مواقف منددة.. ورافضة لمشاركة حزب الله بمعارك سوريا

وجه رئيس الائتلاف السوري المعارض المستقيل معاذ الخطيب رسالة إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، سأله فيها "ألم يكفنا سنةً وشيعة أكثرُ من ألف عام من الخصام، لنَدفِنَ العقلية المذهبية الضيقة ونُخرجَ الأمة من وهم الانتصار؟".
وذكّر أنه "في حرب تموز فتحنا نحن السوريون بيوتَنا وقلوبَنا للمقاومة رغم اختلافنا معها في عديد من أمور الاعتقاد، ليقينِنا أنهم كانوا يصدون صولةَ عدو لئيم، ورفرفتْ أعلامُ حزب الله اللبناني في
شوارعنا، وامتدت أيدينا بما تيسّر من قُوت أبنائنا لدعم أشقائنا في لبنان"، متسائلاً: "أهكذا تكون المكافأةُ لشهامة هذا الشعب المعطاء الكريم؟".

وأكد أن "تدخل حزب الله في سوريا قد عقّد المسألة كثيراً"، وقال لنصر الله: "كنتُ أتوقع منكم شخصياً بما لكم من ثقلٍ سياسي واجتماعي أن تكونوا عاملاً إيجابياً لحقْن دماء أبناء وبنات شعبنا". وسأل: "هل يُرضيكم قصفُ النظام لشعبنا بالطائرات وصواريخ سكود، وعجنُه لحومَ الأطفال مع الخبز، هل يسرّكم اغتصابُ آلاف النساء! وقتلُ مئات الأطفال بالتعذيب حتى الموت! هل يُعجبكم أن يعيشَ السوريون تحت حكم حزب طاغوتي خمسين عاماً، فإذا قاموا لنيل حريتهم عوقبوا بالدمار الشامل لبنيتهم التحتية، واجتثاثِ مجتمعاتهم، وتشريدهم ونفيهم، والمذابحِ الجماعية لهم، وإدخالِهم في دوامةِ مؤامرةٍ مرعبة كان النظام من ساعد في تحقيقها، هل مذهبُ أهل البيت عليهم السلام هو نصرُ الحق مطلقاً كما أفهم، أم الانتصارُ لنظام طاغوتي أرعن، وإن شعب سوريا بمجموعه هو عين مأساة الإمام الحسين المضطهد المظلوم الشهيد، ويبقى النظامُ هوَ المسؤولَ الأولَ عما يجري من قتلٍ وتخريبٍ في البلاد" .

وفي الاطار نفسه، لفت السفير اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة نواف سلام، إلى "تجديد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان موقفه من عدم السماح بإرسال أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا وعدم السماح بإقامة قواعد تدريب داخل لبنان"، مشيرا إلى ان "ذلك ليس التزاماً وتطبيقاً لإعلان بعبدا وسياسة عدم التدخل في الشأن السوري وحسب بل ان الهدف منه أيضاً تحصين الوحدة الوطنية اللبنانية وتجنيب العيش المشترك أي اهتزاز أو اضطراب".

كذلك، دعا الشيخ صبحي الطفيلي حزب الله الى "العودة من سوريا ووقف القتال هناك"، معتبراً أن "الحزب لا يقاتل دفاعاً عن "مقام السيدة زينب"، بل دفاعاً عن نظام بشار الأسد"، وقال: "ليرجعوا من سوريا ومن الفتنة. حرام شرعاً نصرة الظالم وقتل المسلمين في سوريا".
واعتبر الطفيلي في حديث لـ"المستقبل" أن "كل لبنان ليس بمأمن من سلاح المعارضة أو النظام السوري ولن نستطيع أن ننأى بأنفسنا اذا توغلنا الى الداخل السوري". وقال: "المعارضة السورية تعهدت بعدم المس بكل من لا يؤيد النظام وانا اتعهد اذا كان الامر دفاعا عن النفس كما يقولون بعدم مس اي شيعي او غير شيعي في سوريا اذا انسحب حزب الله من سوريا".

هذا وأكد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل، أن "أميركا تدين أي انتهاك سوري لسيادة لبنان"، مشيراً إلى قلقها الشديد "من دور "حزب الله" الشائن" في سوريا.
وقال فنتريل أمس: "لطالما كنا واضحين بشأن دور "حزب الله" الشائن والدعم الذي يقدمه للنظام السوري والعنف الذي يولده داخل سوريا"، مردفاً: "كنا واضحين بشأن الدور المدمر الذي يلعبه "حزب الله"، والدور الإيراني، منذ البداية"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة تدعم بشدة سيادة لبنان واستقلاله واستقراره، ولطالما عبرنا عن مخاوفنا من تمدد ما يحصل في سوريا إلى لبنان ونحن ندينه بشدة".

السابق
هزتان أرضيتان تضربان الصين وتوقع عشرات الجرحى
التالي
الهجوم المضاض من سورية إلى العراق