اللواء : طابق ميقاتي وداتا الرسائل مجلس الدفاع غداً لإطلاق يد الجيش في طرابلس

عشية دعوة المجلس الاعلى للدفاع للاجتماع غداً في بعبدا، بدت صورة الموقف الميداني في طرابلس، بين باب التبانة وجبل محسن، في اليوم الخامس للاشتباكات المسحلة، قائمة:

1- فالمعالجات السياسية غائبة بالكامل، وازمة الثقة مفقودة لدرجة بدا معها ان كلا الطرفين ماض في المعركة الى النهاية.
2- المسلحون يحشدون ويستخدمون شتى انواع الاسلحة المتوافرة لديهم، لا يعترفون بهدنة، ولا يثقون بمعالجة او بموعد لوقف النار.
3- وحده الجيش اللبناني في الميدان يحاول عبثاً نشر وحداته على خطوط التماس بين المنطقتين، ومقيماً للحسابات الدقيقة، نظراً لخلفية الاشتباك الدائر الطائفية والمذهبية. مما عرض مراراً جنوده وضباطه لاطلاق النار، من دون ان يتراجع عن مهمة حفظ الامن الذي وفرته الحكومة وان ظهر ناقصاً من جراء التدخلات المعقدة للمعارك الجارية التي اكتسبت "ملامح سورية" على حد وصف وكالة "رويترز".

واستبق الرئيس ميشال سليمان الموجود في اثينا في زيارة رسمية، توجه وزير الداخلية مروان شربل الى الفيحاء اليوم، "بالدعوة الى تكليف الجيش الوطني بحفظ الامن في طرابلس، والخضوع لتعليماته من دون ان نضع عليه شروطاً ونتهمه بالانحياز كلما نفذ مهمة".

وكشف الوزير شربل لـ"اللواء" ان ذهابه الى طرابلس اليوم يأتي في اطار دوره الذي يتمسك به للتحرك الميداني في معالجة الازمات الحادة على الارض.
ورداً على سؤال حول التهديدات التي تلقاها مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، قال شربل، انه ابلغ المفتي ان القرار بيده، وحينما يقرر العودة رجاه ان يبلغ الدولة لتوفير ما يلزم من حماية، لان الدولة لا يمكن ان تترك اي شخصية سياسية او روحية للتهديد، فضلاً عن مسؤولياتها حماية كل المواطنين، مؤكداً مسؤولية الدولة عن امن المفتي الشعار.

وكان الرؤساء الثلاثة سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، قد اتصلوا بالمفتي الشعار للاطمئنان والتضامن، اضافة الى الوزير شربل والرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة وقيادات امنية، وفهم ان بري وميقاتي شجعاه على العودة مع تأمين الحماية له، في حين قال له الرئيس سليمان اسفاً، "ان جرحك جرح للوطن"، واعداً بالاطلاع على الملف من القادة الامنيين فور عودته الى بيروت.

ويفترض ان يكون تقرير شربل الذي سيرفعه الى مجلس الدفاع الاعلى، محور اجتماع المجلس، الى جانب تقارير قيادة الجيش اللبناني تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب، اما بجعل طرابلس منطقة عسكرية واخضاعها بالتالي الى الاجراءات التي تفرضها حالة الطوارئ من تدابير عسكرية، او بتكليف الجيش بمهمة حفظ الامن من دون وضع شروط مسبقة عليه، بحسب ما اعلن الرئيس سليمان مساء امس في اثينا، امام الجالية اللبنانية في اليونان، لافتاً الى ان للجيش الغطاء الكامل من الحكومة، متسائلاً عن سبب فتح جرح هذه المدينة وتركه ينزف باستمرار.

وقال في صيغة التساؤل ايضاً: "هل بسقوط عدد من اللبنانيين من منطقتي التبانة وجبل محسن ننقذ اخواننا في سوريا؟"، مشدداً على ضرورة الامتناع عن استعمال السلاح، لافتاً الى انه "لا يجوز ان ندفع ثمن ديمقراطية غيرنا"، وجدد دعوته الى الحوار من دون شروط مسبقة، مشيراً الى ضرورة وضع قانون انتخاب عصري يؤمن الوحدة الوطنية، ويشبه الدستور الميثاقي الفريد من نوعه من دون التفكير بتأجيل الانتخابات.

المجلس الاعلى
وكانت فكرة انعقاد المجلس الاعلى للدفاع، قد وردت في سياق الاجتماعات التي عقدها الرئيس ميقاتي في السراي الحكومي امس، لمعالجة الاوضاع الامنية في طرابلس، والتي شملت ايضاً اتصالات تشاورية مع عدد من فعاليات المدينة، وتقرر في هذه الاجتماعات ان يتوجه الوزير شربل إلى طرابلس لترؤس اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي، كما تقرر أن يوجه ميقاتي بصفته نائب رئيس مجلس الدفاع الدعوة إلى المجلس للانعقاد في العاشرة من قبل ظهر غد الأحد في القصر الجمهوري، لبحث الأوضاع في طرابلس، بعدما أجرى لهذه الغاية اتصالات بالرئيس سليمان، مؤكداً أن الحكومة ماضية في اتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على السلم الأهلي وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر، داعياً القيادات إلى أن تترفع عن الاعتبارات الذاتية والحسابات الضيقة وترفع الغطاء عن المخلين بالأمن.

وشدّد ميقاتي على أن "استهداف الأجهزة الأمنية بالحملات السياسية له مردود سلبي، لأن ما من دولة يمكن أن تقوم إذا كانت قواها الأمنية مستهدفة بقصد تعطيلها".
وفهم أن اتصالات ميقاتي شملت أيضاً قضية إعادة جثث الشبان المسلمين الذين سقطوا في "كمين تلكلخ" السورية، والتي كان يفترض أن تبدأ مرحلتها الأولى اليوم بتسليم خمس جثث، لكن رئيس الحكومة طلب من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم متابعة هذا الملف مع السلطات السورية المعنية، لتسليم جثامين اللبنانيين دفعة واحدة.

وأكدت مصادر أمنية، أن هناك اتصالات لبلورة آلية معينة لتسليم جثث الشبان، لكن هذه العملية لن تتم اليوم، كما كان مقرراً، لأنها تأجلت بحيث يتم التسليم دفعة واحدة.
وأبلغ إمام مسجد المنكوبين الشيخ محمّد إبراهيم "اللواء" بأن ليس لديه أي تواصل مع الرسميين في شأن هذا الملف، وكل المعلومات التي يتلقاها تصله عبر وسائل الإعلام، وأن أهالي الشهداء ينتظرون حالياً ما ستؤول إليه الأمور اليوم.

ميدانياً، تجددت الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، مساء أمس، بعدما ساد الهدوء الحذر مناطق الاشتباكات بعد ليلة دامية تخللتها اشتباكات عنيفة سقط فيها أربعة قتلى وحوالى 20 جريحاً، واستطاع الجيش أن يحكم سيطرته بشكل جزئي على المحاور الساخنة معززاً حضوره، وهو دعا في بيان، أهالي المناطق المتوترة إلى التعاون مع إجراءات الجيش، بما في ذلك الابلاغ عن أي نشاط مسلح أو مشبوه ليصار إلى معالجته بالسرعة القصوى.
وقرابة التاسعة ليلاً سجل سقوط ثلاث قذائف في الملولة وشارع سوريا والمركز الصحي في جبل محسن.

لقاءان في المختارة
وعين التينة
سياسياً، سجل أمس تطوران لافتان، الأوّل في المختارة جمع النائب وليد جنبلاط ووفد من تيّار "المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، والثاني زيارة لرئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل للرئيس برّي في عين التينة، فيما وزّعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء جدولي أعمال جلستي الاثنين في العاشر من الشهر الجاري، والمخصصة لمتابعة البحث بموضوع تأمين مصادر تمويل سلسلة الرتب والرواتب، على إيقاع الاعتصام الذي ستنفذه هيئة التنسيق النقابية أمام القصر الجمهوري من أجل الضغط على الحكومة لإحالة هذه السلسلة إلى المجلس النيابي، وجلسة الأربعاء في 12 الجاري والتي ستعقد أيضاً في القصر الجمهوري في بعبدا، ويتضمن هذا الجدول 70 بنداً، اللافت بينها عرض وزارة الاتصالات موضوع الطلبات المتعلقة بالمعلومات عن محتويات Data Sessions، وكافة المعلومات المتوفرة عن المشتركين في بعض الخدمات، والمقصود بها "داتا" الرسائل النصية SMS.

وأوضحت مصادر في تيّار "المستقبل" أن جو اللقاء مع جنبلاط كان ايجابياً وسادت اللقاء روح تفاهم، لافتة إلى تقاطع في المواقف عند كل الأطراف بأن يتولى رئيس الجمهورية إقامة الاتصالات وبناء التفاهمات، ولفتت إلى أن المستقبل أكد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، وأنه لا يقاطع مناقشة قانون الانتخاب، وتم الاتفاق على استمرار التواصل، على أن تكون الأمور الأساسية عند رئيس الجمهورية.
أما مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي فقد أشارت من جهتها لـ "اللواء" إلى أنه جرت في اللقاء جولة أفق واسعة من المشاورات حول مبادرة جنبلاط للحوار وموقف قوى 14 آذار من الحكومة وإمكانية إحداث إختراق في الجدار المسدود.

وقالت إن جنبلاط أكد على موقفه الداعي للحوار، والذي هو أفضل طريق للتخفيف من حدة التشنجات وتقليل مخاطر الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان، وأنه يمكن من خلال الحوار الوصول إلى تسوية في شأن التغيير الحكومي، خصوصاً وأن التشنج لا يحل مشكلة.
وأكد الطرفان أن لقاء المختارة الذي تخلله عشاء مساء أمس الأول، كسر الجليد بين الطرفين، وأن البحث تناول كل المواضيع من طرابلس إلى التحالف إلى الحكومة، والانتخابات، حيث جدد جنبلاط تمسكه بقانون الستين مع استعداد الانفتاح على أي تعديل يمكن أن يطال القانون المذكور.

ومن جهته، أكد الرئيس الجميّل بعد لقاء الرئيس بري رفض الكتائب لقانون الستين، واعداً بإجراء الاتصالات اللازمة لعودة ممثلي قوى 14 آذار إلى المشاركة في اللجنة المصغرة المكلفة تقريب وجهات النظر من قانون الانتخابات علّه يمكن إيجاد طرح مقبول من كافة الأفرقاء تُجرى على أساسه الانتخابات المقبلة.

وأوضحت مصادر مطلعة أن رئيس المجلس شدد أمام رئيس الكتائب على ضرورة التوافق المسيحي على طرح انتخابي أولاً كون التباين في المواقف من الموضوع، يشكل عقبة أساسية أمام التوافق البرلماني واللبناني ككل، مشيرة إلى أن التوافق تم بين الجانبين حول الواقع القائم وعلى اعتبار الاجماع المسيحي على طرح انتخابي، من شأنه أن يشكل مدخلاً للتوافق عموماً.
ووصفت أوساط عين التينة تصريح الجميّل وما تضمنه من مواقف بعد اللقاء بأنه "جيد جداً".
  

السابق
الأنوار: تجدد الاشتباكات في طرابلس ليلا بعد ساعات من الهدوء
التالي
الشرق: سليمان لاشراك الاقليات في الشأن السياسي ومع الحوار في سوريا