سيناريوهات حزب الله تنتظر ساعة الصفر

تكشف جهة سياسية فاعلة أنّ ما يجري في صيدا والشمال، والمخاوف من حصول فتنة سنّية ـ شيعية، وما بينهما ما أطلقه الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله من تحذيرات للكفّ عن اتّهام الحزب بملفّات أمنية، مخاطباً الطرف الآخر قائلاً: «ما تجرّبونا»، إضافة إلى بيان الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، ينبىء بشيء خطير.

كلّ ذلك لم يكن مفاجئاً، في اعتبار أنّ ثمّة معلومات لدى الأجهزة الأمنية والمسؤولين الكبار عن مخطّط تفجيريّ لحجب الأنظار عمّا يحصل في سوريا، وهنالك تنسيق سوري ـ إيراني مع "حزب الله" ينحصر في الشقّ الأمني، والذي بات مكشوفاً وواضحاً، حيث إنّ البعض يردّد أسماء ضبّاط سوريين كبار موجودين في لبنان، وهم يقيمون في الضاحية الجنوبية وفي شارع الحمرا، ويتنقّلون في بعض المناطق اللبنانية.

وعلى هذه الخلفية، تشير أوساط عليمة إلى أنّ مدينتي طرابلس وصيدا هما ضمن المخطّط التفجيري الأساسي نظراً لخصوصيتهما، بمعنى أنّ العقل العسكري للنظام السوري يعمل للسيطرة على طرابلس والشمال أمنيّاً بغية وصلهما بالساحل السوري. أمّا في صيدا، فإنّه يسعى أيضاً، وعبر "حزب الله" لضرب حركة الشيخ أحمد الأسير وقطع أوصال تيّار "المستقبل"، والسيطرة على الطريق الساحلي من صيدا إلى خلدة، وذلك لكي لا يقطع أنصار "المستقبل" هذا الطريق، على غرار ما حصل مرّات عدة سابقاً.

وتلفت الأوساط نفسها، إلى أنّ هذا المخطط لا يقتصر على هذه السيناريوهات فقط، بل هناك معلومات عن تبليغ قيادات وشخصيّات سياسية ونوّاب بإعادة تقويم تدابيرهم الأمنية ورفع حال الحذر إلى أقصى الدرجات، وأيضاً فإنّ ذلك مرتبط بالتطوّرات السورية الجارية وتداعياتها على الداخل اللبناني. وهنا تربط الأوساط المُطّلعة بين ما قاله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن حرب أهلية في لبنان، وبين كلام نصرالله وتزامنهما، إضافة إلى رسم بعض الدوائر الإعلامية القريبة من "حزب الله" سيناريوهات عسكرية قد يُقدم عليها الحزب في حال بقي الهجوم السياسي مستمرّاً على أمينه العام، إنّما ذلك بحسب الأوساط نفسها، لا دخل له إطلاقاً بالمواقف السياسية الداخلية، وإنّما ينبع من معلومات تصبّ في خانة الاستنفار السوري ـ الإيراني للبدء باستعمال الورقة اللبنانية، والتي من شأنها تغيير مسار الوضع في الداخل السوري سياسياً وميدانياً، وهذا ما استدعى انعقاد مجلس الدفاع الأعلى، وكذلك لقاء رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في دارة وزير الاقتصاد نقولا نحّاس، وبحسب المواكبين للمواضيع التي تطرّقوا إليها، فإنّ الشأن الأمني الداخلي وما يحصل على الحدود السورية ـ اللبنانية وإمكانية تفاقمه وتوسّعه إلى الداخل، كان الطبق الرئيسي في هذا العشاء.

من هذا المنطلق، بدت الخطوات السياسية والميدانية التي تتّخذها جهات إقليمية لإشعال الساحة الداخلية واقعاً ملموساً وجدّياً، وهو ما تؤكّده التقارير والمعلومات التي تملكها الجهات الأمنية المختصة، وأيضاً ربطاً بالمواقف السياسية التصعيدية، فيما يدور الحديث على معلومات عن استنفار بعض أحزاب 8 آذار عناصرها العسكرية، وأنّ غرفة العمليات الأمنية لدى هذه الأحزاب تواكب ما يحصل في الداخل ليكون الجميع مستنفرين في حال حصل أمر ما، لأنّ البعض ينقل عن الدائرة الضيّقة في "حزب الله" معلومات عن وضع خطط جاهزة للسيطرة الميدانية على بعض المناطق، وقد أعِدّت بمشاركة السيّد نصرالله ومباركته.

وأخيراً، فإنّ هذه المؤشّرات الخطيرة تركت ارتداداتها على المقارّ الرئاسية والحزبية، وثمّة تساؤلات يطرحها "حزب الله" وحلفاؤه عن مدى رضى أو قبول رئيس الحكومة والفريق الوسطي في الحكومة في حال تكرار سيناريو 7 أيّار 2008 في صيدا وطرابلس، في وقت تتحدّث معلومات عن أنّ الحزب يأخذ كلّ المستجدّات والتطوّرات وما سيقدِم عليه من أعمال أمنية في الاعتبار، ويحتسب لكلّ خطوة قد يقدِم عليها.

السابق
التنسيق النقابية بدأت اعتصامها في الدكوانة
التالي
غانتس: حزب الله زاد تهديداته.. ومستعدون لأي طارئ في المنطقة