحد الأشخاص.

السابق
الجمهورية: سليمان لتغليب الحوار وبرّي للتصدي لمؤامرة الفتنة
التالي
البلد: فلسطينيّو عين الحلوة لــحزب الله: لا قاعدة لدينا