زهرا: لا حل بوجود مناطق مقفلة وأمن ذاتي واستقواء وتخوين بل بالدولة

ألقى زهرا كلمة توقف في بدايتها عند التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية وقال: “لا بد من التوقف قبل الحديث لبرهة أمام أرواح الضحايا التي سقطت في تفجير الرويس بالأمس ونستذكر سلسلة شهداء إنتفاضة الإستقلال الذين سقطوا ضحية نفس الإرهاب الذي يطال كل لبنان، فلا فرق في الدم المسلوب في هذا الوطن عندما يستباح كل الوطن وكل اللبنانيين شهداء لبنان وهم ضحايا بريئة سقطت من أجل الغول الكبير الهاجم على كل الشرق الأوسط وكلهم ضحايا تبادل التكبير والتخوين ومشاريع وضع اليد والسيطرة على لبنان والشرق الأوسط. رحمهم الله ونأمل أن تكون المرة الأخيرة التي يسقط فيها أبرياء في لبنان ليس لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في الضاحية أو في المناطق المقابلة، يحمل بعض الناس الحقد عليها نتيجة وضع سياسي متأزم أو صراعات لا علاقة ولا مصلحة للبنان أو لأي لبناني بالإنخراط فيها”.

أضاف: “هذا الأمر يقودنا الى المقولة الواحدة والرهان الواحد والأمل الواحد بأن الدولة ثم الدولة ثم الدولة، فلا حل للبنان بوجود مناطق مقفلة ولا بأمن ذاتي ولا باستقواء ولا باستكبار ولا بتخوين ولا بادعاء العفة، السلام والأمن والإستقرار في لبنان هم حق لكل اللبنانيين الطبيعي وراعيهم الوحيد هي الدولة ومؤسساتها الشرعية وسلاحهم الوحيد هو سلاح الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية التي تتضافر جهودها معه. الأمن الوقائي الوحيد هو الذي تفعله المؤسسات الشرعية والأجهزة الأمنية الشرعية الرسمية التي لا تنتظر تصنيفا من أحد. البعض قال منذ أيام أن شعبة المعلومات تابعة ل 14 آذار وهو الذي حاكم وحكم بالبراءة على موقوف وأعلموا شعبة المعلومات بإطلاق سراحه في مهلة زمنية محددة. وهنا أسأل هل من يعلم هذا الشخص أو يوجهه لن ينتبه بأنه يتهم ضمنا باقي الأجهزة بأنها تابعة ل 8 آذار؟”

وسأل: “أهكذا نبني الدولة؟ أهكذا نسلم أمرنا وسلطتنا للدولة اللبنانية الدستورية الشرعية المنتخبة ممن الشعب اللبناني أو نكون بذلك نقول لا نريد دولة ولا مؤسسات؟ كل ذلك لأن هؤلاء الجماعة يعتبرون أنفسهم أكبر من الدولة ومن المؤسسات وليسوا بحاجة لها لرعاية شؤونهم، وهذا خطأ لأنه ما من أمن ولا استقرار ولا ازدهار ولا حياة طبيعية في لبنان إلا في ظل السلطة الوحيدة وهي الدولة اللبنانية التي تأتي نتيجة الإنتخابات والتي يجب أن تحصل في أسرع وقت رغم حتمية تأجيلها لتصبح إرادة الشعب اللبناني هي الوحيدة السائدة على الأرض اللبنانية”.

وتابع: “نعود لنقول بأن التخوين والتكفير منطقان يشبهان بعضهما وهما وجهان بعملة واحدة، وكنا ندرك أن ما يحصل في مصر اليوم وتونس سيحصل في كل العالم العربي، فهناك مرحلة إنتقالية ولكن هذا المشروع الذي يشبه ذاك المشروع بالتسلط لن يدوم.

وسأل: “ألم نجرب ماذا يحصل عندما نتحالف مع إسرائيل؟ فيا مسيحيي لبنان والشرق عو ماذا يحصل من التحالف مع إسرائيل والنظام السوري الذي يريد أن يحكم شعبه بالقوة وينكر على الآخرين حقهم بالحرية والديمقراطية. لذا نقول جربنا لكننا لن نخوض هذه التجربة من جديد وانفتاحنا ودورنا اللبناني والعربي في القوات اللبنانية ومن خلالها ندعو كل المسيحيين الى لعب هذا الدور لأنه ضمانة الوجود المسيحي الفاعل .

أضاف: “نحن نرى أن إعلان حزب الله الواضح عن مشروعه غير اللبناني وأن قتاله في سوريا واجب جهادي ويعلن أنه جزء من مشروع إيراني يرتدي في كل مرحلة ثوبا يناسبه، فعند نشأة الإسلام لم يكن المسلمون شيعة أو سنة بل فرسا، ومع الإسلام بدأ الإيرانيون يستعملون الصفوية والتخويف من التكفيريين ومن عودة السلطنة العثمانية لكن كل هذا عناوين براقة لمشاريع استراتيجية هدفها خلق دول مهيمنة، دول عظمى إقليمية تتطلع الى أدوار عالمية، وبالتالي لا يعنينا نحن بشيء كلبنانيين بل يضرنا ويؤذينا هذا الإنخراط في الحرب في سوريا، والمطلوب اليوم من كل اللبنانيين أن يحاولوا تخفيف المآسي في سوريا التي بات الكلام عن محصلة 200 ألف قتيل وملايين اللاجئين والمهجرين والنازحين.
أضاف: “لا يمكن أن نبتز المسيحيين في القول أن وجود النازحين السوريين في لبنان خطر عليه. الخطر الحقيقي هو بأن هذه الحكومة الموجودة في السلطة منذ ما قبل إندلاع الحرب في سوريا تعاطت بخفة وعدم مسؤولية مع كل ما جرى في لبنان فأفقرت الشعب واستباحت الحدود التي كنا نطالبها بضبطها بالإتجاهين، وكانوا يعتبرون أن الإنفلات على الحدود لمصلحتهم، وعندما بات الإنفلات يؤذيهم تذكروا أن هناك حدودا يجب ضبطها.

السابق
الجيش أوقف شخصاً بمنطقة رأس النبع يشتبه في صلته بأعمال إرهابية
التالي
حفل ترفيهي لابناء شهداء الجيش في بكاسين