عالم بلا تدخين في نهاية القرن

ليس حلماً أن يصبح العالم بلا مدخنين، في تاريخ أقصاه نهاية القرن الحالي. هذا، على الأقل، ما يعتقده المناهضون للتدخين ومعظم أطباء مرض السرطان في العالم، بعدما أصبح ثابتاً أن المدخن يخسر تسع سنوات من عمره، كمعدل وسطي. ويستدلون على ذلك بانخفاض استهلاك التبغ في شكل كبير في البلدان الغنية، خلال السنوات العشرين الأخيرة.

ويكفي أن يستمر مؤشر الانخفاض هذا على وتيرته للوصول إلى الهدف، فيما تحاول خطط منظمة الصحة العالمية خفض عدد المدخنين إلى خمسة في المئة، بعدما تخلت عن خطتها الرامية إلى حظر التدخين كلياً في العالم، نظراً إلى استحالة تحقيق هذا الهدف على المدى المتوسط، وفق خبرائها. ويحدد اللوبي العالمي لمناهضة التدخين تاريخاً معقولاً لخفض عدد المدخنين إلى الحدود الدنيا، هو أواخر القرن الحالي، مستنداً إلى «ثورة ثقافية» في المجتمع بدأت ملامحها الظهور.

ففي أيلول (سبتمبر) الماضي عقد مؤتمر عالمي في الهند حول حظر التدخين، وقبله عقدت ندوة في جامعة هارفرد الأميركية في آذار (مارس) حول الموضوع ذاته. وتبدو أوروبا رأس حربة الجبهة المناهضة للتدخين، على رغم أن لوبي صناعة التبغ لا يوفر وسيلة لتحقيق أهدافه. وفي هذا الإطار أقرّ البرلمان الأوروبي تشريعات تعزز فرص خفض عدد المدخنين في بلدان الاتحاد حيث يبلغ عدد ضحايا التبغ سنوياً 700 ألف شخص، حصة فرنسا منهم 73 ألفاً.

ويتركز الاهتمام الأوروبي على المدخنين الشباب خصوصاً، ما يفرض اتخاذ إجراءات صارمة باشرت دول أوروبية وغير أوروبية تنفيذها. فالثورة الفعلية على التدخين بدأت، وفق جمعيات أوروبية مدنية وطبية مناهضة للتبغ. ففلندا، مثلاً، تخطط لحظر التدخين كلياً وفرض عقوبة السجن على بيع السجائر للقاصرين، فيما أطلقت إرلندا، قبل أيام، خطة تهدف إلى خفض نسبة المدخنين من الشباب وجعل البلاد من دون مدخنين في حدود عام 2025. وفي فرنسا ترتفع دعوات إلى إيجاد عمل آخر لحوالى 18 ألف بائع سجائر.

لكن أين البلدان العربية من هذه الثورة الصحية؟ ليس في تقارير المنظمات الغربية ما يشير إلى أي تقدم على صعيد خفض نسبة المدخنين في العالم العربي. هناك فقط إحصاءات تتعلق بمراتب استهلاك التبغ في بلدانه. وفي لائحة الإحصاءات يحتل لبنان المركز الأول عربياً والسادس عشر عالمياً بعدد سجائر يبلغ 1837 للشخص سنوياً.

السابق
روسيا: ضبط دجاج مليء بالـذهب
التالي
النهار: رهائن أعزاز إلى الحرية بعد 17 شهراً