جنبلاط: للتنبه من الخطوات المشبوهة ونتائجها الكارثية والخطرة

علق رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط على الفيلم المسيء للاسلام وردود الأفعال التي تلته، ورأى فيه "حدثا مريبا ومشبوها في توقيته وأهدافه، جاء للتشويش على الثورات العربية وفي مقدمها الثورة الليبية التي أسقطت نظام الديكتاتورية".

واستنكر جنبلاط "بشدة التعرض للأديان أو رموزها بما يتنافى مع حرية الرأي والمعتقد"، مدينا "بنفس القدر من الشدة الانتقام الهمجي الذي أدى إلى مقتل السفير الأميركي في ليبيا، ما يطرح أكثر من علامة إستفهام حول التلاقي الموضوعي الذي غالباً ما يحصل بين التيارات المتطرفة بقطع النظر عن خلفياتها المتناقضة والمتضاربة أحياناً ما يجعلها تصب تلقائياً في الأهداف ذاتها".

ونبّه جنبلاط من أن "الأعلام السوداء قادرة على الانتقال من كنيسة تيري جونز في الولايات المتحدة إلى مدن عربية أخرى وصولاً إلى صقور إسرائيل، وكلها تعكس التخلف الفكري والحضاري ورفض الآخر أو الاعتراف بحقوقه".

ورأى أنه "كأن المطلوب إعادة إحياء صراع الحضارات والأديان الذي قال به الكاتب صاموئيل هانتيغتون إنما من خلال التطبيق العملي وليس النقاش النظري والعلمي كما حصل خلال السنوات الماضية. وإذا كنت لست ممن يؤيدون أو يبشرون بنظرية المؤامرة التي إرتكبت تحت رايتها أبشع الفظائع في العديد من الدول العربية على مدى عقود".

وأعلن أن "إسرائيل، بقيادتها الحالية بزعامة نتنياهو، تمارس كل أشكال الضغوط الممكنة لجر الولايات المتحدة الأميركية إلى الحرب ضد إيران ما سيدفع المنطقة نحو الفوضى العارمة والكبرى، فالاقتتال الطائفي أو المذهبي يصب في صورة مباشرة في مصلحة إسرائيل ويجعلها تتفوق في العديد من المستويات".

وأشار الى أن "التوقيت لا يُفصل عن زيارة الحبر الأعظم إلى لبنان في رسالة تأكيد على العيش المشترك والتنوع، بما يدحض ليس فقط نظرية الأقليات، إنما يجدد دور لبنان في أن يكون ديمقراطية تعددية بعكس النموذج الاسرائيلي الآحادي. لذلك، فإن التخريب على هذه الزيارة، تماماً كالتخريب على المسارات الجديدة التي رسمتها الثورات العربية، هدفه تعزيز مشاعر الحقد والكراهية وتضييق هوامش الاختلاف والتنوع وتحويلها إلى فتن متنقلة تفضي الى الاقتتال والدمار".

وعليه، دعا جنبلاط "للتنبه إلى هذه الخطوات المشبوهة ونتائجها الكارثية والخطرة للغاية"، محذّرا من "الانجرار خلفها"، داعيا "هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتحرك السريع وإصدار قرارات عن مجلس الأمن تماثل القرارات والقوانين التي تجرّم معاداة السامية، لما في ذلك من تأكيد على إحترام مختلف المعتقدات وعدم التعرض لرموزها أو مرتكزاتها الفكرية بما يضمن التنوع والتعددية ويُبعد شبح التصادم والصراع الذي قد يخرج عن السيطرة ويأخذ إتجاهات مدمرة".  

السابق
رسالة: يا أينشتاين قص شعرك!
التالي
أوباما لمُرسي: نَفِذوا بنود الصفقة السرية.. وإلا