حصلت خضة في صفوف المعلمين والموظفين ليل أمس في أعقاب الاتفاق المسائي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والذي تمثل في وضع مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب بندا أول على جدول أعمال مجلس الوزراء، المقررة اليوم في قصر بعبدا، مع وعد بإحالة السلسلة اليوم إلى مجلس النواب.
وذكرت مصادر نقابية لـ«السفير» أن بري تمنى على «هيئة التنسيق النقابية» تحويل اعتصامها على مفرق القصر الجمهوري، إلى جمعيات عامة، وانتظار مقررات مجلس الوزراء. وقد أدى هذا الموقف إلى موافقة معظم الروابط المنضوية في الهيئة، وسط إصرار «رابطة التعليم الثانوي» على تنفيذ الاعتصام، في موعده ومكانه المقررين سابقا.
وفي ظل البلبة التي حصلت ليلا، وقعت جماهير هيئة التنسيق في ضياع، خصوصا في ظل الرسائل النصية التي وصلت إلى عدد كبير من المعلمين تطلب منهم عدم المشاركة في الاعتصام، وأخرى تقول أن الاعتصام قد الغي، كتب رئيس «رابطة التعليم الثانوي» حنا غريب، على صفحته على «الفايسبوك»: «الخبر الذي نشرته بعض المواقع عن إلغاء التظاهرة غداً هو خبر كاذب».
ومساءً، تمنى المكتب التربوي في «حركة أمل» على المعلمين والموظفين «الاستعاضة عن التظاهر والاعتصام بعقد جمعيات عمومية في المدارس والمؤسسات، فسحاً في المجال أمام الجميع إلى ما بعد جلسة الحكومة».
وكانت هيئة التنسيق قد أكملت استعداداتها نهارا ليوم «الزحف الكبير» إلى مفرق القصر الجمهوري اليوم، يوم الحسم في معركة إحالة سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب، بحسب الاتفاقات والتعهدات، بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، لرفع الصوت عاليا، وللقول «لا لتجاهل مطالبنا وتحرّكاتنا، واستخدام السلسلة شمّاعة لفرض ضرائب على أصحاب الدخل المحدود بحجة سد عجز الخزينة، وتحميلنا مسؤولية ذلك». تحت شعار «نحن شعب يستحق الحياة» تحشد هيئة التنسيق جمهورها اليوم، في ظل إضراب عام في المدارس الرسمية والخاصة، ومختلف الإدارات العامة، ومعها تتوقف الحركة الجوية في «مطار رفيق الحريري الدولي».
وعشية اليوم النقابي الموعود، وجهت هيئة التنسيق دعوة إلى الشعب اللبناني، مراهنة عليه للدفاع عن مصالحه في مواجهة حيتان المال والاحتكارات، وسألت: «هل نقبل أن يعلن أصحاب الرساميل الكبيرة والثروات الريعية والمحتكرون الكبار ومحتلو الأملاك العامة ودائنو الدولة… هل نقبل أن يعلن هؤلاء أنفسهم سلطة فوق المجتمع والدولة والقانون؟ هل نقبل أن يعلنوا جهارا أنهم «يُطاعون ولا يطيعون»؟».
وشرحت الهيئة موقفها في منشورات وجهتها للأهالي والطلاب، وفي رسائل نصية للوزراء المعنيين من خلال حملة «حيلوها»، التي أقامتها على مواقع التواصل الاجتماعية، وفي مؤتمر صحافي عقدته بعد ظهر أمس في مقر «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» استهله رئيس الرابطة حنا غريب، بطرح جملة أسئلة عن الأسباب التي تدفع بالهيئات الإقتصادية لرفض مشروع إحالة السلسلة.
واشار إلى أن الشعب اللبناني، كله أمل أن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ومجلس الوزراء مجتمعاً، أنهم سيقررون اليوم إحالة سلسلة الرتب والرواتب على مجلس النواب وفق الاتفاقات والتعهدات، فهيئة التنسيق لا نريد سوى ذلك، «إنها تريد أكل العنب لا قتل الناطور».
وأعلن رئيس لجنة المراقبين الجويين في المطار كمال ناصر الدين، وعماد المقداد باسم موظفي «المديرية العامة للطيران المدني»، عن توقفهم عن العمل اليوم بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثانية عشرة ظهرا، تضامنا مع تحرك هيئة التنسيق، وعليه ستتوقف الحركة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي.
وكرر نقيب المعلمين نعمة محفوض الدعوة للمعلمين وللمدارس الخاصة للمشاركة بفعالية في الإضراب والاعتصام اليوم، مؤكدا أن القطاع الخاص، وجميع المدارس الخاصة مقفلة اليوم.
ووجه رئيس «رابطة موظفي الإدارة العامة» محمود حيدر الدعوة للموظفين للنزول بكثافة في يوم ربيع لبنان. كذلك فعل رئيس لجنة المتعاقدين في التعليم الثانوي حمزة منصور.
وكانت هيئة التنسيق قد نفذت صباح أمس اعتصاما أمام مصلحة تسجيل السيارات والآليات في الدكوانة، وسط إجراءات أمنية مشددة، تخللتها مشادة بين عضو هيئة التنسيق محمد قاسم، وأحد الضباط الذي رفض السماح للمعتصمين بالدخول إلى باحة المصلحة في البداية، ومن ثم عاد ووافق. وتخللت الاعتصام هتافات مناهضة للحكومة وللهيئات الاقتصادية، وتوعد غريب باسم هيئة التنسيق أن يكون «يوم 21 آذار، يوماً نقابياً وطنياً بامتياز لنعلن معا ولادة ربيع نقابي لبناني يولد حركة نقابية حرة في 21 آذار». وتوجه الى الرئيس ميقاتي قائلا: «ليس لدينا مشكلة سياسية أو شخصية معك نحن نريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور».
