الراعي يعبّر لهولاند عن قلقه على المسيحيين وارتفاع اعداد النازحين

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال استقباله البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس، في قصر الإليزيه بباريس، تمسّك فرنسا باستقرار لبنان وبالتوافق السياسي بين كل مكوّنات المجتمع اللبناني لضمان السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وشدّد هولاند على اهتمام بلاده بوضع مسيحيي الشرق، مذكراً بالعلاقات التاريخية بين فرنسا وموارنة لبنان والبطريركية.

وأشار الى أن فرنسا ستظل مهتمة جداً بوضع مسيحيي الشرق "الذين يشكلون عنصراً مهماً في هوية البلدان التي يقيمون فيها"، معتبراً أن "تحقيق الشعوب للديموقراطية ودولة القانون هو الضمان الأفضل للتنوع الديني وللحضور المسيحي في الشرقين الاوسط والادنى".

وقال مصدر مطلع على المحادثات أن الراعي "عبر عن قلقه إزاء أوضاع المسيحيين في سوريا، وازاء ازدياد عدد النازحين السوريين الى لبنان. وقال لهولاند إن هناك عدداً كبيراً من أبناء الطائفة الأرثوذكسية الذين غادروا سورية ويمثلون ٦٠ في المئة، والحل يجب أن يكون سياسياً في سورية والرئيس بشار الأسد ليس أسوأ ممن يحاربون في سوريا".

وشكر الراعي لـ"فرنسا دعمها المتواصل للبنان"، مذكرا بـ"العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين ووقوفها بجانب قضايا لبنان المحقة ودورها على مستوى الاسرة الدولية".
وتمنى "أن تواصل فرنسا دعمها للسلام في المنطقة ولحقوق الإنسان"، مشددا على "أهمية النموذج اللبناني في العلاقات الاسلامية – المسيحية وميثاقية العيش المشترك وثقافة الحوار في زمن الصراعات الطائفية".
وأشار إلى "دور المسيحيين في المحافظة على هوية البلدان التي يعيشون فيها منذ ألفي سنة، وقد طبعوها بالقيم الإنسانية والإجتماعية والثقافية، وكانوا عناصر نهضة وتقدم مع مواطنيهم المسلمين".

وقالت مصادر إن لقاء هولاند – الراعي بدأ بجلسة موسعة تبعتها خلوة بين الرئيس والبطريرك. وقالت المصادر إن هولاند سأله عن حزب الله، فأجابه الراعي بأنه "يتحادث مع الحزب الذي يمثل الطائفة الشيعية في لبنان، ولدي علاقات مع جميع الطوائف في لبنان".
وحضر الاجتماع السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي، والمستشار الديبلوماسي لهولاند لقضايا الشرق الأوسط إيمانيول بون والناطق باسم الإليزيه رومان نادال.
وكان الراعي التقى وزير الخارجية لوران فابيوس وعبر عن قلقه أيضاً إزاء مصير المسيحيين في سوريا، وقال إن الأسد مستعد للحوار وإن الحل السياسي وحده الحل لسوريا. وكان الناطق باسم الخارجية فيليب لاليو أعلن "تضامن بلاده الكامل مع لبنان في اللحظات الصعبة وتمسكه باستقراره وتعايشه".
ويلتقي الراعي في وقت لاحق الرئيس سعد الحريري في مقر اقامته.

السابق
غانم: تعليق المهل يؤدي إلى تعطيل مفعول القانون
التالي
مطالب الكتل النيابية من الرئيس المكلف للوصول الى حكومة جديدة