الأخبار: عون: القتال بديل الحوار

خفّت حدة المواقف السياسية عشية عطلة رأس السنة لتستعيد حماوتها مع بداية العام الجديد، كما تفتح الملفات العالقة اعتباراً من الاربعاء في موضوع النازحين السوريين، فيما يبقى الحوار معطلاً مع ارتفاع منسوب مخاطر المقاطعة، حيث رأى العماد ميشال عون من بكركي أن بديل الحوار هو القتال
يقفل العام الحالي طاوياً معه الملفات الخلافية ليعيد بسطها اعتباراً من الخميس المقبل مع موضوع النازحين من سوريا في جلسة خاصة لمجلس الوزراء. وتعقد الجلسة في أجواء توتر بين وزارة الخارجية والشؤون الاجتماعية جراء المذكرة السورية حول تقديم المساعدات.

ويسبق الجلسة اجتماع في السرايا الحكومية بعد غد الاربعاء للجنة المكلفة موضوع النازحين، والتي تضم وزراء الشؤون والصحة والتربية والداخلية والدفاع والهيئة العليا للإغاثة.

أما مصير جلسة الحوار المقررة في السابع من الشهر المقبل، فيبقى مصيرها معلقاً مع شبه تأكيد لتأجيلها. وفي هذا السياق، أعلن رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، بعد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي أمس، أنه "مستعد للقاء أي كان لإيجاد حل، لأن الحل يحصل بالحوار وليس بالمقاطعة". وأكد أن لا مانع لديه من لقاء النائب وليد جنبلاط. وحذّر من أن "بديل الحوار هو القتال".
وتلاقى الراعي في عظة قداس الأحد مع موقف عون، وقال: "كفى البقاء على المواقف السلبية. كفى التخوين والإدانة. كفى التلاعب بمصير شعب ودولة ووطن. كفى الخوف من التلاقي والتحاور بصدق وتجرد وشفافية. كفى التمادي في الفساد والسرقة وهدر المال العام وإفقار الشعب وإنهاك البلاد في التقهقر الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والانمائي".

لجنة قانون الانتخاب
من جهة أخرى، وفيما من المقرر أن تعقد اللجنة النيابية المصغرة لمتابعة البحث في قانون الانتخابات، أكد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل إمكان تأجيل تقني للانتخابات النيابية لأشهر معدودة في حال تمّ الاتفاق على قانون جديد للانتخابات، ورأى هذا القانون النور قبل شهر من موعد الانتخابات.
وأبدى شربل خشية من تأجيل آخر للانتخابات إذا لم يتم الاتفاق على قانون انتخاب جديد وكان الوضع الأمني هشاً، أو في حال حصول مقاطعة للانتخابات بسبب قانون الستين.

لقاءات ميلادية لحزب الله
في غضون ذلك، أقام حزب الله لقاءات مشتركة مع الطوائف المسيحية في الجنوب والبقاع لمناسبة عيد الميلاد. وأكد النائب حسن فضل الله في مأدبة غداء على شرف الفاعليات المسيحية في منطقة الجنوب في بلدة الطيري أن "ما تهدف إليه المقاومة هو أن يكون لبنان هادئاً ومستقراً، وأن نعمّم هذا الاستقرار على كل بلدنا". ودعا إلى التعاطي مع ملف النازحين السوريين "الضاغط من المنطلق الانساني والأخلاقي لأنه ملف أكبر من قدرة الدولة ويحتاج الى تعاون الجميع". وشدد على أن "الحلول في لبنان تحتاج دائماً الى حوار وتلاق وتفاهم، والانتخابات وقانونها يحتاجان الى تفاهم وتوافق وطني، إذ إن قانون الستين ليس صالحاً لتحقيق الشراكة".

وفي بعلبك نظّم مطران بعلبك والبقاع الشمالي للموارنة سمعان عطا الله ورئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، احتفالاً مشتركاً في كنيسة سيدة الزروع في شليفا لمناسبة ولادة السيد المسيح. وألقى المطران عطا الله كلمة أكد فيها الحوار الدائم بين المسلمين والمسيحيين. بدوره، أكد يزبك "أننا في حاجة الى تنقية القلوب، لأن أي حوار إن لم يُبنَ على أسس صحيحة فهو حوار طرشان".

السيد يردّ على جعجع
إلى ذلك، رفض اللواء الركن جميل السيد "الانجرار الى مساجلات إعلامية عبثية" مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مكتفياً بتوجيه نصيحة علنية له، في بيان لمكتبه الإعلامي، مفادها أنه "إذا كان جعجع يعتبر نفسه بريئاً من دم داني شمعون وعائلته كما زعم في بيانه الأخير، وإذا كان يعتبر نفسه بريئاً أيضاً من تفجير كنيسة سيدة النجاة في الزوق عام 1994، على الرغم من اعترافه عام 2009 للمطران أندريه حداد بأنه فجّر كنيسة سيدة النجاة في زحلة لأسباب سياسية في أواسط الثمانينيات، وإذا كان جعجع يعتبر أنه كان بالفعل سجيناً سياسياً ومظلوماً من 1995 إلى 2005، وأن الأحكام التي أصدرها ضده المجلس العدلي في تلك الجرائم وفي جريمة اغتيال الرئيس رشيد كرامي كانت كلها حينذاك مبنية على ملفات مركبة وعلى شهود زور استقدمتهم مديرية المخابرات في الجيش في زمن العقيد جميل السيد في ذلك الحين، إذا كان كل ما يدّعيه سمير جعجع صحيحاً في هذا المجال، فلماذا لم يدّعِ حتى الآن، لا على اللواء السيد ولا على أي من المسؤولين الذين يزعم في بياناته المتكررة أنهم ظلموه أو ظلموا بعض مقاتليه؟".

ورأى أنه "لا يوجد أي عذر منطقي أو أخلاقي قد يبرر لسمير جعجع تقاعسه حتى اليوم عن المطالبة بحقه المزعوم وعن اللجوء الى القضاء اللبناني لتبيان ذلك الحق ومقاضاة الذين سبّبوا الظلم الذي يدّعيه له ولبعض أنصاره، خصوصاً أنه مرت سبع سنوات على حصوله على العفو السياسي عن الجرائم التي ارتكبها، وكانت خلالها السلطة حليفة له وكان بعض وزراء العدل من أتباعه، ولا تزال فرصة التقاضي أمام المحاكم مفتوحة أمامه الى اليوم، لكن ما فات دائرته الإعلامية أن حرب البيانات الموتورة لا يمكنها أن تجعل من الباطل حقاً، كما لا يمكنها أن تغيّر من الحقيقة الراسخة التي تقول إن سمير جعجع لم يلجأ إلى القضاء اللبناني إلا لأنه راض تماماً بالعفو السياسي الذي أنعموا عليه به. وقديماً قيل إن القبول بالعفو هو إقرار بالذنب".

قباني وأكذوبة إبليس
على صعيد آخر، ووسط الأزمة التي تعصف بالمجلس الشرعي الإسلامي، برزت زيارة لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني للرئيس عمر كرامي في طرابلس وجرى عرض للتطورات على هذا الصعيد.

وأكد كرامي أنه مع "وحدة الصف"، ودعا الرئيس نجيب ميقاتي إلى "القيام بمبادرة جدية لإيجاد الحلول، وأن يكون دوره أفعل"، ناقلاً عن المفتي قباني "إصراره على أنه على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء"، ودعا الى "حسم الأمور الخلافية بالانتخابات صوناً لوحدة الطائفة".

بدوره أكد مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني الإصرار على إجراء انتخابات المجلس الإسلامي بعد نشره أسماء لوائح الشطب للهيئة الناخبة أوائل السنة، واعتبار المجلس الحالي منتهي الصلاحية ابتداءً من اليوم ولا شرعية لهذا المجلس بعد انتهاء مدة ولايته المحددة بثلاث سنوات، وكل كلام غير ذلك باطل". ووصف القول إن مفتي الجمهورية انتقل الى الطرف الآخر بأنه "أكذوبة إبليس؟".

على صعيد آخر، أقامت الجماعة الإسلامية احتفالاً في صيدا تكريماً لشهدائها وتخلله كلمة مسجلة لرئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة معاذ الخطيب شكر فيها الجماعة "على دعمها السياسي والإعلامي والمادي والمعنوي للثورة السورية والنازحين في لبنان".

إشكال في مخيم البرج
من جهة أخرى، سبّب إشكال وقع أول من أمس في مخيم برج البراجنة بين عائلتين توتير الوضع في المخيم، خصوصاً أنه كان قد سبق الإشكال إلقاء قنبلة يدوية على سطح مكتب للجبهة الشعبية القيادة العامة. وقد تكهّن الأهالي أن صوت الرصاص الذي سمع في المخيم هو جراء اشتباكات بين القيادة العامة ومجهولين. لكن بعد الاتصالات التي أجراها مسؤولو الفصائل، تبيّن أن الإشكال فردي ولا خلفية سياسية له. وسبّب الرصاص الطائش مقتل الشاب أسامة غضبان، الذي شيّع أمس في جبانة المخيم. أما في ما يتعلق بالقنبلة فقد رفعت القيادة العامة درجة استنفارها بعد استهدافها. يشار الى أن المكتب يقع في مربع أمني تابع للقيادة العامة وهو محاط بمكتب لفتح الانتفاضة وآخر للصاعقة.
  

السابق
الجمهورية: العجلة السياسية تُعاود دورانها الخميس
التالي
الشرق: الراعي يطلب الكف عن التلاعب بمصير وطن