الإهتداء بالميثاق اللبناني

الاهتداء العربي والأميركي اللاتيني بالفرادة اللبنانية على صعيد العيش المشترك بين التنوع الطائفي والتعدد المذهبي وعلى خلفية الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان السماوية، هذا الاهتداء كان جوهر ما طرحه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال القمة العربية- اللاتينية في «البيرو» لوضع تشريع دولي يهدف إلى تحريم وتجريح الإساءة إلى الأنبياء والرسل، احتراماً لحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية في إطار الحفاظ على الحريات العامة وحقوق الإنسان، وذلك، كنقيض النظرية، الصهيونية في الصراع بين الحضارات والثقافات والأديان على خلفية عنصرية وإرهابية وعرقية، وقد لاقى هذا الطرح التجاوب والتقدير والاهتمام من أعضاء القمة المذكورة.

واللافت في ذلك، لأن الطرح اللبناني كان باسم جامعة الدول العربية التي يُعاني من أعضائها الكثير من الظواهر والسلوكيات المنافية للمبادئ والمقدسات والمعتقدات الدينية، والقائمة على التعصب والتطرف والتهجير الطائفي، حيث بات العديد من الدول الشقيقة المصابة بهذا الداء الخطير، أن تأخذ بالمثال والمثل اللبناني في صيغة الوحدة الوطنية والعيش المشترك، والديمقراطية والعلاقات البنّاءة الجامعة لمكونات الشعب اللبناني في وحدة المصير، واللافت أيضاً في هذا المضمار، أن الطرح اللبناني للحوار والتلاقي بين الثقافات والأديان، يحمل روحية الإرشاد الرسولي ومباركة الحبر الأعظم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته التاريخية الى لبنان وإشادته بالنموذج اللبناني على صعيد هذا لحوار الخلّاق والدائم والمتجدد، بالرغم من حالات وممارسات ومخططات ومحاولات خارجية لوقف وتعطيل ذلك، عن طريق الفتن وغيرها، لكن وعي اللبنانيين لهذه المخططات والمشاريع الفتنوية يساهم في إفشائها.

وهذا ما أكد عليه الرئيس سليمان للجالية اللبنانية في «البيرو» مثمناً دور المغتربين في وحدة صفهم ونبذ أية محاولات الاختراق هذه الوحدة، وداعياً إياهم إلى المزيد من التماسك في ما بينهم، وإلى التمسك بجذورهم اللبنانية والإخلاص إلى الدول التي يقيمون فيها، وإلى الاستثمارات المتنوعة في وطنهم الأم لبنان، للنهوض به إنمائياً واقتصادياً وعمرانياً وسياحياً، وإلى عدم الأخذ بأية شائعات وأقوال تصف لبنان بالبلد المنهار والانقسام والتقاتل بين مواطنيه، وما يُؤكّد على التكامل بين وحدة اللبنانيين في وطنهم، وبين وحدة مغتربيه في المهاجر لاستكمال وتقوية هذا النهوض.

ومما يُؤكّد أيضاً على أهمية اهتداء المجتمعات العربية والدولية والإقليمية بمفاعيل الخصال والخصائل التوحيدية للمجتمع اللبناني، وهذا ما عبّر عنه مستشرق فرنسي في الحديث عن لبنان قائلاً: لبنان بلد الجامعات للتنوير العلمي والثقافي، وبلد الكنائس والأديرة والمساجد للتنوير الروحي.   

السابق
تكريم قائد قوات الطوارىء الدولية باولو سيرا في شبعا
التالي
إيران خططت لإقامة مصنع أسلحة سراً باليمن