حركة تصحيحية شيعية..؟

ثَمّة حركة نوعية في أوساط النخبة الدينية والثقافية الشيعية تستحق الاهتمام والمتابعة.
خلال أقل من شهر صدر بيانان مهمان في مضمونهما، ولافتان في توقيتهما، يؤكدان على أهمية الالتزام بالمعايير الوطنية والقومية في التعاطي مع ثورات الربيع العربي، وفي تحديد المواقف الواضحة من مخطط الفتن المذهبية التي تُهدّد أمن وسلامة المجتمع العربي.
البيان الأوّل وقّعه السيدان هاني فحص ومحمّد حسن الأمين، وتضمن موقفاً جريئاً في الوقوف إلى جانب ثورة الشعب السوري، وإدانة النظام ومؤيديه في قمع حرية السوريين وارتكاب المجازر ضد النساء والأطفال.
هذا البيان الذي قوبل بتجاهل من بعض وسائل الإعلام، أثار موجة نقاش وترحيب واسعة، في وسائل التواصل الالكتروني، خاصة بعد مبادرة المفكر الشيعي د. سعود المولى بنشر ترجمة فرنسية للبيان على «الفايسبوك».
البيان الثاني انضمت إلى توقيعه مجموعة من الناشطين في الطائفة الشيعية، ينتمون إلى قطاعات اجتماعية وفكرية وثقافية وإعلامية ليؤكدوا بلهجة صارمة رفضهم لمخطط الفتن المذهبية الذي يُهدّد العرب والمسلمين، وليطالبوا بالعودة إلى منابع الفكر الإسلامي التوحيدي، وإلى مناهل الثقافة القومية الجامعة، ولتثبيت موقف الشيعة التاريخي الدائم إلى جانب المظلومين.
طالب موقعو البيان بدولة مواطنة في لبنان، لا خائفة ولا مخيفة، ودولة جامعة مستقلة ومنفتحة في العراق، ودولة ديمقراطية عصرية وأصيلة في سوريا، وعدم تكرار الأخطاء والانفعالات المتبادلة بين السنّة والشيعة في السعودية، وإلى حوار من أجل الإصلاح في البحرين… إلى آخر المواقف التي تتسم كلها بالحكمة والعقلنة، والانفتاح والحوار لمعالجة مشاكل المنطقة.
واستعاد البيان دور عبدالقادر الجزائري في إطفاء الفتنة في دمشق، وعقل وفكر عبدالرحمن الكواكبي المتنوّر، وخط إبراهيم هنانو ورفاقه وشجاعة الشيخ صالح العلي، وشجاعة سلطان باشا الأطرش في النضال ضد المستعمر وحماية الوحدة الوطنية.
البيان رقم واحد، والبيان رقم اثنين، يمهدان لإعادة تصحيح الكثير من المفاهيم والممارسات التي أساءت إلى دور ومكانة الشيعة في دنيا العرب والمسلمين.
فهل تكون بداية حركة تصحيحية…؟.  
 

السابق
تدريبات اسرائيلية عند السياج الشائك في مزارع شبعا
التالي
كيف تعزز إيران فاعلية حركة عدم الانحياز؟