الجواب عند “خريطة الطريق”

نستأذن دوامة الأزمات والتفجيرات والفراغات والتفاهات، لنلقي تحيّة على مصر الجديدة، مصر "خريطة الطريق"، وفي الوقت نفسه نلقي نظرة على ورشة التغيير الناشطة على مختلف الصعد، والتي يتابعها العالم العربي والعالم الآخر…

كيف لا، وهذه مصر. مصر التي اذا تاهت، أو ضَيَّعت طريقها فقَدَ العرب توازنهم. واعتلَّت صحة أنظمتهم. واهتزّ استقرار دولهم.

إنها بوصلة العرب.

واللبنانيون أدرى الناس بهذا الأمر، وهذا الميزان، وهذه البوصلة. فمذ غُيِّب الدور المصري بدا لبنان كمن ضيَّع أمه، بل كل عائلته. وبدا اللبنانيون كالأيتام.

العالم بأسره يعلم ويعرف أن المنطقة العربية بوجود مصر قوية مستقرّة شيء، وفي غيابها، أو انهماكها بحالها، شيء آخر.

منذ أيام معدودة بدأت مصر تخطو واثقة ووفق "الخريطة" في اتجاه جديد يوصلها الى واحة الديموقراطية والحرية والانفتاح على الطموحات القديمة الى تغييرات تنتشل أم الدنيا من هذه البئر.

وبقرارات واجراءات لاقت ترحيبا وتشجيعاً ودعماً من بعض العرب وبعض العالم، مما حدا واشنطن الى اعلان ترحيبها مع دعم سعودي خليجي للحكم المصري الجديد، يبرز بقوة واضحة تقول بصراحة إن السعودية تؤازر "خريطة الطريق"، وأهدافها.

وتأكيداً لهذا الموقف الداعم، أعلن وزير المال ابرهيم العساف تقديم حزمة مساعدات بخمسة مليارات دولار.

وقبل ذلك بساعات، كان وفد إماراتي ضم وزير الخارجيّة الشيخ عبدالله بن زايد ومستشار الأمن القومي الشيخ هزاع بن زايد يزور القاهرة، معلناً التأييد والدعم لـ"خريطة الطريق"، والحكم الجديد وكل التدابير والخطوات التي تعجّل في عودة الهدوء والاستقرار، كل ذلك مقرونا بمساعدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار، أما الكويت فقدمت 4 مليارات دولار.

ما شجع أميركا والسعودية ودولة الامارات على المجاهرة بدعم المرحلة الانتقالية، ومدِّ الحكم الجديد بالعنصر الأول في سلم القوة، الذي هو المال وبالمليارات، يترجم الاقتناع لدى هذه الدول وسواها أن الجيش لا يعتزم وضع يده على السلطة.

وأن لا محمد مرسي آخر خلف الستارة يحجب بدوره عطشاً "اخوانياً" الى السلطة، فضحته الفترة السوداء، مثلما فضحت كل الادعاءات والقرارات والتعيينات والانتخابات، بل كل ما صدر خلال تلك الحقبة المشؤومة، على صغرها.

حسناً فعلت قيادة الجيش المصري ببقائها بعيدة عن الاضواء والتعامل المباشر.

هل انتهت تجربة "الاخوان" ومرحلتهم، حتى في العالم العربي حيث مرَّ "الربيع"؟

الجواب عند "خريطة الطريق".

السابق
الإسقاطات المصرية لا تنقذ نظام الأسد
التالي
أبعد من لبنان ومجلس الأمن