النهار: النبي شيت تواكب حلب بانفجار ملتبس تبريد مأزق قانون الانتخاب بلجنة ثُمانية

على رغم انشداد الانظار اللبنانية الى الاهوال البشرية والمادية التي خلفتها سلسلة الانفجارات الدامية التي هزت أمس مدينة حلب في سوريا، اخترق المشهد الداخلي انفجار مستودع الذخيرة التابع لـ"حزب الله" في بلدة النبي شيت بشرق البقاع الذي أثار بظروفه الغامضة والملتبسة شكوكاً على المستويين الامني والسياسي.

وفي ظل الحصار الاعلامي والامني الذي ضربه "حزب الله" حول مكان الانفجار والمنطقة برمتها، رفع الحادث وتيرة المخاوف من مرحلة جديدة من انعكاسات الازمة السورية على لبنان محفوفة بالكثير من المحاذير الخطرة هذه المرة.
ذلك انه على غموض هذا الحادث وخطورته الامنية والجغرافية، لفتت مصادر بارزة في قوى 14 آذار ليل أمس الى ان مجلس الوزراء تجاهل الحادث تماماً، كما تجاهل الخرق العلني لسياسة "النأي بالنفس" الذي نشأ عن مقتل قيادي في "حزب الله" وعناصر اخرى من الحزب في "مهمة جهادية" في سوريا كشفت فصولها تورطاً واضحاً للحزب في القتال الى جانب الجيش السوري. وقالت هذه المصادر لـ"النهار"، ان اي حضور رسمي او امني او عسكري للدولة لم يسجل في النبي شيت طوال ساعات بعد حادث الانفجار باستثناء خبر وزع ليلا عن حضور دورية من مخابرات الجيش الى المكان، الامر الذي يرتب على الحكومة مواجهة انعكاسات وتداعيات ستكون مختلفة تماماً عن المرحلة السابقة سواء على المستوى المحلي أو الدولي. واوضحت ان المعارضة شرعت في التهيئة لمواجهة هذا الواقع وان خطوات ستظهر في الايام المقبلة لوضع الحكومة امام مسؤولياتها في تجاهل هذا الجانب الخطر من التورط في الازمة السورية.

اما انفجار مستودع الذخيرة في النبي شيت فتسبب، استنادا الى الحصيلة التي اعلنها "حزب الله"، بمقتل ثلاثة من عناصره، فيما جاء في حصيلة أوردتها "وكالة الصحافة الفرنسية" نقلا عن مصدر أمني في البقاع ان تسعة قتلى سقطوا في الانفجار الذي لم تعرف اسبابه. وبينما تحدث "حزب الله" عن "انفجار في مستودع للذخائر تجمع فيه القذائف والذخائر القديمة. ومخلفات القصف الاسرائيلي في المنطقة"، تحدث المسؤول الامني عن "انفجارات عدة" وعلم ان الانفجار حصل داخل منزل يملكه علي رضا الموسوي مؤلف من ثلاث طبقات قيد الانشاء ويضم محال في الطبقة الارضية. واوضح مصدر معني لـ"النهار" ان المبنى سوي بالارض، فيما تضرر عدد من الابنية المجاورة. واخضع ثلاثة قتلى لفحوص الحمض الريبي النووي نتيجة تشوهات في الجثث.
الى ذلك، سجل خرق جديد للحدود اللبنانية – السورية تمثل في دخول قوة سورية من الجيش النظامي قوامها 30 جندياً الى منطقة مشاريع القاع عملت على تفتيش بعض المنازل. كما صعدت القوة الى سطوح هذه المنازل واستعمل افرادها المناظير لمراقبة المنطقة.

مجلس الوزراء
في غضون ذلك، ابلغ رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مجلس الوزراء في جلسته العادية مساء امس في السرايا "حرص المسؤولين" العرب والاجانب الذين التقاهم في نيويورك "على استمرار الاستقرار والهدوء في لبنان وعدم تأثره بما يجري حولنا من احداث"، وقال: "لمست تقديراً للسياسة التي اعتمدتها الحكومة ولا سيما سياسة النأي بالنفس".
واذ أبرز ارتياح هؤلاء المسؤولين الى الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، اسف لحملات داخلية تستهدف الجيش لافتاً "المعنيين الى عدم جواز تمكين اعداء لبنان من اختراق وحدة الصف اللبناني عبر استهداف الجهة الضامنة لهذه الوحدة اي الجيش".
ويشار الى ان مجلس الوزراء ألف لجنتين وزاريتين لموضوعي آلية اعتراض المخابرات وانشاء الهيئة المستقلة للمخفيين والمفقودين، ووافق على اصدار سندات خزينة بعملات اجنبية بقيمة مليارين و770 مليون دولار.
الصفدي… ولجنة مصغرة
وسجل تطور "انتخابي" على هامش جلسة مجلس الوزراء تمثل في اعلان وزير المال محمد الصفدي عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. وقال رداً على سؤال لدى مغادرته الجلسة: "انا لست مرشحاً للانتخابات النيابية" من غير ان يوضح الاسباب.
وفي السياق المتصل بالجدل الدائر حول قانون الانتخاب، علمت "النهار" ان لجنة مصغرة منبثقة من اللجان النيابية المشتركة ستؤلف اليوم على الارجح ومهمتها التوصل الى اتفاق على صيغة لقانون الانتخاب يوافق عليها الجميع. وستضم اللجنة ممثلين للكتل النيابية الرئيسية وهي "المستقبل" و"القوات اللبنانية" والكتائب و"أمل" و"حزب الله" و"جبهة النضال الوطني" و"تكتل التغيير والاصلاح" بحيث لا يتجاوز عدد اعضائها الثمانية برئاسة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري. وقد تفاهم رئيس المجلس نبيه بري ومكاري على هذه اللجنة، كما نسق مكاري أمرها مع قوى 14 آذار وعُرف من اعضائها النائبان احمد فتفت وجورج عدوان.
وقال مصدر نيابي لـ"النهار" ان الغاية من تأليف اللجنة عدم التوقف عند الجدل العقيم في شأن الصيغة المثلى لقانون الانتخاب والسعي الى بلورة صيغة توافقية، على ان تعود اللجنة المصغرة الى اللجان المشتركة عقب توصلها الى التفاهم المطلوب على هذه الصيغة.

السابق
اللواء: مخاوف من إندلاع المواجهة بين حزب الله والجيش السوري الحرّ
التالي
حزب الله وعودة الجيش إلى ضاحيته!