النهار: مبارزة بالمناورات النيابية حتى 15 أيار

على رغم حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على تدوير الزوايا واستخلاص انطباعات ايجابية عن اجتماع لجنة التواصل النيابية امس، بدا هذا الاجتماع أقرب الى مبارزة بالمناورات وحتى بالمزايدات التي أدت الى تعميق التباعد والتباين بين مختلف الكتل النيابية الممثلة فيها. واذا كانت اللجنة لم تخرج سوى باتفاق يتيم على عقد اجتماعها المقبل الثلثاء، بدأ منسوب الرهانات القليلة على امكان تحقيق اختراق في أزمة قانون الانتخاب قبل الجلسة النيابية العامة في 15 أيار بالانخفاض وسط انطباعات لم يخفها بعض أطراف اللجنة أنفسهم ان لعبة تضييع الوقت جارية على قدم وساق، وما ينطبق على هذا الملف ينسحب ايضاً على مسار تأليف الحكومة الجديدة بفعل سعي قوى نافذة في فريق 8 آذار الى ربط الملفين ربطاً محكماً.
ورسمت مواقف الافرقاء في لجنة التواصل النيابية امس خريطة معقدة اعادت النقاش في شأن قانون الانتخاب الى نقطة الصفر. ولعل المفارقة ان "حزب الله" بادر الى تقديم "فكرة تسهيلية للتوصل الى توافق" كما وصفها النائب علي فياض تمثلت في ترك الكرة في مرمى ما سماه "التجمع المسيحي"، مبدياً استعداد الحزب للموافقة على ما يتوافق عليه الافرقاء المسيحيون. واذ تلقف "تكتل التغيير والاصلاح" هذا الموقف باعتباره "الامر الوحيد الجديد الذي طرح"، سرعان ما حصل خلط أوراق بدا معه "التجمع المسيحي" كأنه استعاد التباينات بين افرقائه. ذلك ان حزب "القوات اللبنانية" ذهب الى التمسك باقتراح الرئيس بري ودعا ممثله النائب جورج عدوان الى وضع جدول للبحث في هذا الاقتراح لتبيان نقاط التقارب والتباعد حياله، ولم يخف حزب الكتائب تحفظه عن اقتراح بري. كما اعترض ممثل "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت على طرح "حزب الله" باعتباره محاولة "لحشر المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي".
واكتفى مصدر كتائبي بالقول لـ"النهار" إن حزب الكتائب غير راض عن مشروع الرئيس بري القائم على النظام المختلط لانه "لا يوفر حسن التمثيل للمسيحيين"، لكنه استدرك قائلاً: "إن هذا الموقف غير نهائي والموضوع لا يزال قيد البحث".

السابق
الحياة: عسيري يرفض طلب 8 آذار التدخل لدى سلام في تشكيل الحكومة
التالي
فياض: نوافق على ما يتفق عليه المسيحيون