الأرثوذكسي اللقيط.. فليكن ذكره مؤبَّداً!

المجد لكَ أيها المسيح الإله رجاؤنا، المجد لك. ليرحَمْنا المسيح إلهنا الحقيقي، الذي يسود الأحياء والأموات ويخلّصْنا، بشفاعة أمه الكاملة الطهارة، والقديسين المجيدين الرسل الجديرين بكل مديح، وآبائنا الأبرار اللابسي الله، وجميع القديسين، وليرتبْ نفس عبده (قانون اللقاء الأرثوذكسي) المنتقل عنّا في مساكن الصدّيقين، ويرحها في أحضان إبرهيم، ويحصها مع الصديقين، بما أنه صالحٌ ومحبٌ للبشر. فليكن ذكره مؤبَّداً.
هي ببساطة رتبة الجنّاز على الطقس البيزنطي، الذي يتبعه مذهب مستقيمي الرأي الأرثوذكسييّن الحسنيّ العبادة، وبما أنّ معموديّة "مشروع الفرزلي" لبست لبوس الأرثوذكسيّة كان لا بدّ من تلاوة هذه الرتبة لحظة إعلان الوفاة، للإنتقال إلى ما بعده والبحث عن البديل الجدي بعيداً عن الأهداف الكامنة وراء طرحه المشبوه من قِبل فريق، ومجاراته من قِبل الفريق الآخر تفاديّاً للوقوع في فخّ المتاجرة بغية التمريك الإنتخابي وإثبات الحرص على المصلحة المسيحيّة. هناك من يجزم أنّ "الأرثوذكسي" سقط غير مأسوفٍ عليه، فماذا بعد؟
ففي لعبة الشطرنج المارونية على الأرض الأرثوذكسيّة، نجح الثنائي الجميّل_جعجع حتى الساعة في فرملة الخطة المُشيّطَنة والمُشيّطِنة بغلافها المسيحي، الرامية لإستنهاض عصبيّة المسيحيين بشتّى أنواع الترويج الإعلامي والإعلاني، منه المقبول ومنه المقزِز وغير المألوف، لكنّ الحملة الجديّة وبحسب العارفين، لم تبدأ بعد.
مَن طَرَحَ "الأرثوذكسي" للإحراج كان يعلم مسبقاً أنه قانون ميت، ومن قبل التحدي والسيّر به كما لا تشتهي سُفن الحلفاء، أدرك باكراً وبذكاء المدى الهامشي للمناورة لخطف الإنتصار المخطط له، فرفع سقف التحدي إلى أبعد حدود.
فهناك من يجزم أن هروب حزبيّ القوات والكتائب من الفخّ المُحكم، كان كفيلاً ليقف العماد ميشال عون مزهوّاً بأهم جولة إستنهاض طائفيّة، مُعلناً مسيحيّته على رؤوس الأشهاد مقابل "حريريّة" خصومه المسيحييّن العاجزين عن إغضاب حليفهم السنّي، ومُبشّراً أيضاً بالعودة عن تعطيل أو تأجيل الإستحقاق الإنتخابي من خلال التأكيد على إحترام المواعيد الدستورية وبالتالي السيّر بقانون الدوّحة مع بعض التعديلات الطفيفة لناحية نقل مقعد طرابلس الماروني إلى البترون والأقلوي إلى الأشرفية، هذا القانون الذي عاد به الجنرال مُعلناً عودة الحق، رافعاً شارة النصر، طبعاً بعد تعريّة خصومه أمام الرأي العام المسيحي غير الحزبي أملاً بتكرار تسونامي 2005 للقفز فوق عتبة الـ%50 مسيحياً… هذا ما قاله الجنرال لمن أكدّ له إستحالة مرور ما عُرف زوراً بـ"الطرح الأرثوذكسي" سائلاً إياه، لماذا هذا الإصرار على طرح مُتعثر الولادة… فكان الجواب: "لتعريّة الخصوم أمام جمهورهم المسيحي غير الحزبي وأمام الرأي العام اللبناني والعربي والغربي لأنهم سيرفضونه إكراماً لحليفهم الأزرق".
هكذا وببساطة، سقط الطرح "الفرزلي" سقطتيّن، سقط عملياً لأنه لنّ يمرّ رغماً عن غالبيّتيّن سنيّة ودرزيّة ورفض غالبيّة أرثوذكسيّة مؤثرة غير مُقرِرة مدعومة بوقفة شُجاعة من رئيس جمهورية عرف متى وكيّف يكبَح جموح المذهبييّن الجُدد ورئيس مجلس نيابي تلقّف كرة إعادة إنتخابه مرة أخرى فأصرّ على "الإجماع الإجماع" عند المسيحييّن لا على من "شُبِه له"، وسقطت أهداف مطلقيه لحظة وقوف خصوم الرابية المسيحيين بوجه حليفهم الأساس تيّار المستقبل، هذا الرهان الذي لم يكن ليتوّقعه الجنرال الهادف لإستعادة أمجاد التسونامي بكرنفال مذهبيّ يعلم مدى تأثيره فيما لوّ جاهر خصومه برفضه، لوّ سلّمنا جدلاً أنه كان ليُكتب للقانون الميت، قيامة.
أمام هذه الوفاة غير المُعلنة هناك من ينتظر بفارغ الصبر ليطرح تعديل قانون الدوحة بما يُرضي غالبيّة الأطراف، وينعى القانون اللقيط بطلبة أرثوذكسيّة مُردداً لمراتٍ ثلاث: "فليكن ذكره مؤبَّداً"…
*عضو لجنة الإعلام السابق في "التيار الوطني الحر".

السابق
APPLE تتراجع و Sharp على خطاها
التالي
حوري: 14 آذار ستعاود الاجتماع…والارثوذكسي لن يمرّ!