باي باي… إخوان

عندما تسلمت جماعة الإخوان المتأسلمين الحكم في مصر قبل عام تقريبا، خرجت فروعهم في دول الخليج من السراديب منتشية وقد أخذتها العزة بالإثم، منادية إلى تداول السلطة وإلى خضوع هذه الدول إلى مطالباتها الحزبية وإلا سترون ما لا يسركم في تهديد علني وصريح!
الغباء السياسي في جماعة الإخوان، استفحل إلى درجة استعصى معها العلاج، والذي نعلمه جميعا، أن من أبجديات العمل السياسي، الاتزان والعقلانية، والحذر في التعامل مع الملفات الحساسة والساخنة، وعدم إطلاق التصريحات والانفعال والثرثرة بغير طائل، بل إن غالبية هذه التصريحات كانت لها ردود فعل عكسية أضرت بمكانة مصر، وانظر رعاك المولى، إلى تصريحات قيادي الإخوان عصام العريان ضد دولة الإمارات والخليج عموما، ماذا فعلت؟ وكيف كانت ردة الفعل السريعة من قبل الجيش المصري الذي لم يعد يحتمل المزيد من المهاترات والمغامرات من قبل هذه الجماعة ومرشدها المتهور؟!
ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، لم تأتِ إلى السلطة عبر الصناديق كما يزعمون، وإنما أتت بالتزوير والحيلة وممارسة البلطجة والتهديد والوعيد، وغيرها من ممارسات تأباها النفوس الحرة الأبية، ولكنها ليست بمستغربة ممن جعل من نفسه أداة بيد البيت الأبيض وألعوبة بيد الصديق العزيز شيمون بيريز كما وصفه الرئيس المخلوع محمد مرسي في رسالته الشهيرة!
(الإخوان المتأسلمين) مرحلة وانتهت، خلفت وراءها الكثير من الملفات، والمواقف التي يندى لها الجبين خجلا، وسنذكر منها واحدة لعلها تنفع الغافلين من أتباع هذا التيار ممن ذرفوا الدموع حزنا على انهيار مشروعهم الخائب، أن حكومة الإخوان المخلوعة سمحت لإسرائيل، أي للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية بإقامة كاميرات مراقبة في عمق سيناء المصرية، كان رفضها نظام حسني مبارك في السابق، فهل بعد هذه الخيانة، خيانة؟ وهذا الموقف المخزي والمشين والفاضح، ترتجون من جماعة الإخوان، خيرا للأمة، أو عزة لها، أو شأنا بين الأمم؟!   

السابق
هل سوريا مهددة بخطر الاستنقاع؟
التالي
حرامية حزب الدعوة وشراء النوادي الإنكليزية