“جنيف2”: الحل المفقود

معظم التحليلات تؤول الى أن الأزمة السورية مستمرة الى أجل غير مسمى. ثلاث قراءات في مركز عصام فارس والتحليل واحد: «الحل ليس في جنيف».

بالنسبة الى أمين قمورية «قد نرى ملامح حل لكن ليس بالضرورة تغيير الخارطة الجغرافية وانما رسم نفوذ جديد في المنطقة». وفي حال عقد مؤتمر جنيف 2 فإنه يشكل، برأي بول سالم «بداية صيغة للتفاوض ومجرد اتفاق على التهدئة لحين حلول موعد الانتخابات الرئاسية السورية». أما بالنسبة الى نهلة الشهال، فالمطلوب «التركيز على التسوية السياسية كي لا تتحول الحرب المحتواة في سوريا الى حرب موسعة».

بعد تقديم السفير عبد الله بو حبيب، استفاض قمورية في عرض سيناريوهات عدة لسوريا منطلقا من ان «الحسم العسكري غير وارد وكذلك التقسيم». وإذ لفت الانتباه الى ان لقاء وزيري خارجيتي روسيا سيرغي لافرورف والولايات المتحدة جون كيري أثمر «اتفاقا على إبقاء سوريا موحدة»، توقف عند نقاط الخلاف بين الجانبين، ومنها الأطراف المشاركة في الحل، مصير الرئيس بشار الأسد ناهيك عن إرضاء كل الدول المعنية بالتسوية من إيران الى تركيا والخليج وغيرها.

انطلق بول سالم من معركة القصير. فلا شيء، برأيه، يشي بأن «هذا النجاح مستمر فالقوات السورية متعبة وحزب الله محدود الحجم وسوريا كبيرة». وهذا يعني ان الوضع السوري مرشح لـ«كر وفر في ستاتيكو ما بعد القصير حيث دخلنا في مرحلة التباعد الروسي الأميركي بعدما حقق الروس ما يعتبر نجاحا في جعل الأميركي يقبل بالمقاربة الروسية». جراء هذا التباعد الذي تبدى في قمة مجموعة الثماني، يقرأ سالم ان سوريا تحل في المرتبة الثالثة أميركيا بعد عملية السلام والملف النووي الإيراني، مستبعدا حصول جنيف عاجلا «فلا النظام في جو تسويات ولا المعارضة في عجلة من أمرها وبكل تشاؤم أقول إن الوضع مرشح لسقوط المزيد من الدماء البريئة».

نهلة الشهال، صاحبة مقولة «الاستعصاء المزدوج»، أي استحالة الحسم من أي من فريقي النزاع في سوريا، رأت «أنه مخطئ من يظن ان الحل في جنيف أو غيره، وحتى لو اتفق الروسي والأميركي فلا يمكن إيجاد حل عبر الإسقاط». جنيف، برأيها، قد يطلق صيرورة. فبعد القصير ثمة عقد أخرى. رفضت مقولة سايكس بيكو الجديد «فالظروف آنذاك كانت مؤاتية لناحية تماسك الاستعمار على عكس اليوم حيث التفكيك يشبه فترة المماليك مع فروقات الأزمنة». وإذ شبهت سوريا بالعراق، اعتبرت ان النظام السوري لا يعرف التسويات و«لا بد من البحث وسط الخراب عما ليس خرابا».

السابق
مرسي يحفر لنفسه
التالي
لا أرى نهاية سريعة للنظام السوري