المفتي قباني: باغتياله حرم لبنان جسرا للعبور الى بر الامان وزمن الدولة

وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني كلمة، في مناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري بعنوان "في ذكراك أيها الرئيس الشهيد"، هذا نصها:

"في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يغيب عن تفكيرنا مشهد تلك الجريمة التي هزت وجداننا وألبستنا الحزن والألم في لحظة استشهاد كبير رجالاتنا الذي اغتاله فيها منفذوها بطريقة وحشية وغادرة. لقد اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وقت كان يتخبط لبنان للخروج من أزماته وبدل أن نعمل وفاء له نحو الخلاص ضاعفنا الأزمات وازدادت أزماتنا تأزما وأصبحت أوضاعنا أكثر مأسوية".

لقد كان للرئيس الشهيد رفيق الحريري دور أساسي في وضع حد لحروب الفتنة الأهلية التي تقاتل فيها اللبنانيون لسنوات طويلة (1975 – 1990م)، ثم قاد مسيرة بناء الدولة ومؤسساتها، وإعادة إعمار لبنان على مختلف الصعد، وقدم الكثير من أعمال الخير والبر لأبناء لبنان على اختلاف مناطقهم وطوائفهم.

لقد كان الرئيس الشهيد صاحب رؤية عميقة لكل الأمور التي تعبر بنا نحو دولة المؤسسات المنيعة والقوية، فكان اغتياله، رحمه الله تعالى، اغتيالا لها، الذي جاء بمثابة حلقة في سلسلة بدأت باغتيال الرئيس الشهيد رياض الصلح والرئيس الشهيد رشيد كرامي، رحمهم الله تعالى جميعا، ليحرم لبنان واللبنانيين، مرة أخرى، شخصية كانت جسرا ليعبر لبنان واللبنانيون من خلالها إلى بر الأمان وزمن الدولة.

ولا بد لنا اليوم نحن اللبنانيين وبعد ذلك الاستشهاد الكبير من الوفاء لذلك الشهيد العظيم، وكسر حواجز الطائفية السياسية والمناطقية بيننا، وأن نحترم الاختلاف وأن ننبذ الخلاف والاقتتال، وأن نعمل متحدين بجميع أطيافنا من أجل بناء الدولة وقيامها. ولا بد لنا من الوفاء له أكثر برفض ما رفضه في حياته خصوصا مشروع قانون الأحوال الشخصية المسمى مشروع "قانون الزواج المدني" الذي أدرك، رحمه الله تعالى، خطورة أبعاده على مجتمعنا، وأيقن مخالفته لشرع الله عز وجل فرفضه وعمل على عدم إقراره.

إننا إذ نجدد الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا بد لنا من إعلاء الصوت من أجل الحقيقة وإظهارها جليا وعلانية عبر المحكمة الدولية التي طالبنا بقيامها منذ اليوم الأول لاستشهاده رحمه الله، ودعونا الى استمرار عملها في أدق الظروف وأصعبها، ولا بد لها من السير قدما في عملها في سبيل كشف الحقيقة وإظهار الجناة القتلة ومن وجههم ومن خطط لهم ومن عاونهم، وإنزال العقوبة بهم عدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى يكون في ذلك عبرة لهم ولمن يتربص بلبنان وبرجالاته شرا وأذى.

رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري ذلك الرجل المؤمن وصاحب الرؤية الحكيمة والمخلصة لله وللوطن وصاحب الأيادي البيض الخيرة الخالصة لله تعالى، الذي لطالما عمل بوازع من دينه وإيمانه ويقينه وإنسانيته وضميره، وحبه لوطنه لبنان ولإخوانه اللبنانيين، رحمه الله تعالى رحمة واسعة. وإنا لله وإنا إليه راجعون".
  

السابق
نقل 4 جرحى سوريين الى مستشفيات بقاعية
التالي
عبدالله: الوطن يجب ان ينعم بحماية قوية من جيش منيع