النهار: التصوّر الدفاعي لسليمان: المقاومة بإمرة الجيش بوادر اعتراضات هادئة لقوى 14 آذار

تحت تأثير الاجواء السياسية الهادئة التي خلفتها زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان الاسبوع الماضي ومناخ الاجماع الداخلي على التنديد بالفيلم والرسوم المسيئة الى الاسلام، أفضت جولة الحوار التي انعقدت أمس في قصر بعبدا الى تلقف هادئ للتصور الذي طرحه رئيس الجمهورية ميشال سليمان للاستراتيجية الدفاعية وإن تكن طلائع ردود الفعل الاولية عليه عقب الجولة أبرزت بوادر اعتراضات وخصوصا لدى فريق 14 آذار.
ويمكن ايجاز التصور الذي طرحه الرئيس سليمان بخلاصة أساسية هي تثبيت الإمرة المبدئية للجيش في الاستراتيجية الدفاعية مع الاقرار بدور المقاومة وسلاحها.
ومع ان هذه الخلاصة لا تلحظ الآليات التفصيلية التي يتركها رئيس الجمهورية للتوافق السياسي، فانه قدم تصوره في صفحتين ونصف صفحة فولسكاب حدد فيها المخاطر على لبنان وسبل مواجهتها ومن ثم مرتكزات الاستراتيجية التي كان أبرز ما تضمنته فقرة تنص على الآتي: "حتى تزويد الجيش القوة الملائمة للقيام بمهماته، التوافق على الأطر والآلية المناسبة لاستعمال سلاح المقاومة ولتحديد إمرته ولإقرار وضعه في تصرف الجيش المولج حصرا باستعمال عناصر القوة، وذلك لدعمه في تنفيذ خططه العسكرية مع التأكيد ان عمل المقاومة لا يبدأ إلا بعد الاحتلال".
وعلمت "النهار" ان تصور سليمان بدا للوهلة الاولى عقب تلاوته إياه في الجلسة كأنه لم يستفز أحدا، إلا أن مناقشة بعض التفاصيل في شكل أولي أبرزت ان الخطوط العريضة للتصور لم ترض أحدا. وبادر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى القول: "يا فخامة الرئيس، نلتقي معكم في معظم ما طرحتموه لكن الورقة لا تعطي جوابا واضحا ولا تحمل جديدا حول ما اذا كان سلاح المقاومة سيبقى كيانا مستقلا يعمل بإمرة الدولة أم سيتم تسليمه الى الدولة". لكن النقاش لم يتسع في الجلسة كي يتسنى للجميع درس مضمونها قبل استكمال النقاش في الجلسة المقبلة التي حدد موعدها في 12 تشرين الثاني.
وفي المعلومات المتوافرة لدى "النهار" أن نقاشا عاما حصل في شأن التطورات في البلاد بما فيها حوادث الخطف والوضع الاقتصادي شارك فيه معظم أركان الحوار.
وأدلى الرئيس فؤاد السنيورة بمداخلة طويلة تناولت مجمل الاوضاع، وتطرق الى كلام قائد الحرس الثوري الايراني "الباسدران" محمد علي جعفري عن ارسال عناصر من الحرس الى لبنان وسوريا. وقال: "ان اللبنانيين يعارضون بشدة ان تتعرض ايران لأي حرب او اعتداء من جانب اسرائيل أو غيرها، لكننا في الوقت ذاته لا يمكن ان نقبل بأن يتحول بلدنا منصة صواريخ لأحد أو أرضا للمواجهة بين القوى الاقليمية او لمواجهة القوى الدولية". وأضاف ان "المطلوب من حزب الله ان يتعهد أمام اللبنانيين عدم وجود نية او استعداد من أي نوع لاستخدام هذا السلاح لأهداف غير لبنانية". ثم انتقد اقرار الحكومة سلسلة الرتب والرواتب "من غير أن تعرف حقيقة تكاليفها" محذرا من "الاعباء المستقبلية الهائلة التي سيتحملها الشعب اللبناني".
ولما انتهى السنيورة من كلامه سارع العماد ميشال عون الى تأييده. ثم سأل أحد المشاركين السنيورة: لماذا لم تتكلم من قبل؟ فأجاب انه سبق له ان حذر الحكومة من مغبة ما أقدمت عليه عندما زادت رواتب القضاة وأن عليها ان تأخذ في الاعتبار مطالب أخرى لأساتذة الجامعة والمعلمين والموظفين وهذا ما حصل.
وتحدث النائب محمد رعد، فأكد أن المطلوب تعاون الجميع في مواجهة ما هو متراكم من السياسات السابقة. كذلك طالب فريق 14 آذار ان يضع كل اسئلة في موضوع سلاح المقاومة في ورقة واحدة للاجابة عنها مرة واحدة بدل تكرارها في كل مرة، ولفت الى ان "تيار المستقبل" لم يطرح حتى الآن رؤيته للاستراتيجية الدفاعية. فأجابه السنيورة: "ان استراتيجيتنا تتلخص بالآتي: إمرة السلاح يجب أن تكون للدولة ونقطة على السطر".
ورحب رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس بالاجواء التي سادت جلسة الحوار والورقة التي قدمها الرئيس سليمان والتي وصف بري الافكار الواردة فيها بأنها "قابلة للأخذ والرد". وتساءل: "أليس من المفارقة ان يتزامن انعقاد جلستنا هذه مع المناورات الاسرائيلية على الحدود؟ فلنأخذ دائما هذا الامر في الحسبان ولا نغفله". 
 

السابق
السفير: الإستراتيجية السليمانية: وصفة سلسة لمعادلات مستحيلة
التالي
التسييس !!