مصر.. جرحى بهجمات على نقاط للجيش

انزلقت مصر الى جولة جديدة من المواجهة المفتوحة بين جماعة «الاخوان المسلمين» ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي بعد ان صعد «الاخوان» احتجاجاتهم وخاضوا اشتباكات ليل الاثنين – الثلاثاء في اكثر من منطقة مصرية، وتحديدا في القاهرة والجيزة، اسفرت وفق احصائية اولية عن سبعة قتلى وعشرات الجرحى.
وتزامنت هذه التطورات الميدانية، مع زيارة لمساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى القاهرة، التقى خلالها قادة المرحلة الانتقالية، ولم يلتق اي مسؤول من جماعة الاخوان، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الاميركية، رغم تأكيد مصادر اسلامية ان جماعة «الاخوان» فوضت عددا من مسؤوليها التفاوض مع قيادة الجيش عبر وسطاء من ضمنهم السفارة الاميركية في القاهرة.
وكشفت مصادر من داخل التيار الإسلامي، عن تكليف مكتب إرشاد جماعة الإخوان عدداً من قيادات حزب الحرية والعدالة بقيادة عصام العريان بالتفاوض مع المجلس العسكري للوصول إلى أرضية مشتركة ترضي جميع الأطراف للخروج من الأزمة الراهنة، وذلك عبر وسطاء منهم حزب غد الثورة وحزب النور السلفي والسفارة الأميركية في القاهرة.
وحصل أعنف الاشتباكات في ميدان رمسيس في القاهرة واعلى كوبري 6 أكتوبر وأسفرت عن قتيلين و134 جريحا، وكذلك في ميدان رابعة العدوية حيث سقط 5 مصابين، وفى ميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة سقط 4 قتلى و114 جريحا، وفي شارع البحر الأعظم وشارع المحطة سقط قتيل و8 مصابين.
وكان أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي احتشدوا مساء الاثنين في رابعة العدوية ونهضة مصر للمشاركة في مظاهرات أطلق عليها اسم «مليونية الصمود»، ثم توجهوا الى ميدان رمسيس وقطعوا كوبري ستة اكتوبر حيث منعوا مرور السيارات، واشتبكوا مع المئات من معارضي الرئيس محمد مرسي، وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم.
واذ امتدت الاشتباكات الى الجيزة، بدا ان الامور تتجه نحو مزيد من التصعيد، خصوصا ان المحتشدين في ميدان رابعة اعلنوا نيتهم التوجه الى مدينة الانتاج الاعلامي لوقف ما سموه بالتضليل الذي تمارسه الفضائيات الخاصة. كما دعت جماعة الاخوان الى مليونية الجمعة المقبل تحت عنوان «العبور الثاني».

وقال مصدر أمني مصري، إن ضابطين وأربعة جنود من القوات المسلحة أصيبوا في هجوم شنه مسلحون بقذائف آر بي جي على معسكر للجيش في مدينة الشيخ زويد، إحدى مدن محافظة شمال سيناء.

وفي حادث آخر، جرح 6 من أفراد الجيش في اشتباكات وقعت بين عناصر من القوات المسلحة ومسلحين مجهولين استهدفوا ثلاثة مقرات أمنية في مدينة رفح المصرية. وقال شهود عيان إن مروحيات عسكرية حلقت فوق أماكن هذه الحوادث، في محاولة على ما يبدو لتعقب المهاجمين.

وكثفت جماعات مسلحة متمركزة في محافظة شمال سيناء، هجماتها على قوات الشرطة والجيش في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد عزل الجيش للرئيس المصري السابق محمد مرسي مطلع يوليو الجاري، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا خلال أسبوعين.

وتأتي هذه الهجمات بعد ساعات من تأدية الحكومة المصرية الجديدة، برئاسة حازم الببلاوي، الثلاثاء، اليمين القانونية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور، والتي رفضتها جماعة الإخوان المسلمين، واعتبرتها "غير شرعية".

ووصلت تعزيزات عسكرية إلى مدينة العريش شمال سيناء، وذلك بعد ساعات من موافقة إسرائيل على السماح لمصر بنشر كتيبتي مشاة بسيناء "لمحاربة الإرهاب"، حسب ما قال مصدر أمني. وقال المصدر إن "نحو 20 عربة مدرعة ومجنزرة وحاملات جنود عبرت قناة السويس ترافقها جرافات ومعدات حفر باتجاه مدينة العريش عاصمة شمال سيناء".

وأفاد مراسلنا في القاهرة، الأربعاء، بتحرك مسيرة لمؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي من مسجد رابعة العدوية، وتوجهت المسيرة إلى مقر جهاز الأمن الوطني بحي مدينة نصر شرقي القاهرة. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن الرئيس المعزول
وعودته لمنصبه.

التحقيق في هروب مرسي من السجن
أحال النائب العام المصري، قضية هروب الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وقياديين آخرين بارزين في جماعة الإخوان المسلمين من سجن أثناء ثورة يناير 2011، إلى التحقيق، الثلاثاء.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن النائب العام المستشار هشام بركات قرر "إحالة التحقيقات في قضية اقتحام وهروب السجناء من سجن وادي النطرون خلال الأيام الأولى لثورة 25 يناير، والمتهم فيها 19 قياديا من جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين من شركائهم، إلى قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل."

ومرسي محتجز في مكان غير معروف منذ أن عزله الجيش في الثالث من يوليو الجاري. وأكد المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني أن مرسي "موجود في مكان آمن ويلقى معاملة لائقة".
وقال النائب العام مؤخرا إنه يراجع بلاغات تتهم مرسي وقياديين آخرين في الإخوان المسلمين بالتخابر مع جهات أجنبية، والتحريض على قتل محتجين وإلحاق أضرار بالاقتصاد.
وحثت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى السلطات في مصر على إطلاق سراح مرسي، ووقف اعتقالات زعماء آخرين في الإخوان المسلمين.

آشتون إلى مصر للقاء منصور والسيسي والتعرف على خارطة الطريق
تقوم المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بزيارة إلى القاهرة يوم 17 يوليو/تموز للقاء المسؤولين المصريين ومناقشة تطورات الأوضاع في البلاد. وستلتقي آشتون الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، والفريق
أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع للتعرف على خريطة الطريق ولحثهم للعودة إلى مسار الديمقراطية . وقالت آشتون في هذا الصدد "الاتحاد الأوروبي يرغب بمساعدة الشعب المصري في سعيه نحو مستقبل أفضل والحرية والازدهار الاقتصادي". كما ستلتقي اشتون بقيادات من الاخوان المسلمين وبعض القوي السياسية الاخرى ومن بينها قيادات حركة "تمرد".

  

السابق
اغتيال جمو في الصرفند انتكاسة أمنية لـحزب الله وأمل
التالي
جوبيه: التزام فرنسا الثابت بسيادة واستقلال واستقرار لبنان