السفير: الحكومة تختبر نياتها النفطية الأربعاء

إذا ما صدق الوعد الحكومي، سيكون أيلول مبلولاً بالحلول، وأول الغيث إخراج ملف سلسلة الرتب والرواتب من حلبة الاشتباك الحكومي ـ النقابي، والتعقيدات التي تحكمت به لفترة طويلة من الزمن. وكان لافتاً للانتباه أن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، لم يلحظ تعيين هيئة إدارة قطاع البترول، ولا تقرير وزير الخارجية عدنان منصور بشأن المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وبينما كان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يعود ليلاً من طهران، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يمضي يوماً شمالياً، على ان ينتقل إلى الديمان، اليوم، للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، اطلّ رئيس مجلس النواب نبيه بري من على منبر الذكرى الرابعة والثلاثين لتغييب الإمام موسى الصدر في ساحة عاشوراء في مدينة النبطية، وقال "إننا نشهد أمام الله والمسلمين ومواطنينا من كل الطوائف، أننا لن نذهب إلى أي فتنة، ونؤكد ان من كانت إسرائيل عدوًا له فهي عدو كاف. واللهم اشهد أننا شيعيو الهوية، سنيو الهوى، لبنانيو الحمى والمنتهى. أليس لبنان وطناً نهائياً؟". وتناول بري بداية، في المهرجان الحاشد، قضية الإمام الصدر، كاشفاً عن تلقي أجوبة إيجابية من بعض الدول المجاورة لليبيا حول إمكان استجواب من اعتقل أو فر من أبناء القذافي وأركانه، لمعرفة كل الحقائق المتصلة بقضية الإمام ورفيقيه. وقال: "غداً (اليوم)، أو على ابعد تقدير الأحد (غداً) إحدى المحطات الأساسية والمفصلية في هذا الموضوع إن شاء الله".
وتوجه بري إلى الأخوة والأشقاء على مستوى العالمين العربي والإسلامي، منبهاً أن الوحدة هي الرد على الفتنة المذهبية، وشدد على ان إيقاظ المشكلات النائمة في أقطارنا يجب ان نقابلها بوعي الاستهدافات. معتبراً أن احد أهداف ما يجري من حولنا هو حفظ امن إسرائيل، وتبديد قوة الجوار الإقليمي الإسلامي عبر تحويل وجهة الصراع من عربي إسرائيلي إلى عربي فارسي وإسلامي إسلامي.
وتوجه بري إلى العرب والمسلمين واللبنانيين، داعياً إلى رفض جعل العنف قاعدة في العلاقات داخل أقطارنا، والى رفض مبدأ فرض الإصلاحات أو التغيير بالقوة، وبالمقابل إدانة منـع التغيير والإصلاح بالقوة. كما دعا إلى رفض دعوات التكفير، محذراً من ان أعداء الإسلام يحـاولون أخذنا بيدنا نحو الفتنة.
وإذ رحب بدعوة الملك عبدالله بن عبد العزيز لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية في الرياض، قال: الوحدة.. الوحدة، وإلا فإن الفرقة سوف تعيد إنتاج الاستعمار والانتداب والاحتلال وإسرائيل الكبرى".
ومن جهة ثانية، دعا بري إلى دعم مهمة المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، لافتاً النظر إلى انه لا يرى دوراً عربياً كافياً في رسم نهاية سعيدة للمسألة السورية، مؤكداً أن سوريا موضوعة على منظار مؤامرة دولية تهدف إلى تدمير دورها الإقليمي، وإحلال "سيكس بيكو" جديد، مبدياً تخوفه من انتقال الفتنة السورية إلى لبنان والعراق والأردن وإيران وتركيا.
وقال بري: سوريا لا تستحق ما يصيبها. ولا أن تكون ساحة للرماية بأسلحة الموت على جسدها. بل هي تستحق من أبنائها وأمتها وسيلة للعبور إلى المستقبل. إننا نوجه نداءً إلى العقل العربي والى العقل السوري بوقف نزف الدم، وبوقف تسليح الفتنة، وسلوك طريق الحوار.
وإذ طالب بإلغاء خطوط التماس الرسمية الحكومية مع الأرياف اللبنانية الحدودية، قال إن الوطن "لا يُحفظ بالصالونات أو بالتصريحات، أو بالوعود، أو بالاجتماعات، والكرامات لا تُصان بالألقاب.. الوطن يُحفظ بالخبز والدفاع والمقاومة والأمن والكرامة ودائماً بالوحدة الوطنية" ).
باسيل: النفط في كل لبنان
من جهة ثانية، وزع أمس، جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة العاشرة والنصف من قبل ظهر الأربعاء في الخامس من الشهر الجاري في القصر الجمهوري في بعبدا، ويتضمن 68 بنداً، أبرزها مشروع سلسلة الرواتب، بالإضافة إلى بنود أخرى أبرزها تمديد حصرية طيران الشرق الأوسط، هبات لمساعدة اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى مشروع يتعلق بحفظ وظيفة في ملاك رئاسة الجمهورية لقدامى رجال الجيش والأمن العام وأمن الدولة، إلى جانب بند تعيين عدنان خليل نصار برتبة مدير عام في رئاســة الجمهورية بعد ترفيعه من الفئة الثانية إلى الفئة الأولى.
ولم يلحظ جدول الأعمال أي ذكر لتقرير وزير الخارجية حول الحدود البحرية، إلا أن مصادر وزارية قالت لـ"السفير" إنها لا تستطيع ان تؤكد ما إذا كان هذا التقرير بات مدرجاً بشكل آلي، كونه سبق وطرح في جدول أعمال الجلسة السابقة وبوشر النقاش فيه وأرجئ نظراً لغياب الوزير المعني، وبالتالي أصبح بنداً مطروحاً أمام مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق، دعا وزير الطاقة جبران باسيل إلى التعجيل في تعيين هيئة إدارة قطاع البترول، مشيراً إلى تبلغه مؤخراً أول اسم للهيئة، من دون ان يفصح عنه، آملا ان يكون بادرة لحل قضية التعيينات فيها.
وقال باسيل في مؤتمر صحافي في الوزارة، أمس، إنه توجد 26 شركة دولية اشترت معلومات، واستثمرت أموالاً من أجل المشاركة في موضوع النفط والغاز في لبنان، وعلى رأسها شركات أميركية، مشيراً إلى أن "هناك إمكانات واعدة على امتداد 22 ألف كيلومتر مربّع على امتداد مياه لبنان، وليس فقط في الجنوب"، مشيراً إلى أن "عمليات المسح مستمرة ونكتشف يوماً بعد يوم إمكانات لبنان الكبيرة").
  

السابق
النهار: بري: نشهد أننا لن نذهب الى أي فتنة
التالي
الديار: بحر شعبي غمر الجنوب بوجود بري في ذكرى الصدر